قوة عقلك الباطن ... طريقك إلى اليقين لبناء مستقبل واعي و تخطيط حياة سوية ... إنماء العقل الباطن وتدريبه
Newsletter
الثلاثاء، 28 فبراير 2017
الاثنين، 27 فبراير 2017
اسمعني… بصراحة
اسمعني… بصراحة
يبدو أن المسؤولين في موقع التواصل الافتراضي المشهور لم يكتفوا بالضرر الاجتماعي الذي نتج ومازال يتفاقم في المجتمعات وفي الأفراد من جراء استخدام موقعهم، هذا الموقع الذي يعزز العجب والأنوية والأنانية ويفرز في المجتمع النخب الزائفة التي قد تشتهر لأي شيء دون قيمة حقيقية. يبدو أن القائمين على الموقع في «قعدة أنس» قرروا أن كل هذا الضرر غير كافٍ فظلوا يفكرون في إجابة سؤال «كيف نعمق الضرر أكثر ونعمق إحساس الإنسان بأهميته أكثر؟»، إلى أن تنبه أحدهم وقال «صراحة»! ومن منا يكره الصراحة، لكني هنا سأوضح الشيطنة المقصودة من وراء هذا التطبيق. أولا: في رد على نقد جاء على بعض المقالات التي تنتقد التواصل الافتراضي ومواقعه، ورد إشكال: «كيف تنتقدون مواقع أنتم تستخدمونها للتواصل ولم نكن لنعرفكم إلا من خلالها؟» والرد هنا أنه لا إفراط ولا تفريط، كان من الطبيعي مع صيحة التكنولوجيا أن يخرج للساحة التواصل الاجتماعي وأن نستخدمه، ولو لم يخرجه لنا «زوكربرج» لأخرجه لنا غيره. فالعقل لا يهاجم الواقع «ما هو كائن» ولكن يسأل عن كيفية اعتبار والتعامل مع الواقع «ما ينبغي أن يكون؟». وعليه فواقع التواصل الاجتماعي كغيره في النظرة الأخلاقية هو نشاط إنساني اجتماعي يحكم عليه من خلال مقدماته والغاية منه، لا من مدى تطور تصميمه وخدماته التي يقدمها. فالمقدمات التي يؤسس عليها الشيء والغاية التي يستخدم من أجلها هو الحكم على القبح والجمال… كالسكين تماما. فهو لا خير ولا شر في ذاته… فالتواصل بهدف اختصار الوقت ونقل المعلومات الحقيقية المفيدة وصلة الرحم والاطمئنان على الأهل والأحباب لا ضرر فيه، لأنه مؤسس على قواعد أخلاقية مقبولة ويحقق غاية نبيلة، بشرط عدم طغيانه على مهمات الإنسان الأخرى كما يحدث اليوم للأسف، لدرجة اختزال كل التواصل الاجتماعي في هذا الشق الافتراضي الجديد. النقطة التي نأخذها على هذه المواقع هو بعض الخدمات التي يقدمها والتي تدفع النفس لقياس مدى اهتمام المجتمع بها إحصائيا (الإعجابات والمشاركات وخلافه) والتي ليست فقط تعطي شعور انجاز زائف -لقد حظيت بـ 500 إعجاب، إذا لقد غيرت العالم- بل أيضا تعظم الإحساس بالأنا وتعطيك معيارًا ماديًا أيضا لقياس ذلك. لقد صار من أسباب التفاخر أن نقول لدي كذا وكذا صديق وحظيت بعدد مشاركات لمقالي كذا وكذا أو أن أعيد نشر منشوراتي السابقة في محاولة لإعادة عرض البضاعة القديمة لعلها تحوذ إعجابات أكثر… إنه صراع الأنا… لم يعد التواصل الافتراضي بل أصبح مختزلًا في عبادة «الأفاتار» الافتراضي أو الأنا الافتراضي. ناهيك عن الفرصة التي تتيحها مثل تلك المواقع للتواصل الصريح واللاأخلاقي بين الجنسين والذي يعارض القيم والأخلاق الاجتماعية. فهو باب خلفي سري للوصول للمعشوق والمحبوب أو لجذب انتباهه من خلال استراتيجية «ذيل الطاووس». وهذا رد قصير على من ينتقد فينا أننا نهاجم مواقع نستخدمها للتواصل، والحكم هنا واضح طبقا للمعايير التي نلزم بها أنفسنا، هل استخدامنا لها في الشق الجيد أم السيء؟ أما اليوم فاجأنا الموقع بتطبيق «صراحة» ولن أعرفه لأن أغلبنا في هذا الوقت تعرض له مباشرة أو من خلال آخرين. وهذا التطبيق نسخة متطورة من تطبيق سابق «آسك» أو اسأل! هذا التطبيق يعظم الكبر أكثر عندما أتاح للناس أن يكتبوا للفرد الرسائل التي تعبر عن رأيهم في الفرد «بصراحة» بطريقة مجهولة المصدر.اسأل نفسك اليوم لماذا ستستخدم هذا التطبيق؟… هل لأنك تريد سماع عيوبك لتتغير؟ وما الفرق بين أن تسمع عيوبك بطريقة مباشرة من شخص تثق فيه وبين أن تسمعها من شخص مجهول؟ لو كانت رغبة التغير لديك حقيقية ستهتم بما قيل ليس بمن قال وهل هو مجهول أم لا! أما أن تنتظر لتكتب لك الناس أشياء «بصراحة» عنك على هذا التطبيق، فهاك العيوب التي لاحظتها على هذه الطريقة. أولا زيادة اهتمام المجتمع الافتراضي بالفرد والأنا مرة أخرى. بدأ التواصل الاجتماعي بالحساب الصغير الذي تضيف عليه أصدقاءك وصورك ومغامراتك وآراءك. كان امتداد للـ«شلة والصحاب» في «النت». وظهر فيها الـ «أنا» من خلال الإعجاب والتعليقات وخلافه. فلما تضخم الموقع ودخلت فيه شخصيات مشهورة من المجتمع الواقعي واشتهر أيضا ناس من مواقع التواصل نفسها، قلت بؤرة الاهتمام بالفرد، وتحول المجتمع الافتراضي لنسخة شبيهة بالمجتمع الواقعي المملوء بالنكرات التي تستضيء بضوء النجوم المشهورة. فكانت القطبية تجاه تلك الشخصيات والقنوات أكبر، لدرجة تحول صفحتك الشخصية (شئت أم أبيت) لصفحة إعلانات لتلك المشهورات، والتي إن لم تشاركها لن يزور أحد صفحتك ولن تحصل على جرعتك اليومية من الإعجابات والاهتمام الذي أدمنته. هل وضحت الرؤية الآن؟ فلقد بدأت المواقع بتعويدك على جرعة «أنا» معينة دون قيد أو شرط. ثم بعد أن أدمنتها أصبحت تقول لك «لن أعطيك الجرعة إلا إذا نفذت شروطي ونشرت مقالات ومنشورات فلان أو علان». و طبعا يقول ذلك ضمنيا لا «صراحةً» وإلا انكشفت اللعبة. أما اليوم من خلال «صراحة» هو يحاول أن يعيد لك قدرًا ضئيلًا من الاهتمام بك (لا يشترط الإعجاب هنا) لأسباب شخصية فيك لا لما تنشره من أقول المشاهير وأخبارهم. ثانيا ردا على نقطة أن هذه الردود ستساعدني على إصلاح نفسي ومعرفة عيوبي، نلاحظ أنه يفشل هذا الرأي عند التطبيق. ويتم تمييع وتخفيف أثر تلك الرسائل الصريحة عندما تعيد نشرها على صفحتك، مع دعوة رقيقة لصاحب الدعوة لأن يكلمك بصراحة ويفصح عن هويته وجها لوجه «بصراحة» لكي تناقشه. لحظة واحدة، لقد اعتقدت أنك تهتم بما قيل ليس بمن قال… أتريد أن تغير ما بك من خطأ أم تريد أن تقنع من يعتقد أن بك هذا العيب أن رأيه فيك غير سليم؟ هل رأيت كيف التَوت وتاهت الغاية. دعني أصدمك أكثر، غالبا لن يرد صاحب الرسالة الصريحة ولكن ما ستجده هو وابل من الرسائل المحبوبة للقلب من الأصدقاء والمحبين فحواها في العموم «إنت جميل خالص، يا حرام، لا إنت مش كدا»، وأشياء من هذا القبيل التي تدمر عضو المرارة تماما عند قراءتها. لقد تاهت غاية «الإصلاح» في تطبيق خادع للـ «صراحة» فانغمس الإنسان في المزيد من الأنا والأنا والأنا… وأخيرا ل
الأحد، 26 فبراير 2017
متى ينتهي الظلم؟
متى ينتهي الظلم؟
في البداية يجب أن نُعرف الظلم ، إذًا فما هو الظلم ؟
الظلم هو عدم العدل أو اللاعدل، فإذا كان العدل هو إعطاء كل زي حق حقه، فالظلم هو عدم إعطاء كل ذي حق حقه .
