Newsletter

الجمعة، 30 يونيو 2017

من الحمق الغيرة ممن يقدم لنا المساعدة، فقد يكون هو من يحول بيننا وبين السقوط.



من الحمق الغيرة ممن يقدم لنا المساعدة،
 فقد يكون هو من يحول بيننا وبين السقوط.



جريمة في حق المجتمع أن يكون النظام التعليمي قاتلا للإبداع وليس موّلدا له

جريمة في حق المجتمع أن يكون النظام التعليمي قاتلا للإبداع وليس موّلدا له



الفكِر الحقيقى هو الذى يضىء العالم ويُخرج أحسن ما فيه، وليس الذى يحيله الى ظلمة ويُخرج من الإنسان أسوأ ما فيه.


الفكِر الحقيقى هو الذى يضىء العالم ويُخرج أحسن ما فيه،
 وليس الذى يحيله الى ظلمة ويُخرج من الإنسان أسوأ ما فيه.


الخميس، 29 يونيو 2017

فإن من عرف نفسه وعرف ربه؛ عرف قطعا أنه لا وجود له من ذاته، ودوام وجوده وكمال وجوده من الله وإلى الله وبالله



فإن من عرف نفسه وعرف ربه؛ عرف قطعا أنه لا وجود له من ذاته،
 ودوام وجوده وكمال وجوده من الله وإلى الله وبالله







من مظاهر العدالة الاجتماعية أن يساهم أصحاب الأموال فى تنمية المجتمع وليس فى إفقاره ونهبه



من مظاهر العدالة الاجتماعية أن يساهم أصحاب الأموال فى تنمية المجتمع وليس فى إفقاره ونهبه




تضحيات زائفة

تضحيات زائفة



في حواري مع أحد الأصدقاء الذي جمعتني به إجازة عيد تحرير سيناء تطرقنا إلى الحديث عن بطولات وتضحيات رجال الجيش المصري، فبرغم التفوق العسكري للعدو إلا أنهم قد حسموا معركة العبور لصالحهم بتضحياتهم، إبراهيم الرفاعي وصائد الدبابات وغيرهم من الأبطال الذين قد سردنا أساطيرهم…

ثم بعد ذلك تطرقنا للحديث عن مفهوم التضحية في ذاته، وسألته ما الذي يجعل الإنسان يضحي بحياته في سبيل المعنى؟ ضحك صديقي بحزن وبُؤس، ضحكة هزلية تُمثل عاداتنا في السخرية من وضعنا المؤلم، ثم قال وبدون مقدمات وعلى عكس سياق الكلام وبأسلوب هزلي “تتفق أمي مع دارسي الاقتصاد على أن مفهوم الإدخار هو التضحية بجزء من الحاضر من أجل مستقبل أفضل، مما يتطلب منِّي توفير جزء من الراتب كل شهر دون صرفه من أجل أن أستقر في المستقبل” وتصور أمي عن الاستقرار هو القيام بتكوين أسرة، إلا أنه لسوء حظي أن علاقة أمي بعلم الاقتصاد لا تتعدى فهم هذا المصطلح وهذا أدى لوضع مزعج يتمثل في نسبة ثابتة المطلوب توفيرها من مجموع المرتب.



فـ “الحاجّة” أطال الله في عمرها تنظر للموضوع كما كانت تنظر لمدى النجاح في الثانوية العامة ولا ترضى بأقل من 90 %، لا تؤمن أمي بالديمقراطية بل تؤمن بنظرية الاستبداد في الحكم وهذا ما يساعدها على أخذ ما تريده من مرتبي لادِّخاره بما تمتلكه من قوة ناعمة وخشنة إذا لزم الأمر، فعملية الاستقرار بمنظور المجتمع تتطلب تسخير كل الإمكانيات والقيام بكامل التضحيات من أجل أن تتم على أكمل وجه، فالمعظم هنا لا يحلو له الاستقرار بدون تعقيد للأمور!

هي مستعدة لفعل أي شيء في سبيل تحقيق رسالتها في الحياة، هي التي ضحت بعمرها وما تمتلكه في سبيل رسالتها، مستعدة للتضحية بمزاج ابنها أيضا وتعكير صفوه ومهاجمة تطلعاته ونقد أفكاره وجعله يمشي على شفا حفرة من الإفلاس لنصرة قضيتها، أن تُصدّر للمجتمع شخصًا خريج جامعة ومعه شهادته ويعمل بها، شخصًا بالغًا عاقلًا متزوجًا ينجب أطفالًا، شخصًا مستقرًا ماديًا، هذه هي رسالتها وهذا هو أنا الذي تسعى إليه.

ثم سكت صديقي قليلًا وأكمل: يا رفيقي لا تتهمني بعقوق والدتي لحدتي في الوصف فأنا رغم ذلك مخلص لها وأحرص على عدم إزعاجها؛ فهي مهما حدث ستظل أكثر من يحبني وهذا أمر فطري، إنها فعلت من أجلنا الكثير وفضّلتنا على نفسها طيلة عمرها، ولكن إشكالي معها ومع المجتمع في مفهوم التضحية عندهم والمصاديق والحالات التي يعتبرونها تضحية، هم يضحون بالكثير من أجل أن يحيو حياة كريمة ولكن كرم الحياة عندهم لا يتعدى حدود المادة؛ فهي تستثمر مجهودها وتضحياتها في أبنائها لاعتقادها بأنهم مانحي السعادة وعند لحظة معينة ستشعر وكأن شيئًا لم يكن وستبحث عن السعادة الحقيقية ولن تجدها.

نادرًا ما تجد منهم من يضحي من أجل المعنى، يضحون بكل شيء من أجل حياتهم بينما هناك من ضحوا ويضحون وسيضحون بحياتهم نفسها من أجل قيمة أسمى ومكسب أعظم. لقد اختار سقراط بكل إرادته أن يتجرع مرارة السم كي لا يتجرع مرارة كتمان الحق وعدم نشر الحكمة في مجتمع أثينا. فبرغم كل المغريات التي عرضها عليه كبار أثينا ورغم كل التهديدات التي تلقاها منهم قرر أن يستكمل السير في طريق رسالته حتى جاءت اللحظة الفارقة حين رأى أنه من الأفضل للقضية أن يموت، فمات جسده وظلت شجاعته وحكمته وأسلوبه على قيد الحياة ترتوي منها الأجيال.



