Newsletter

الاثنين، 19 يونيو 2017

المناعة من الشرور

المناعة من الشرور

إذا سألت إنسانًا بسيطًا ما هي أبسط حقوقك؟ سيجيبك بكل بساطة: أن آخذ حقوقي! أي يتمنى أن يُعامل بعدل؛ فالعدل هو إعطاء كل ذي حق حقه. بداية نريد أن نتحدث عن جانب مادي فى الإنسان قبل تناول الجوانب المعنوية؛ عندما يصاب الإنسان ببعض الأمراض يقوم الجسم بتكوين أجسام مضادة، وفي حالة تعرض الجسم للإصابة بالمرض مرة أخرى يقوم الجسم بالدفاع عن نفسه، ولكن هناك بعض الأمراض الخطيرة التى قد تصيب الإنسان والتى تستهدف جهاز المناعة، في هذه الحالة يصبح الإنسان مهددًا بالموت عند تعرضه لأي مرض.

نعود إلى موضوعنا… إن غياب العدل في العالم سواء العدل فيما بيننا على محيط الأسرة أو المجتمع أو في تعامل الشعوب فيما بينها أو في تعامل القوى الدولية فيما بينها إنما هو مؤشر على غياب جانب من الإنسانية فى التعامل بيننا ولكن إذا أردنا أن يكون العدل هو السائد في المجتمع لا بد أن نهيئ أنفسنا للعدل أولا. ولكن كيف نهيئ أنفسنا؟ من الضروري بداهة أن ندرك قيمة العدل أولا وأنه السبب في سعادة المجتمع، وأن المظلوم قد يبرر أي فعل سيئ يفعله بحجة أنه ظلم ثم تنتشر الشرور فى المجتمع، لذلك نريد أن نكسر هذه الحلقة من الشرور، ينبغي أن نعرف أولا أن الإنسان الظالم بداخله قسوة تجاه الآخرين؛ فهو يعتدي على حقوقهم وقد لا يشعر بتأنيب الضمير تجاه ذلك! إذا فهو يحتاج إلى جرعات علاجية إنسانية تشعره بتأنيب الضمير تجاه هذه الفعل كي يشعر بقبح هذا الفعل.

ربما يكون العلاج الجذري على المستوى الفردي والاجتماعي لهذه المشكلة أن نتعلم الرحمة فيما بيننا؛ فالإنسان الذي يتعود على معنى الرحمة فيرحم والديه اللذين أعطياه الحب والرعاية لن يظلمهما، والتلميذ الذي يشعر بالرحمة تجاه مدرسه الذي تعب لكي يكون سببًا في تعليمه فسيشعر التلميذ بالرحمة تجاهه فلن يظلمه بعد الاحترام، بصفة عامة أي إنسان منا كان ضعيفًا وهو طفل لا يعلم شيئًا ثم أخذ هذه القوة من العلوم والقوى النفسية والبدنية بسبب رعاية من حوله سيصبح في موقع قوة، وسيكون تحت سيطرته من هم أضعف منه فيجب عليه أن يرحمهم.

سيتعلم أن الخالق الذي خلق كل هذا وأفاض عليهم وعليه بالرحمة هو من أمره بالرحمة كشكر له على هذه النعم؛ مع العلم أن الرحمة هي من الأمور التى حثت عليها الأديان، كذلك هي من الأمور الإنسانية المتفق عليها بالفطرة من جميع البشر. هذه هي المناعة الإنسانية من الظلم؛ فالظلم لن يكون له مكان بيننا مرة أخرى عندما يسود العدل بين أناس لهم مناعة إنسانية ضده وهي مناعة عَصَبُها الرحمة.

المناعة من الشرور

المناعة من الشرور

إذا سألت إنسانًا بسيطًا ما هي أبسط حقوقك؟ سيجيبك بكل بساطة: أن آخذ حقوقي! أي يتمنى أن يُعامل بعدل؛ فالعدل هو إعطاء كل ذي حق حقه. بداية نريد أن نتحدث عن جانب مادي فى الإنسان قبل تناول الجوانب المعنوية؛ عندما يصاب الإنسان ببعض الأمراض يقوم الجسم بتكوين أجسام مضادة، وفي حالة تعرض الجسم للإصابة بالمرض مرة أخرى يقوم الجسم بالدفاع عن نفسه، ولكن هناك بعض الأمراض الخطيرة التى قد تصيب الإنسان والتى تستهدف جهاز المناعة، في هذه الحالة يصبح الإنسان مهددًا بالموت عند تعرضه لأي مرض.

نعود إلى موضوعنا… إن غياب العدل في العالم سواء العدل فيما بيننا على محيط الأسرة أو المجتمع أو في تعامل الشعوب فيما بينها أو في تعامل القوى الدولية فيما بينها إنما هو مؤشر على غياب جانب من الإنسانية فى التعامل بيننا ولكن إذا أردنا أن يكون العدل هو السائد في المجتمع لا بد أن نهيئ أنفسنا للعدل أولا. ولكن كيف نهيئ أنفسنا؟ من الضروري بداهة أن ندرك قيمة العدل أولا وأنه السبب في سعادة المجتمع، وأن المظلوم قد يبرر أي فعل سيئ يفعله بحجة أنه ظلم ثم تنتشر الشرور فى المجتمع، لذلك نريد أن نكسر هذه الحلقة من الشرور، ينبغي أن نعرف أولا أن الإنسان الظالم بداخله قسوة تجاه الآخرين؛ فهو يعتدي على حقوقهم وقد لا يشعر بتأنيب الضمير تجاه ذلك! إذا فهو يحتاج إلى جرعات علاجية إنسانية تشعره بتأنيب الضمير تجاه هذه الفعل كي يشعر بقبح هذا الفعل.

ربما يكون العلاج الجذري على المستوى الفردي والاجتماعي لهذه المشكلة أن نتعلم الرحمة فيما بيننا؛ فالإنسان الذي يتعود على معنى الرحمة فيرحم والديه اللذين أعطياه الحب والرعاية لن يظلمهما، والتلميذ الذي يشعر بالرحمة تجاه مدرسه الذي تعب لكي يكون سببًا في تعليمه فسيشعر التلميذ بالرحمة تجاهه فلن يظلمه بعد الاحترام، بصفة عامة أي إنسان منا كان ضعيفًا وهو طفل لا يعلم شيئًا ثم أخذ هذه القوة من العلوم والقوى النفسية والبدنية بسبب رعاية من حوله سيصبح في موقع قوة، وسيكون تحت سيطرته من هم أضعف منه فيجب عليه أن يرحمهم.

سيتعلم أن الخالق الذي خلق كل هذا وأفاض عليهم وعليه بالرحمة هو من أمره بالرحمة كشكر له على هذه النعم؛ مع العلم أن الرحمة هي من الأمور التى حثت عليها الأديان، كذلك هي من الأمور الإنسانية المتفق عليها بالفطرة من جميع البشر. هذه هي المناعة الإنسانية من الظلم؛ فالظلم لن يكون له مكان بيننا مرة أخرى عندما يسود العدل بين أناس لهم مناعة إنسانية ضده وهي مناعة عَصَبُها الرحمة.