وهل الظلم نسبي ؟ بمعنى أنه يختلف باختلاف وجهة النظر في الأمر ؟
بالطبع لا، فلو كان هناك طالب جاوب على الامتحان كله، ولم يأخذ الدرجة النهائية في الامتحان فهذا ظلم، ولن يختلف أحد على الاطلاق في وصف الظلم في هذا الأمر، كما لن يختلف أحد على أن من حق هذا الطالب الحصول على الدرجة النهائية في الامتحان.
ومن الثابت عقلًا أن الظلم قبيح، بل في شدة القُبح، وبما أن جميع الناس لديهم عقل، فلماذا إذًا الظلم موجود؟ لماذا الظلم لا ينتهي ؟ ومن منّا يُحب وجود الظلم بما أنه قبيح ؟ الإجابة المنطقية: لا يوجد منْ يُحب الظلم.
لكن في حقيقة الأمر هناك منْ يُفضل و يُحب الظلم ! كالموظف الذي لديه معرفة بصاحب العمل، وجعله يحصل على راتب أكثر مما يستحق فهذا ظلم، أو جعله يتولى منصبا بدون أن يستحقه، أو هناك منْ يستحقه أكثر منه، فهذا ظلم فبالطبع، وسيُحب هذا الأمر لأن ذلك أفضل له على المدى القصير، الإنسان الذي لديه معرفة بالمدرس في المدرسة أو بالدكتور في الكلية فيعطيه الدرجة النهائية أو أي درجة بدون أن يستحقها وهي ليست من حقه فهذا ظلم، ولأنه أيضًا قد تساوى مع الذي أخذ درجة يستحقها فهذا ظلم، والإنسان الذي يجلس في بيته ولا يذهب إلى وظيفته ومع ذلك يأخذ راتبه كاملاً فهذا ظلم، وبالطبع سيُحب هذا الأمر لأن ذلك أكثر راحة له، وبدون أن يتحمل عناء العمل، والإنسان الذي لا يؤدي أي عمل كان كبيرًا أو صغيرًا على أكمل وجه مع انه أُتيح له ذلك فهذا ظلم، والإنسان الذي يُفضل مصلحته الشخصية على مصلحة المجتمع فهذا ظلم.
وهناك الأقبح من ذلك، أن هناك منْ يَدعم ويُعزز ويُحث على الظلم!! كبعض أصحاب رؤوس الأموال أو أصحاب السُلطة الذين وصلوا إلى ما وصلوا عليه بالظلم، فبالطبع أهلًا بالظلم وحبذا لو زاد الظلم، لأنه سيزيدهم أموالًا او سُلطة، فما أقبح هذا الظلم! والتاجر الذي يستغل الأزمات الاقتصادية ويزيد في سعر السلع أكثر مما يجب أن يزيده، وبالطبع أهلًا بالأزمات الاقتصادية، لأنه سيستغلها في كل مرة، فهذا جشع وما أقبحه من ظلم!