ألم تسمع أيضا عن الحسين بن علي الذي خرج هو وأهله ليسجلوا موقفا تاريخيا في التضحية؟ ألم يكن يعلم بالخطر الكبير الذي سيواجههم في هذا الموقف؟ ولكنه رأى أنه لا مفر من استمرار الثورة والرسالة إلا بموقفه هذا وإن كانت نهايته الموت، فقرر ومن معه أن يموتوا في سبيل ذلك، كيف قام هؤلاء بتشخيص السعادة؟ وبماذا كانوا يشعرون في أصعب لحظات محنتهم؟ وما الذي جعلهم بكامل إرادتهم يفعلون ذلك؟ أيهما أكثر سعادة الأم التي قدمت أبناءها الأربعة في إحدى الحروب دفاعًا عن القيمة والمعنى؟ أم أخرى تزف بنتها على عريسها في أحد الزيجات والأفراح المبهرجة التي نشاهدها اليوم؟.

ثم سكت صديقي ولم أعقب على كلامه مُفضلاً أن يأخذ أنفاسه ويهدأ بعد حالة الانفعال التي انتابته، ثم أكمل حديثه قائلاً: أنا لا أقلل من أهمية تلبية الاحتياجات المادية ولا من أهمية التضحية من أجل الأبناء باعتبارهم مسؤولين منّا، ولكن يجب أن تكون تلبية هذه الاحتياجات والقيام بهذه التضحية في طول هدف أسمى من مجرد البقاء أو الحفاظ على النوع. كأن أتناول طعامي لكي أكون قادرًا على القيام بمهامي وليس لحبي للطعام في ذاته أو أن أُربي ابني لكي يكون فردا صالحا له دوره في تكامل المجتمع وليس لإشباع فطرة حبي لابني أو لكي يقال عني أني مربٍّ صالح فقط. يجب ألا تتحول الوسيلة إلى غاية، يجب ألا تتعدى حدودها في كونها وسيلة لتحقيق غاية نبيلة مهمة، فالسعادة الحقيقية في الغايات لا في الوسائل.

وافقته على حديثه، ثم صَمتّ طويلاً وصمتّ معه ثم قرر أن يغادر شاكرًا لي على دعوته لتناول الغداء.


القائد الحكيم لا يرضى أن يبقى في القمة بمفرده؛ بل يسعى لبناء قادة آخرين لمشاركته تلك القمة

القائد الحكيم لا يرضى أن يبقى في القمة بمفرده؛
 بل يسعى لبناء قادة آخرين لمشاركته تلك القمة




الأربعاء، 28 يونيو 2017

خطأ عظيم أن نجعل الإعلام يضع لأطفالنا قيمهم وأفكارهم



خطأ عظيم أن نجعل الإعلام يضع لأطفالنا قيمهم وأفكارهم




فى سبيل بناء حضارة لابد أولاً من تحرير عقل الإنسان ليتمكن من التفكير والإبداع، وهذا لن يتم إلا فى مدارس وجامعات حديثة متطورة تراعى ظروف الزمان والمكان




فى سبيل بناء حضارة لابد أولاً من تحرير عقل الإنسان ليتمكن من التفكير والإبداع،
 وهذا لن يتم إلا فى مدارس وجامعات حديثة متطورة تراعى ظروف الزمان والمكان



تحميل كتاب القوة الخفية للعقل الباطن لـ جيمس ك فان فليت

تحميل كتاب القوة الخفية للعقل الباطن لـ"جيمس ك فان فليت"

عن هذا الكتاب:


ستتعرف من خلال هذا الكتاب المذهل "القوة الخفية للعقل الباطن" على كيفية التواصل مباشرة مع عقلك الباطن وكيفية استغلال قدراته الهائلة ستكتشف من خلال هذا الكتاب الصوت الصامت الذى يمكنه التحدث إليك عندما تكون فى أمس الحاجة إلى المساعدة المكتشف المتألق او الغامض الذى يمكنه العثور على الأفكار التائهة أو التى لا تعرفها أسلوب "مرآة العقل" الرائع الذى يمكنه فى ليلة واحدة تحسين مظهرك تحسينا هائلا

ثمانى كلمات سحرية من المستحيل أن تفشل معها
كيفية استقبال "الإرشاد الداخلى" عندما يتحتم عليك قرار مصيرى
استراتيجية لها مفعول السحر ، والتى يمكنها فى لمح البصر تهدئة الأشخاص الغاضبين ليصغوا إلى ما تقول
ويوجد داخل الكتاب الكثير من الافكار والموضوعات الاخرى التى ستساعدك على أن تكون أفضل 


 القوة الخفية للعقل الباطن

يجب أن تكون التكنولوجيا في خدمة الإنسان لتنفعه وتسهل عليه حياته، لا أن تصعبها عليه وتبعد عنه أحبابه.

يجب أن تكون التكنولوجيا في خدمة الإنسان لتنفعه وتسهل عليه حياته، لا أن تصعبها عليه وتبعد عنه أحبابه.

لا يبلغ الأعداء من جاهل، ما يبلغ الجاهل من نفسه

لا يبلغ الأعداء من جاهل،
ما يبلغ الجاهل من نفسه

الأمم التى لا تنتشر فيها ثقافة القراءة هى أمم فقيرة معرفياً.

الأمم التى لا تنتشر فيها ثقافة القراءة هى أمم فقيرة معرفياً.

الثلاثاء، 27 يونيو 2017

العالم ألعوبة بيد أصحاب السطوة والنفوذ والثروات التى انتزعت من عظام وبناء ومعاناة المستضعفين، واجب العقلاء الوقوف بجانب المستضعفين ونصرتهم.

العالم ألعوبة بيد أصحاب السطوة والنفوذ والثروات التى انتزعت من عظام وبناء ومعاناة المستضعفين،
 واجب العقلاء الوقوف بجانب المستضعفين ونصرتهم.

متحف الكتاب

متحف الكتاب

أدخل المعرض منين لو سمحت؟ فين بوابة الجمهور؟ أول مدخل بعد المترو. يااااااه أنا هقف في الطابور ده كله… ما شاء الله كل دول بيقروا… كل دول بيتثقفوا… كل دول عايزيين يعرفوا المنهج الصحيح، وبعد انتظار طويل دخلَت إلى المعرض كتب فلسفية، كتب دينية، روايات، كتب تلوين للكبار، أبدا منيين يا أستاذ! طيب أشتري إيه؟ في رواية جديدة تعجبك جدا بتنقل بوستات الفيس بوك، وفي رواية واحدة بتتكلم عن مشاكلها في الميكروباص، لا سيبك منهم تعالى عندي كتاب عن عذاب القبر ونعيمه والأعشاب الطبية والحجامة والثعبان الأقرع، لا سيبك منهم دول مقفلينها تعالى عندي إسلام كيوت وجميل والمهم تكون حلو من جوه، لا سيبك منهم تعالى أنا هعلمك إزاي تحسن حياتك في عشر ثواني وإزاي تبقى مليونير في أسبوع، لا سيبك من السطحيين التافهين وتعالى للعمق والفلسفة الغربية والحداثة وما بعدها وإحنا عايشين ليه وكيف بدأ الخلق.

صدااااااااااااااااااااااااااااااااااااع… دوشة… لخبطة… أنا عايز أروح، أنا إيه اللي جابني هنا! ما كنت فضلت قاعد ع القهوة وخلاص،  شاورما سوري يا أستاذ؟ طيب كشري؟ ولا تشرب عصير؟ ولا أقولك عندي قهوة هتعدل دماغك.

وبينما أشرب القهوة… أنا مش عايز أروح، أنا عايز أكمل، أنا عايز

أتعلم، لكن مش عارف أبدا منين.

زمان لما كنت في متحف القاهرة مع الرحلة المدرسية كان معانا مرشد سياحي بيقولنا ويحكيلنا عن كل العصور والملوك والأسر، طيب ليه ميكونش فيه هنا مرشد سياحي يقولنا إزاي نقرأ ونبدأ منين في متحف الأفكار وإزاي بتاع التجارب والعلم مياخدنيش في طريقه وبتاع الخطابة والشعر ميأثرش على مشاعري.

ألا يستحق متحف الأفكار شيئا مثل هذا أم سنظل هائمين سارحين تائهين أم أن هذا هو ما يرضيهم! أن نظل نتخبط ونترامى بين فكر هذا وفكر ذاك وأجندة هذا ومخطط ذاك وهذا يرى وغيره أتى بعده فوضع رؤية غيرها، ألا تستحق كل هذه الطاقات وكل هؤلاء الشباب أن يجدوا من يدلهم على الطريق ويرشدهم إلى بدايته ويضع أقدامهم عليه؟

إن البداية لا بد أن تكون خالية من أي رؤى وأفكار ومعتقدات وفلسفات لا بد أن تكون بداية مجردة خالية من أي عواطف، إننا نبدأ مع الطفل بأن يزحف ثم يقوم ويقع ثم يمشي ويقع ثم يتعلم المشي في النهاية بعد كبوات كثيرة وبعدها هو من يختار لنفسه هل يريد أن يكون عدَّاءا أم لاعب كرة قدم أم يقود دراجة أم شيءا آخر؟ وبالمثل كيف البداية في عالم الأفكار؟ البداية ليست بالجري حتما سنتعلم كيف نحبوا أولا.

المبالغة والتهويل في حجم المشاكل يسبب الشعور بالعجز، العاقل يضع الأشياء في حجمها الطبيعي.

المبالغة والتهويل في حجم المشاكل يسبب الشعور بالعجز،
العاقل يضع الأشياء في حجمها الطبيعي.

الكسل منشؤه حب الراحة، لكنه حب خاطيء لأن فيه تفضيل لراحة الجسد على راحة النفس الحقيقة المتمثلة في بذل الجهد لتحقيق الأهداف العالية.

الكسل منشؤه حب الراحة، لكنه حب خاطيء لأن فيه تفضيل لراحة الجسد على راحة النفس الحقيقة المتمثلة في بذل الجهد لتحقيق الأهداف العالية.

أغلى ما قد تقدمه للأخرين هو أن تنير آفاقهم

أغلى ما قد تقدمه للأخرين هو أن تنير آفاقهم

تنبت أجمل الزهور وأقواها بعد الشتاء القارص، كذلك تفعل الشدائد والصعاب؛ تظهر حقيقة معادن النفوس الراقية.

تنبت أجمل الزهور وأقواها بعد الشتاء القارص،
 كذلك تفعل الشدائد والصعاب؛
 تظهر حقيقة معادن النفوس الراقية.

الأحد، 25 يونيو 2017

العاقل إذا وصل لمعرفة يشاركها ولا يبخل بها.

العاقل إذا وصل لمعرفة يشاركها ولا يبخل بها.

كخطوة أولى للسعادة والتفكير الجاد، عليك أن تتخلص من إحساسك بأنك الضحية.

كخطوة أولى للسعادة والتفكير الجاد، عليك أن تتخلص من إحساسك بأنك الضحية.

انظر إلى الأشياء بعين العقل، لا بعين الرغبة

انظر إلى الأشياء بعين العقل، لا بعين الرغبة

المبالغة في المدح والثناء يولدان الغرور وحب الذات؛ ما يعجل من هلاك الإنسان.

المبالغة في المدح والثناء يولدان الغرور وحب الذات؛
 ما يعجل من هلاك الإنسان.

الحرية الحقيقية أﻻ يملكك أحد، وأﻻ تستولي عليك رغبة، وأﻻ تسوقك نزوة.

الحرية الحقيقية أﻻ يملكك أحد، وأﻻ تستولي عليك رغبة، وأﻻ تسوقك نزوة.

من العدالة نصر المظلوم مهما تباينت أفكارك معه، فطالما وُجد مظلومين فى أى بقعة من بقاع العالم وجب نصرتهم.

من العدالة نصر المظلوم مهما تباينت أفكارك معه،
 فطالما وُجد مظلومين فى أى بقعة من بقاع العالم وجب نصرتهم.