وهناك منْ يظلم بدون أن يدري أو بدون قصد، كالأب الذي لديه أبناء فيتركهم ويسافر، مهملاً لهم ولتربيتهم فهذا ظلم، لأن أبنائه ليسوا أجسامًا فقط كي يجمع المال لهم دون أن يرعاهم أو يهتم بهم، فهناك أمور معنوية -وما أكثرها!- لا تحتاج إلى المال بل تحتاج وجوده، وما أكثر المستشفيات النفسية التي تحتوي في الغالب على أبناء مشوهين نفسيًا! فالمال لا يُعالج هذا الأمر، والإنسان الذي يعتني بجسده فيُشبع شهواته فقط بدون أن يهتم بعقله ويُنميه فهذا ظلم، والمدرس أو الدكتور الذي لا يُصحح الامتحانات جيدًا وبشكل دقيق، فهذا ظلم، فكم من الطلاب تضيع حقوقهم في العملية التعليمية، والإنسان الذي لا يبرّ والداه فهذا ظلم.
هذه الأمثلة يختلف فيها قدر الظلم من مثال لآخر، وما أكثر تلك الأمثلة! ولكني لا أُريد أن أُطيل عليكم أكثر من ذلك، فأنتم أعلم مني بالأمثلة الحياتية التي تمتلئ بالظلم البيّن، لكن بالإضافة إلى ذلك، هناك البعض الذي لا يكره الظلم ويقبّحه عندما يقع على أي انسان غيره! فلإن الظلم لم يؤذيني ولم أتضرر منه فهو ليس بقبيح ! إذًا فكيف ينتهي الظلم، وهناك أُناس لا يكرهون الظلم لغيرهم كما يكرهونه لأنفسهم ؟! والأمثلة كثيرة جدًا على ذلك الأمر.
هنا يجب أن يتم طرح سؤال: ألا وهو لماذا كل هذا الظلم؟
كل هذا الظلم منشأه إما الجهل، أو الطمع وجشع النفوس، وحبها البشع للمادة.
ونتيجة ذلك ينشأ مجتمع ممتلئ بالظلم البيّن وغير البيّن، فيه تضيع الحقوق ولا يعرف الإنسان ما هو حقه، وإن عرفه فكيف يأخذه في مجتمع ظالم كهذا؟!
فهل هناك أمل في هذا المجتمع؟ في هذا المجتمع لن يأتي الأمل إلا من إرادة أفراده للتغيير، وهذا التغيير يجب أن يكون من أغلب أفراده فلا مجال للتكاسل هنا، لأن بدون هذا التغيير لن تذهب الحقوق لأصحابها، فلا تنتظر من المجتمع الظالم أن يعدل بل ستراه يظلم، ويتمادى في ظلمه، وذلك انطلاقًا من البديهية العقلية التي تقول فاقد الشيء لا يعطيه.
والبداية التي يجب أن يبدأها من يحب أن يرى العدل في المجتمع، هي أن يطلب الحق والعدل لذاتهما، لا لنفسه، فلابد لمنْ يُريد التغيير أن يغضب ليس لنفسه بل للحق، يغضب لكي يرى العدل يسود في مجتمعه.
وبالطبع سيُلاقي من الصعوبات الكثير والكثير، من أهل الظلم الذين يدافعون عن مصالحهم، لكن عليه ألا ييأس أبدًا فلابد من أن ينتصر الحق حتمًا، عاجلًا أو آجلًا.
وهذه حقًا هي الغاية الأعظم والأسمى، فما أجمل المجتمع العادل! يتصف أفراده بالعدل، فإن كُنّا نُريد هذا المجتمع، فعلينا أن نبدأ من الآن بتطبيق العدل في أنفسنا، وفي كل أمور حياتنا، وبالضرورة سيتغير المجتمع إلى الأفضل، ففي هذه الحالة فقط ينتهي الظلم إلى الأبد.