فريق العمل

فريق العمل

  هناك أربعة أشخاص أسماؤهم هي: "الكل" و"شخص ما" و " أي شخص" و"لا أحد "، وقد كانت هناك مهمة ذات أهمية لابد من القيام بها، فطُلِب من "الكل" أن يقوم بها. وكان "الكل" على يقين بأن" شخصاً ما" سيقوم بها. وكان من الممكن "لأي شخص" أن يقوم بها، ولكن " لا أحد" قام بها، فغضب "شخص ما " لذلك، لأن تلك كانت مهمة "الكل" واعتقد "الكل" أنّ "لا أحد" قد يقوم بها،و"لا أحد" أدرك أن "أي شخص" لن يقوم بها. وانتهى الأمر بأن ألقى "الكل" اللوم على "شخص ما" حين فعل "لا أحد" المهمة التي كان من الممكن "لأي شخص" أن يقوم بها

إن عزيمة تتعثر فى طريق الخير غير عزيمة استحكمت فى طريق الشر.

إن عزيمة تتعثر فى طريق الخير غير عزيمة استحكمت فى طريق الشر.

من يجيد اختلاق الأعذار في الغالب لا يجيد أي شيء آخر.

من يجيد اختلاق الأعذار في الغالب لا يجيد أي شيء آخر.

السبت، 24 يونيو 2017

الجمال الحقيقي: عقل حكيم وقلب رحيم.

الجمال الحقيقي: عقل حكيم وقلب رحيم.

التكنولوجيا وقيمة الإنسان

التكنولوجيا وقيمة الإنسان

تعريف التكنولوجيا: إنها فن إنتاج أدوات ومواد الإنتاج والاستهلاك، وذلك من خلال التطبيق العملي للمعرفة العلمية لتحقيق تقدم المجتمع.

بعبارة أخرى، إننا نحيا فى ظل حضارة مادية طاغية تعتبر هذه التكنولوجيا في تقدمها الهائل هي الوحيدة الكفيلة بتحقيق تقدم المجتمع؛ فهي ليست شيئا محايدا كما أنها ليست مجرد تطبيق لممارسة نظرية هي العلم ، إنها منطق وأيديولوجيات وأدوات ووسائل تكرس منطق السيطرة وتكشف عصر التقدم التكنولوجي وأيديولوجيا النظام التكنولوجي.

فالعصر الذى نعيشه الآن هو عصر الأيديولوجيا، وقد اتخذت هذه الأيديولوجيا أشكالًا عدة منها: التقدم التكنولوجي في ظل الحضارة المادية وطغيانها، واتخذت شكلًا آخر متمثلًا في الحرب. وكان من نتيجة ذلك أن شعر الإنسان باغترابه الدائم إما عن ذاته أو عن بنيته الاجتماعية مما عمل على الحد من حريته وكرامته.

إن التكنولوجيا والعلم والفلسفة المادية قد خلقوا المجتمع الصناعي المتقدم، وحققوا له السيطرة، ولكن ينبغي ألا نغفل عن مساوئ التكنولوجيا؛ فنرى أن التقدم التكنولوجي يرسخ دعائم نظام كامل من السيطرة والقيود، أي أنه مثلما كان الفرد خاضعا يوما لحكم مستبد، أصبح خاضعا للعقلانية التكنولوجية والعلمية والفلسفية المادية –الأداتية– التي تسيطر على الطبيعة والإنسان المعاصر.

أصبح الإنسان عبدًا تسيطر عليه الآلة فألغت دور العقل عنده، ودوره الاجتماعي فى الأسرة والمجتمع، ومن ثم أضعفت أخلاقياته ومبادئه، وجعلته تابعًا أى (مثل تبعية العبد للسيد).

ومن هنا توصلنا إلى مفهوم الاغتراب أي التنازل عن الملكية للأغيار أو للأسياد فيحدث فقدان للهوية، وهو أحد سلبيات التكنولوجيا أيضا، فالشخصية المغتربة التى هي للبيع لا بد أن تفقد قدرًا كبيرًا من الشعور بالكرامة الإنسانية، وهو الشعور المميز للإنسان.

فحين جعلت التكنولوجيا الإنسان مجرد أداة تابعة لها، أصبح الإنسان مثل الأشياء ليس له نفس! وهذا يدل على مدى سيطرة الآله على الإنسان .

وتؤدي التكنولوجيا أيضا إلى العزلة الاجتماعية وفيها يبقى الإنسان وحيدًا منعزلًا ومشغولًا باستخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الافتراضي لفترات طويلة، فتكوَّنت لذلك الفرد لغة غير اللغة المعتادة، وميول مختلفة، وأساليب خاصة، والعزلة عامة قد تؤدي به إلى عدم الالتزام بأي قيمة أخلاقية، وهذه ضمن آثار العزلة الاجتماعية!

وينتج عن ذلك: التفكك الأسري ويتمثل فى ابتعاد الأبناء عن والديهم، وعدم الالتفات إلى قرارات عائلية قد تهم الأسرة في المنزل، وتزداد اللامبالاة لدى أسير التكنولوجيا بالشئون الأسرية والاجتماعية كافة.

يقول “ماركوزة” فى هذا السياق وهو من المنتمين فكريا لمدرسة فرانكفورت المعاصرة: “إن التكنولوجيا تضفي صبغة عقلانية على ما يعانيه الإنسان من نقص فى الحرية وتقيم البرهان على أنه يستحيل (تكنولوجيًا) أن يكون الإنسان سيد نفسه وأن يختار أسلوب حياته”.

فالإنسان بإرادته يريد أن يصبح مثل الأشياء “لا يحس ولا يرى” ويدخل مصيدة اغترابه وينفصل عن أسرته وعمله الذي هو جوهره، وهذه النتائج السلبية التي تأتي من وراء خضوعه للتكنولوجيا واستخدامه السيء لها.

ومن الجدير بالذكر كما يقول “بطرس غالى” (إننا نعيش فى غمرة ثورة شملت المعمورة بأجمعها، إن كوكبنا يخضع لضغط تفرزه قوتان عظيمتان متضادتان: إنهما العولمة والتفكك).

حيث يسيطر المنتج على المستهلكين من خلال تفكيك الفرد من أسرته، ومن أمته، وبيئته باسم الفردية أو الحرية.

في النهاية ينبغى أن ننوه إلى أن التكنولوجيا رغم جوانبها الإيجابية، فإن لها جوانب سلبية مثل العزلة الاجتماعية والاغتراب والتفكك الأسرى… إلخ، كما أوضحنا سلفا.

فالتكنولوجيا يمكن أن تتحول من أداة لخدمة الإنسان إلى أداة لقهره بسبب ما تنطوي عليه من زيادة درجة النمطية فى عملية الإنتاج والاستهلاك.