السبت، 25 فبراير 2017
الجمعة، 24 فبراير 2017
الخميس، 23 فبراير 2017
الأربعاء، 22 فبراير 2017
الثلاثاء، 21 فبراير 2017
الاثنين، 20 فبراير 2017
الأحد، 19 فبراير 2017
السبت، 18 فبراير 2017
الجمعة، 17 فبراير 2017
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
اسمعني… بصراحة
اسمعني… بصراحة
يبدو أن المسؤولين في موقع التواصل الافتراضي المشهور لم يكتفوا بالضرر الاجتماعي الذي نتج ومازال يتفاقم في المجتمعات وفي الأفراد من جراء استخدام موقعهم، هذا الموقع الذي يعزز العجب والأنوية والأنانية ويفرز في المجتمع النخب الزائفة التي قد تشتهر لأي شيء دون قيمة حقيقية. يبدو أن القائمين على الموقع في «قعدة أنس» قرروا أن كل هذا الضرر غير كافٍ فظلوا يفكرون في إجابة سؤال «كيف نعمق الضرر أكثر ونعمق إحساس الإنسان بأهميته أكثر؟»، إلى أن تنبه أحدهم وقال «صراحة»! ومن منا يكره الصراحة، لكني هنا سأوضح الشيطنة المقصودة من وراء هذا التطبيق. أولا: في رد على نقد جاء على بعض المقالات التي تنتقد التواصل الافتراضي ومواقعه، ورد إشكال: «كيف تنتقدون مواقع أنتم تستخدمونها للتواصل ولم نكن لنعرفكم إلا من خلالها؟» والرد هنا أنه لا إفراط ولا تفريط، كان من الطبيعي مع صيحة التكنولوجيا أن يخرج للساحة التواصل الاجتماعي وأن نستخدمه، ولو لم يخرجه لنا «زوكربرج» لأخرجه لنا غيره. فالعقل لا يهاجم الواقع «ما هو كائن» ولكن يسأل عن كيفية اعتبار والتعامل مع الواقع «ما ينبغي أن يكون؟». وعليه فواقع التواصل الاجتماعي كغيره في النظرة الأخلاقية هو نشاط إنساني اجتماعي يحكم عليه من خلال مقدماته والغاية منه، لا من مدى تطور تصميمه وخدماته التي يقدمها. فالمقدمات التي يؤسس عليها الشيء والغاية التي يستخدم من أجلها هو الحكم على القبح والجمال… كالسكين تماما. فهو لا خير ولا شر في ذاته… فالتواصل بهدف اختصار الوقت ونقل المعلومات الحقيقية المفيدة وصلة الرحم والاطمئنان على الأهل والأحباب لا ضرر فيه، لأنه مؤسس على قواعد أخلاقية مقبولة ويحقق غاية نبيلة، بشرط عدم طغيانه على مهمات الإنسان الأخرى كما يحدث اليوم للأسف، لدرجة اختزال كل التواصل الاجتماعي في هذا الشق الافتراضي الجديد. النقطة التي نأخذها على هذه المواقع هو بعض الخدمات التي يقدمها والتي تدفع النفس لقياس مدى اهتمام المجتمع بها إحصائيا (الإعجابات والمشاركات وخلافه) والتي ليست فقط تعطي شعور انجاز زائف -لقد حظيت بـ 500 إعجاب، إذا لقد غيرت العالم- بل أيضا تعظم الإحساس بالأنا وتعطيك معيارًا ماديًا أيضا لقياس ذلك. لقد صار من أسباب التفاخر أن نقول لدي كذا وكذا صديق وحظيت بعدد مشاركات لمقالي كذا وكذا أو أن أعيد نشر منشوراتي السابقة في محاولة لإعادة عرض البضاعة القديمة لعلها تحوذ إعجابات أكثر… إنه صراع الأنا… لم يعد التواصل الافتراضي بل أصبح مختزلًا في عبادة «الأفاتار» الافتراضي أو الأنا الافتراضي. ناهيك عن الفرصة التي تتيحها مثل تلك المواقع للتواصل الصريح واللاأخلاقي بين الجنسين والذي يعارض القيم والأخلاق الاجتماعية. فهو باب خلفي سري للوصول للمعشوق والمحبوب أو لجذب انتباهه من خلال استراتيجية «ذيل الطاووس». وهذا رد قصير على من ينتقد فينا أننا نهاجم مواقع نستخدمها للتواصل، والحكم هنا واضح طبقا للمعايير التي نلزم بها أنفسنا، هل استخدامنا لها في الشق الجيد أم السيء؟ أما اليوم فاجأنا الموقع بتطبيق «صراحة» ولن أعرفه لأن أغلبنا في هذا الوقت تعرض له مباشرة أو من خلال آخرين. وهذا التطبيق نسخة متطورة من تطبيق سابق «آسك» أو اسأل! هذا التطبيق يعظم الكبر أكثر عندما أتاح للناس أن يكتبوا للفرد الرسائل التي تعبر عن رأيهم في الفرد «بصراحة» بطريقة مجهولة المصدر.اسأل نفسك اليوم لماذا ستستخدم هذا التطبيق؟… هل لأنك تريد سماع عيوبك لتتغير؟ وما الفرق بين أن تسمع عيوبك بطريقة مباشرة من شخص تثق فيه وبين أن تسمعها من شخص مجهول؟ لو كانت رغبة التغير لديك حقيقية ستهتم بما قيل ليس بمن قال وهل هو مجهول أم لا! أما أن تنتظر لتكتب لك الناس أشياء «بصراحة» عنك على هذا التطبيق، فهاك العيوب التي لاحظتها على هذه الطريقة. أولا زيادة اهتمام المجتمع الافتراضي بالفرد والأنا مرة أخرى. بدأ التواصل الاجتماعي بالحساب الصغير الذي تضيف عليه أصدقاءك وصورك ومغامراتك وآراءك. كان امتداد للـ«شلة والصحاب» في «النت». وظهر فيها الـ «أنا» من خلال الإعجاب والتعليقات وخلافه. فلما تضخم الموقع ودخلت فيه شخصيات مشهورة من المجتمع الواقعي واشتهر أيضا ناس من مواقع التواصل نفسها، قلت بؤرة الاهتمام بالفرد، وتحول المجتمع الافتراضي لنسخة شبيهة بالمجتمع الواقعي المملوء بالنكرات التي تستضيء بضوء النجوم المشهورة. فكانت القطبية تجاه تلك الشخصيات والقنوات أكبر، لدرجة تحول صفحتك الشخصية (شئت أم أبيت) لصفحة إعلانات لتلك المشهورات، والتي إن لم تشاركها لن يزور أحد صفحتك ولن تحصل على جرعتك اليومية من الإعجابات والاهتمام الذي أدمنته. هل وضحت الرؤية الآن؟ فلقد بدأت المواقع بتعويدك على جرعة «أنا» معينة دون قيد أو شرط. ثم بعد أن أدمنتها أصبحت تقول لك «لن أعطيك الجرعة إلا إذا نفذت شروطي ونشرت مقالات ومنشورات فلان أو علان». و طبعا يقول ذلك ضمنيا لا «صراحةً» وإلا انكشفت اللعبة. أما اليوم من خلال «صراحة» هو يحاول أن يعيد لك قدرًا ضئيلًا من الاهتمام بك (لا يشترط الإعجاب هنا) لأسباب شخصية فيك لا لما تنشره من أقول المشاهير وأخبارهم. ثانيا ردا على نقطة أن هذه الردود ستساعدني على إصلاح نفسي ومعرفة عيوبي، نلاحظ أنه يفشل هذا الرأي عند التطبيق. ويتم تمييع وتخفيف أثر تلك الرسائل الصريحة عندما تعيد نشرها على صفحتك، مع دعوة رقيقة لصاحب الدعوة لأن يكلمك بصراحة ويفصح عن هويته وجها لوجه «بصراحة» لكي تناقشه. لحظة واحدة، لقد اعتقدت أنك تهتم بما قيل ليس بمن قال… أتريد أن تغير ما بك من خطأ أم تريد أن تقنع من يعتقد أن بك هذا العيب أن رأيه فيك غير سليم؟ هل رأيت كيف التَوت وتاهت الغاية. دعني أصدمك أكثر، غالبا لن يرد صاحب الرسالة الصريحة ولكن ما ستجده هو وابل من الرسائل المحبوبة للقلب من الأصدقاء والمحبين فحواها في العموم «إنت جميل خالص، يا حرام، لا إنت مش كدا»، وأشياء من هذا القبيل التي تدمر عضو المرارة تماما عند قراءتها. لقد تاهت غاية «الإصلاح» في تطبيق خادع للـ «صراحة» فانغمس الإنسان في المزيد من الأنا والأنا والأنا… وأخيرا ل
متى ينتهي الظلم؟
متى ينتهي الظلم؟
في البداية يجب أن نُعرف الظلم ، إذًا فما هو الظلم ؟
الظلم هو عدم العدل أو اللاعدل، فإذا كان العدل هو إعطاء كل زي حق حقه، فالظلم هو عدم إعطاء كل ذي حق حقه .