فيجب على الإنسان ألا يتقيد بالتكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة ولا يدعها تسيطر عليه ويتقيد بها، بل عليه أن يتحرر منها ويعود إلى أسرته وإلى عالمه الواقعي وكأنه يحيا من جديد مرة أخرى، ويجب أن يفرض شخصيته العاقلة المتحررة على الشيء المفترض أن يكون الإنسان حرًّا في اختياره وعمله، وألا يكون تابعًا لأي شيء استهلاكي في هذا العالم أي لا يخضع للماديات ويتبع لها، فعليه أن يتحرر منها قدر الإمكان، إذ يجب عليه أيضا من ناحية: أن يأخذ منها الإيجابيات ويستفيد منها قدر الإمكان، ولكن من ناحية أخرى يجب أن ينأى ويبتعد عن مساوئها التى قد تجعله أسيرًا لنفسه، وعبدًا للتكنولوجيا ولشهواته وملذاته المادية الدنيئة، ويعود إلى نفسه إنسانًا ناطقًا، حرًّا طليقًا، سيدًا على الطبيعة المادية، وممتلكًا لها على حد تعبير الفيلسوف الفرنسى “رينية ديكارت”. مع العلم بأن الطبيعة المادية هى المتمثلة في الآلات والأدوات الحديثة.

فكلما تحرر الإنسان من العبودية، كان أكثر إبداعًا وفعالية لتحقيق التقدم الإنسانى؛ فقيمة الإنسان تقاس بقدر ما يحقق من حرية (أى بإقلاعه عن عبودية التكنولوجيا)، تلك الحرية التى تعتقة من الموروث المادي الاستهلاكي الذي يرى أنه هو وحده المصدر لكل المعارف البشرية التي توجهه نحو مستقبل أفضل.

فالفلسفة تحد من ذلك الاغتراب الذي يشعر به الإنسان بين ما هو مادي وما هو روحاني؛ لأنها تضم العلم، والأخلاق، والجماليات… إلخ، ومن ثم تحقق للإنسان الحرية والكرامة والذاتية.

فريق عمل "قوة عقلك الباطن" يتمنى لكم عيدا سعيدا

فريق عمل "قوة عقلك الباطن" يتمنى لكم عيدا سعيدا


اهتمام الشخص بأناقة جسده شيء جيد، لكن الأهم الاهتمام بأناقة العقل والفكر وسلامة القلب.

اهتمام الشخص بأناقة جسده شيء جيد،
 لكن الأهم الاهتمام بأناقة العقل والفكر وسلامة القلب.

إن غياب قضية شريفة ونبيلة في حياه الإنسان تجعل منه إنسانًا فارغًا لا معنى له

إن غياب قضية شريفة ونبيلة في حياه الإنسان تجعل منه إنسانًا فارغًا لا معنى له

الجمعة، 23 يونيو 2017

هناك أفكار تتطلب قدرا كبيرا من المعرفة لتنضج وتصبح قابلة للتطبيق النافع، فإن جاءتك فكرة فارعها

هناك أفكار تتطلب قدرا كبيرا من المعرفة لتنضج وتصبح قابلة للتطبيق النافع، فإن جاءتك فكرة فارعها

عندما تصل لطريق الحقيقة؛ كن كالنهر الهادر، لا تسمح للعوائق أن تمنعك من استكمال المسيرة

عندما تصل لطريق الحقيقة؛ كن كالنهر الهادر، لا تسمح للعوائق أن تمنعك من استكمال المسيرة

المعلم مؤتمن، وأمانته تربية الإنسان، وخيانة تلك الأمانة هى خيانة للإنسانية.

 المعلم مؤتمن، وأمانته تربية الإنسان، وخيانة تلك الأمانة هى خيانة للإنسانية.

ما تم زرعه في القلوب من قيم ومبادئ عند الصغر سيزهر ويثمر في الكبر، ويصبح شجرة أخلاق راسخة لا يؤثر بها تغير الزمن من حولها

ما تم زرعه في القلوب من قيم ومبادئ عند الصغر سيزهر ويثمر في الكبر،
 ويصبح شجرة أخلاق راسخة لا يؤثر بها تغير الزمن من حولها

اللانظام هو الحل

اللانظام هو الحل

يروى لنا التاريخ حكاية لمجتمع كان يعيش فى حالة من السيولة الفكرية والتحرر من كل قيد وظابط، فكان نظامهم الأصلح بعد “تجربة” العديد من الأنظمة التى مروا بها هو “اللانظام” فالفرد هو “مقياس كل شىء”؛ بحيث لا يمكن لفرد أو مجموعة أو فكر ما أن يملي على من يعيشون فى هذا المجتمع ما يفعلونه، فأنت حر فيما تقول وتسمع وتفعل وترى، وما تراه أنت جميلا ومفيدا ورائعا قد يراه غيرك قبيحا وضارًّا، وقد يرى آخر أن ما يراه الاثنان غير موجود من الأساس

كأن يرى شخص بأن السعادة تكمن فى فعل كل ما يشعره بإشباع كل رغباته وشهواته مهما كانت، وجمع أكبر قدر من المال؛ حيث إنه السبيل الوحيد للتحرر من استعباد الآخرين، وسرعان ما ستنتهي حياة الإنسان، لذا فعليه أن يغتنم كل فرصة ويستخدم كل وسيلة لتحقيق هذه الغاية مهما كانت، ويرى آخر أن السعادة تكمن في الابتعاد عن كل ما هو دنيوي والسمو على الملذات والمتع وكل ما هو مرتبط بالمادة، فهي مصدر كل الصراعات والحروب والشرور التى نراها فى العالم من قتل للأبرياء واضطهاد للضعفاء، فهذا كله بسبب السعي وراء الشهوات والملذات وإرضاء الأطماع المادية، ويرى ثالث أنه لا توجد سعادة فى هذا العالم وأنه لا جدوى من المحاولة فى الوصول إليها، فنحن خلقنا لنعاني فى هذه الدنيا ليس إلا، أو خلقنا الإله ليشعر ببعض التسلية وهو يشاهد صراعاتنا كما نشاهد مبرايات كرة القدم أو المصارعة الحرة حتى لا يقتله الملل كما يرى “كامو”، كل هذه الآراء صحيحة عند بعض التيارات الفكرية التي تنادي بالنسبية فكل فرد من هؤلاء يعد “مقياسا” لما هو صحيح وكل ما قيل عن السعادة بالرغم من تناقضات وتصادم الآراء يعتبر صحيحًا.

هذا ما كان يراه “جورجياس” زعيم الحركة السفسطائية المتطرفة فى المجتمع الأثيني، الذي رأى أنه لا يوجد واقع من الأساس ليتمكن الناس من إدراكه، وإذا وجد فلا يمكن معرفته لأن الحواس والعقل قد يخدعون الإنسان (كرؤية السراب ماء، والملعقة المكسورة في الماء،…)، وحتى إذا تمكن الإنسان من معرفة هذا الواقع فلن يتمكن من وصفه، وإذا حدث ووَصَفه فلن يجد من يفهم هذا الوصف. ناهيك عن القيم؛ فلا يوجد قيمة لأي شىء فى ذاته ولكن الإنسان هو الذي يعطي القيمة لكل شىء وفق رؤيته وتجاربه وخبراته، فالواقع والقيمة أمر نسبي قابل للتغير من شخص لآخر كما كان يرى “بروتاجورس”. هل يمكن أن يتشكل مجتمع بهذا “اللانظام” كما يقول هذا التيار، كيف يمكن أن يصدر القاضي حكما على مجرم أو ظالم، إذا كان كونُه مجرمًا أمر “نسبي” ، فقد يكون ظالما من وجهة نظرك وعادلا في وجهة نظر أخرى وقد يأتي ثالث ليقول لا يوجد ما يسمى أصلا بالعدل والظلم المطلق!

أجابنا سقراط على هذا التساؤل، حيث شكل تيارا جديدا فى مواجهة التيار السائد والمسيطر فى عصره والذي لم يكن واضحا للطبقة العريضة من المجتمع خطورته وهذا ليس بسبب ضعف قدرة الناس على الفهم -حيث إن فطرة الإنسان والتفكير المنطقي السليم كافية لرؤية كم المغالطات والانحرافات في ذلك الفكر- ولكن السبب في عدم معارضتهم هذا التيار هي قدرة “بروتاجورس” وأتباعه على التلاعب بالألفاظ بأن جعلوا الحق باطلًا والباطل حقًّا، وبراعتهم في إخفاء حقيقة ما يرمون إليه.ولكن قام سقراط بتحليل كل هذه الأفكار وفندها وساعد الناس على معرفة حقيقة هذا الفكر عن طريق “فن توليد الفكرة” وهو أن يسأل الناس عما يتبنون من أفكار ومعتقدات ويواصل التساؤل حتى يجعلهم يَصِلُون للنتيجة بأنفسهم ويُظهر للمستمعين مكمن الخطأ والخداع فى الفكرة التى أقنعهم بها التيار السائد.

فلكي يتبنى المجتمع فكرة ما، يجب ألا يكون مصدر تبنيها هو مجرد “تجربة” مجتمع آخر لها، بل يتم تبنيها لكونها تتوافق مع معايير واضحة مصدرها المنطق الصحيح الذى يفرق بين الحق والباطل، فلا يمكن أن نقوم بتجارب عديدة لنعرف ما هو أفضل نظام اقتصادى للبلاد مثلا؛ فأثر التجربة سيتحمله المجتمع كله وقد تتسبب تجربة فكرة جديدة فى إفناء المجتمع بالكامل.

وإذا أردنا أن نعرف ما هى السعادة مثلا يجب أن نعرف أن الحصول عليها يكون بتلبية احتياجات الإنسان التى هي مادية وروحانية معا، فلا يفرط فى حب المادة بشدة ويقوم بالتفريط فى الأخلاق وتحصيل المعرفة أو ينبذ الحياة المادية تمامًا، فالعدالة تؤدى للسعادة.

وقيمة الشىء يمكن معرفتها عن طريق مقياس ثابت لها كما يفعل المهندس عند قياس الأطوال باستخدم مقياس ثابت كالمسطرة، أو الدكتور الذي يستخدم الترمومتر كمقياس ثابت لقياس الحرارة، لذا علينا بتثبيت المعايير والانطلاق من العدل والتجرد، بحيث لا نكوِّن أحكاما مسبقة بدون دليل منطقي أو نحكم على الشىء طبقا لأهوائنا بل طبقا لما هو حق وعدل. ولا تنكر هذه الرؤية وجود بعض الأمور الذوقية ذات الطبيعة نسبية في الاختيار كأن يحب شخص ما اللون الازرق وآخر يحب الأصفر! فهنا لا يوجد معيار يجعلنا نقوم بترجيح حب لون على الآخر أو تفضيل أكل “الكريب” مثلا عن “البيتزا”! ولكن حتى تشخيص ماهو مطلق وما هو نسبي يحتاج لمعيار لكي لا تختلط الأمور وتفسد الأفكار التي تبنى عليها القرارات والتصرفات الهامة.

ولكن حين يتعلق الأمر بالكذب والصدق مثلا أو السرقة والقتل أو العدل والظلم أو بكون هناك خالق أم لا أو أنه كامل وعادل أم ظالم يلهو بعباده، فهذا أمر آخر. فالكذب هو إخفاء الحقيقة ومجتمع بلا حقيقة هو مجتمع ضعيف هش يمكن كسره وتدميره أو استخدامه دون وعي لمصلحة مجتمعات أخرى، مجتمع لا يعرف الفرق بين الظلم والعدل أو يقر أنه أمر نسبي، يعنى أن نرى أبا يقوم باغتصاب أولاده وابن يقوم بعقوق والديه ويستهزأ بهم لكونهم أصبحوا عبئا عليه لكبر سنهم، أو أطفال لا نعرف لهم أبًا ولا أمًّا فيصبحون ظاهرة “أطفال الشوارع”، ومثقفين يروجون لأفكارٍ تحث على البعد عن الزواج والحياة الأسرية وحب التحرر والعزوبية، وأستاذة جامعة ترى أن “الرقص” هو المجال الأفضل لها لتشعر بالسعادة وترضى عن نفسها وأبحاث تقر الشذوذ الجنسي كطبيعة بشرية وكثير من الأمراض المجتمعية والظواهر الكارثية التي تنتشر وستستمر فى الانتشار، وهذا كله نتاج نسبية الحق وانعدام المعايير والتحرر من كل قيد، فيجب ألا نستهين كأفراد بأثر تبنينا لفكرة ما على كل ما يحدث فى مجتمعاتنا، فتمسكنا بالمبادىء الصحيحة النابعة من المعايير الصلبة يمكن أن يغير ما نتصور أنه لا يمكن تغييره.