وهل الظلم نسبي ؟ بمعنى أنه يختلف باختلاف وجهة النظر في الأمر ؟
بالطبع لا، فلو كان هناك طالب جاوب على الامتحان كله، ولم يأخذ الدرجة النهائية في الامتحان فهذا ظلم، ولن يختلف أحد على الاطلاق في وصف الظلم في هذا الأمر، كما لن يختلف أحد على أن من حق هذا الطالب الحصول على الدرجة النهائية في الامتحان.
ومن الثابت عقلًا أن الظلم قبيح، بل في شدة القُبح، وبما أن جميع الناس لديهم عقل، فلماذا إذًا الظلم موجود؟ لماذا الظلم لا ينتهي ؟ ومن منّا يُحب وجود الظلم بما أنه قبيح ؟ الإجابة المنطقية: لا يوجد منْ يُحب الظلم.
لكن في حقيقة الأمر هناك منْ يُفضل و يُحب الظلم ! كالموظف الذي لديه معرفة بصاحب العمل، وجعله يحصل على راتب أكثر مما يستحق فهذا ظلم، أو جعله يتولى منصبا بدون أن يستحقه، أو هناك منْ يستحقه أكثر منه، فهذا ظلم فبالطبع، وسيُحب هذا الأمر لأن ذلك أفضل له على المدى القصير، الإنسان الذي لديه معرفة بالمدرس في المدرسة أو بالدكتور في الكلية فيعطيه الدرجة النهائية أو أي درجة بدون أن يستحقها وهي ليست من حقه فهذا ظلم، ولأنه أيضًا قد تساوى مع الذي أخذ درجة يستحقها فهذا ظلم، والإنسان الذي يجلس في بيته ولا يذهب إلى وظيفته ومع ذلك يأخذ راتبه كاملاً فهذا ظلم، وبالطبع سيُحب هذا الأمر لأن ذلك أكثر راحة له، وبدون أن يتحمل عناء العمل، والإنسان الذي لا يؤدي أي عمل كان كبيرًا أو صغيرًا على أكمل وجه مع انه أُتيح له ذلك فهذا ظلم، والإنسان الذي يُفضل مصلحته الشخصية على مصلحة المجتمع فهذا ظلم.
وهناك الأقبح من ذلك، أن هناك منْ يَدعم ويُعزز ويُحث على الظلم!! كبعض أصحاب رؤوس الأموال أو أصحاب السُلطة الذين وصلوا إلى ما وصلوا عليه بالظلم، فبالطبع أهلًا بالظلم وحبذا لو زاد الظلم، لأنه سيزيدهم أموالًا او سُلطة، فما أقبح هذا الظلم! والتاجر الذي يستغل الأزمات الاقتصادية ويزيد في سعر السلع أكثر مما يجب أن يزيده، وبالطبع أهلًا بالأزمات الاقتصادية، لأنه سيستغلها في كل مرة، فهذا جشع وما أقبحه من ظلم!