الخميس، 22 يونيو 2017

"لا تطعمني سمكة بل علمني الصيد."

الحكمة تقول:
 "لا تطعمني سمكة بل علمني الصيد."
وبالمثل:
 "لا تعطني الإجابة الجاهزة بل علمني كيف أفكر لأصل للحقيقة."

إنها النفوس التي تسعد وتحزن وليست الأجسام. وسعادة النفوس في تغذيتها بما يسد جوعها؛ معرفة صادقة وخلق كريم.

إنها النفوس التي تسعد وتحزن وليست الأجسام.
 وسعادة النفوس في تغذيتها بما يسد جوعها؛
 معرفة صادقة وخلق كريم.

مراهقة حضارية

مراهقة حضارية

من فترة لأخرى وفي مناسبات عدة يتكرر النقاش حول مسألة التأثير بالثقافات الأخرى حيث  يتجدد الحوار بين مرحب ولا يجد غضاضة وبين منتفض ثائرٍ لهوية الوطن وكرامته ومهاجما لما يأتينا من خارج الحدود.

ويستمر الحوار وتستمر عجلة الحياة على ذاك المنوال دون أن تحل المشكلة مما يعكس أزمة تمر بها منطقتنا والانقسامات التي تضرب الوطن بين فريقين: فريق مرحب لما يأتي من الخارج تحت تأثير حق القوة وتحت غطاء نزعة استهلاكية تشبع رغبات غريزية لدى الإنسان مدعومة بماكينة إعلامية مزينة لها.

وفريق آخر رافضا لها معتبرا أنها تنتهك هويتنا ورافضا لكل المظاهر الدخيلة على ثقافتنا سواء كان بدافع  قومي أو ديني ولكن المؤسف في الأمر هو تجدد نفس الحوار بنفس الطريقة وانتهائه إلى نفس النتائج، مما يجعلنا نتساءل: لماذا؟

فليس كل ما يأتينا من الخارج سيئا؛ فالإنسان يستفيد كثيرا من الأدوات والآلات والتكنولوجيا والدواء والعلوم الطبيعية المختلفة مما يعود علينا بالنفع وعلى البشرية بالرفاهية وتسهيل شؤون حياتها، ولكن الأزمة لا تكمن في الآلات والعلوم ولكن في العادات والثقافات الاجتماعية والتي تحمل في طياتها خلافات فكرية والتي تتشكل وفقا لثقافة كل أمة والتي تكون خاضعة لظروفها وتجاربها والتي تعبر عنها لا عن غيرها.

فاستيراد الفكر والثقافة والتأثر بالعادات وأنماط الحياة يعود بأثر سلبي على الشعوب التي تستوردها فهي لا تعبر عنها فكريا ولا محققة لتطلعاتها ولا حتى مصالحها.

فالثقافة والفكر بمثابة الجذور التي تربط الشجرة بالأرض ولولاها لما وجدت الصلة بين الشجرة والأرض وما نالت غذاءها، فالثقافة التي تختلط بتربة ولغة وعادات الوطن و محققة لغاياته  هي ثقافة أصيلة وأي محاولة للتبرأ من تلك التربة التي تغذى ونشأ بها ستكون بمثابة قطيعة بينه وبين وطنه ومن ثم سيصبح غريبا على الأرض ويصبح تابعا لغيرها و ناقملا ، فلا هو ابن تلك التربة ولا هو ذاك النموذج الذي تهفو له الأبصار، والتابع غير المتبوع، فيصير تابعا لغيره خجلا من نفسه وذاته غير مدرك أن الخجل وإنكار ذاته هو عين احتقار الذات كالمراهق الذي يمر بمرحلة طارئة يكون  فيها خجلا من أمه أو أخته أو أخيه  أو بعض أفراد أسرته في مرحلة عابرة من عمره.

فصرنا نعيش مراهقة حضارية نحاول أن نتبرأ من الماء الذي امتصته جذورنا فصارت عروقنا تتغذى عليه محاولين أن نخفي ملامحنا بمزيد من المظاهر الفلكلورية في الملبس والشكل.

كما ينبغي أن يكون الخطاب التوعوي مختلفا عن التخويف والتهديد بل أن يقوم من خلال التوعية العقلية والإقناع وتوضيح لما نتمسك بثقافتنا ولماذا نرفض بعض تلك الأنماط الثقافية الأخرى وذلك لن يأتي إلا من خلال أن يكون لدينا قناعة وبرهان على صحة عاداتنا وثقافتنا وتنقيحها من الفاسد، وهذا لا يتأتى إلا من خلال العقل؛ فأي محاولة أخرى للتدليل والدفاع عن ثقافتنا لن تأتي بثمارها كما هو المطلوب.

فالبرهنة والدفاع من خلال استنفار الدين أو المشاعر الأممية القومية مع تطور الحياة ودخولنا في عصر الفضاءات المفتوحة ما هو إلا محاولة يتكللها مزيدا من العناء في ظل الحدود الشفافة في عالم اليوم أو الاستناد على النصوص الدينية كنوع من الارتباط بالماضي مع أجيال تتطلع للمستقبل محاولة أن تقطع الصلة بماضيها مفتتنة بغيرها وقد غابت عن رشدها، فالخطاب العقلي الإقناعي لأمة فقد كثير منها إيمانه بنفسه ومورثاته يبدأ ويتطلب أولا أن نعرف من نحن؟ ولماذا نحن هكذا؟ ولم نتمسك بهذا؟ ونرفض تلك؟

فلنبحث أولا عن تحقيق ذواتنا لا عن إرضاء غيرنا وعن مصالحنا دون أن نقع في فخ التعصب والجمود بل التجديد والتطوير من خلال معايير عقلية وأخلاقية، فلا نقع في  تبعية عمياء فليس صاحب الفن والصنعة ومبتكرها كمن قلَّد ، فصاحب الفن سيظل هو الأصل والمُعلم وسيصير المُتعلِم مُتعلِماً لا مُعلِماً.

الإرادة قوة هائلة - إن رافقها عقل واع - تذوب أمامها الكثير من الصعاب.