وهناك منْ يظلم بدون أن يدري أو بدون قصد، كالأب الذي لديه أبناء فيتركهم ويسافر، مهملاً لهم ولتربيتهم فهذا ظلم، لأن أبنائه ليسوا أجسامًا فقط كي يجمع المال لهم دون أن يرعاهم أو يهتم بهم، فهناك أمور معنوية -وما أكثرها!- لا تحتاج إلى المال بل تحتاج وجوده، وما أكثر المستشفيات النفسية التي تحتوي في الغالب على أبناء مشوهين نفسيًا! فالمال لا يُعالج هذا الأمر، والإنسان الذي يعتني بجسده فيُشبع شهواته فقط بدون أن يهتم بعقله ويُنميه فهذا ظلم، والمدرس أو الدكتور الذي لا يُصحح الامتحانات جيدًا وبشكل دقيق، فهذا ظلم، فكم من الطلاب تضيع حقوقهم في العملية التعليمية، والإنسان الذي لا يبرّ والداه فهذا ظلم.
هذه الأمثلة يختلف فيها قدر الظلم من مثال لآخر، وما أكثر تلك الأمثلة! ولكني لا أُريد أن أُطيل عليكم أكثر من ذلك، فأنتم أعلم مني بالأمثلة الحياتية التي تمتلئ بالظلم البيّن، لكن بالإضافة إلى ذلك، هناك البعض الذي لا يكره الظلم ويقبّحه عندما يقع على أي انسان غيره! فلإن الظلم لم يؤذيني ولم أتضرر منه فهو ليس بقبيح ! إذًا فكيف ينتهي الظلم، وهناك أُناس لا يكرهون الظلم لغيرهم كما يكرهونه لأنفسهم ؟! والأمثلة كثيرة جدًا على ذلك الأمر.
هنا يجب أن يتم طرح سؤال: ألا وهو لماذا كل هذا الظلم؟
كل هذا الظلم منشأه إما الجهل، أو الطمع وجشع النفوس، وحبها البشع للمادة.
ونتيجة ذلك ينشأ مجتمع ممتلئ بالظلم البيّن وغير البيّن، فيه تضيع الحقوق ولا يعرف الإنسان ما هو حقه، وإن عرفه فكيف يأخذه في مجتمع ظالم كهذا؟!
فهل هناك أمل في هذا المجتمع؟ في هذا المجتمع لن يأتي الأمل إلا من إرادة أفراده للتغيير، وهذا التغيير يجب أن يكون من أغلب أفراده فلا مجال للتكاسل هنا، لأن بدون هذا التغيير لن تذهب الحقوق لأصحابها، فلا تنتظر من المجتمع الظالم أن يعدل بل ستراه يظلم، ويتمادى في ظلمه، وذلك انطلاقًا من البديهية العقلية التي تقول فاقد الشيء لا يعطيه.
والبداية التي يجب أن يبدأها من يحب أن يرى العدل في المجتمع، هي أن يطلب الحق والعدل لذاتهما، لا لنفسه، فلابد لمنْ يُريد التغيير أن يغضب ليس لنفسه بل للحق، يغضب لكي يرى العدل يسود في مجتمعه.
وبالطبع سيُلاقي من الصعوبات الكثير والكثير، من أهل الظلم الذين يدافعون عن مصالحهم، لكن عليه ألا ييأس أبدًا فلابد من أن ينتصر الحق حتمًا، عاجلًا أو آجلًا.
وهذه حقًا هي الغاية الأعظم والأسمى، فما أجمل المجتمع العادل! يتصف أفراده بالعدل، فإن كُنّا نُريد هذا المجتمع، فعلينا أن نبدأ من الآن بتطبيق العدل في أنفسنا، وفي كل أمور حياتنا، وبالضرورة سيتغير المجتمع إلى الأفضل، ففي هذه الحالة فقط ينتهي الظلم إلى الأبد.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)