الإرادة قوة هائلة - إن رافقها عقل واع - تذوب أمامها الكثير من الصعاب.

ليس من القبيح أن تستأجر من يقوم بالأعمال بدلاً عنك، بل القبيح هو أن تسىء للعامل وتظلمه

ليس من القبيح أن تستأجر من يقوم بالأعمال بدلاً عنك،
 بل القبيح هو أن تسىء للعامل وتظلمه

الأربعاء، 21 يونيو 2017

بوصلة الحياة

بوصلة الحياة

عندما كنت في أولى المراحل الجامعية، اعتدت أن أسير في الطرقات أنظر في وجوه الماره وأتفحصهم وأنظر إلى سائقي السيارات وأدقق بملامحهم وكنت دائما ما ألتقط هاتفي بين الفينة والأخرى وأنظر إليه وكأني أنتظر اتصالا هاتفيا من أحدهم ولكني لا أعلم من هو! كانت كل تلك السلوكيات تعبر عن أني أبحث عن شخص ما أو شئ ما ولكني لا أعلم من أو ما هو؟

كنت في تلك الفترة دائم الانتظار لشئ حتى أني ظننت أنني أنتظر من لا يأتي. ولكن ما هذا الشئ الذي أنتظره أو أبحث عنه؟ وفي أحد الأيام قررت أن أختلي بنفسي لأواجهها بسلوكياتها المبهمة التي حيرتني فخاطبت نفسي متسائلا: لماذا تفعلي هذا؟ وعن أي شئ تبحثين؟ لما هذا الشرود الدائم؟ ولماذا لم تتوقفي يا نفسي للحظة لتفكري في سبب لتلك السلوكيات؟ لعلكِ تهتدي لضالتك.

وبعد فترة من محاولة الهرب من الإجابة على هذا السؤال وجدت نفسي أجيب أنني أبحث عن نفسي. أبحث عن من أنا؟ من أين أتيت؟ وماذا أريد من هذه الحياة؟ وإلى أين سأذهب؟ ولكني كنت دائما أبحث في المكان الخاطئ، فلقد كنت أبحث عن نفسي في الخارج في تلك الوجوه التي أراها لعل أحدها يجيبني عن تلك الأسئلة التي حيرتني ولكني لم أتجرأ للحظة أن أتوقف وأواجه نفسي بحقيقة تلك الأسئلة وأبحث عنها بداخلي وها قد حانت لحظة المواجهة. ومع أنه للوهلة الأولى يظهر أن الأسئلة في منتهى البساطة وإجابتها قد أجدها بكل يسر، ولكنها في الحقيقة أرهـقـتني لسنوات وكنت أهرب من طرحها لأنها حقا ليست باليسيرة.

فتلك الأسئلة تمثل الماضي والحاضر والمستقبل، فهي أسئلة مصيرية يترتب على إجاباتها كل الحياة وما بعد الحياة؛ فبالإجابة عليها سأعلم من أنا وماذا أريد من تلك الحياة وما هي غايتي وما هي أهدافي التي أريد تحقيقها والوصول إليها وكذلك سأتمكن من خلالها تحديد مقياس نجاحي، عندما أعلم من أنا؟ ومن أين أتيت؟ وإلى أين منتهاي؟ سأتمكن من تحديد طريقي الذي سأخوضه، وتخصصي الجامعي، مجال عملي، شريكة حياتي، طريقة تربية أبنائي، سأتمكن من معرفة أي المعارك الشريفة على أن أخوضها وأيها سأترفع عنها لأنها لا ترتقي لإنسانيتي. الإجابة عن هذه الأسئلة تحدد مبادئي وقيمي التي تمثل المعيار والميزان الذي سأزن به أفعالي وسلوكياتي فأعلم صحيحها وألتزم به وأمتنع عن سيئها.

وبعد فترة الصراع تلك تعلمت أهم درس أن تلك الأسئلة تستحق أن أقضي الكثير والكثير من الوقت للبحث عن إجاباتها وكذلك تستحق مشقة وعناء البحث؛ فالإجابة عليها ترسم طريقنا وتمدنا بالبوصلة التي ترشدنا للطريق إذا ضللناه، فهي بمثابة النجوم التي تهدي ربان السفينة إلى وجهته.

فعلينا قبل التفكير في تخصصنا الجامعي أو المجالات الوظيفية وما هي أهدافنا وطموحاتنا، أن نجيب على سؤال من أنا؟ وما هي الغاية من وجودي في هذه الحياة؟ وإلى أين منتهاي؟ حتى نحصل على بوصلتنا في الحياة.

اشتياق العقل للمعرفة الصحيحة كاشتياق جسد الإنسان للمأكل والمشرب السليم؛ فكلاهما يحيا بحسب حاجته.

اشتياق العقل للمعرفة الصحيحة كاشتياق جسد الإنسان للمأكل والمشرب السليم؛ فكلاهما يحيا بحسب حاجته.

فى المجتمع الفاضل النُخب والقدوة الذين يتبعهم الناس هم أهل الفِكر والعِلم والثقافة.

فى المجتمع الفاضل النُخب والقدوة الذين يتبعهم الناس هم أهل الفِكر والعِلم والثقافة.

العقل السليم لا يتجاهل المشاعر بل يحسن مسارها.

العقل السليم لا يتجاهل المشاعر بل يحسن مسارها.

من الحمق الغيرة ممن يقدم لنا المساعدة، فقد يكون هو من يحول بيننا وبين السقوط.



من الحمق الغيرة ممن يقدم لنا المساعدة،
 فقد يكون هو من يحول بيننا وبين السقوط.



جريمة في حق المجتمع أن يكون النظام التعليمي قاتلا للإبداع وليس موّلدا له

جريمة في حق المجتمع أن يكون النظام التعليمي قاتلا للإبداع وليس موّلدا له



الفكِر الحقيقى هو الذى يضىء العالم ويُخرج أحسن ما فيه، وليس الذى يحيله الى ظلمة ويُخرج من الإنسان أسوأ ما فيه.


الفكِر الحقيقى هو الذى يضىء العالم ويُخرج أحسن ما فيه،
 وليس الذى يحيله الى ظلمة ويُخرج من الإنسان أسوأ ما فيه.


فإن من عرف نفسه وعرف ربه؛ عرف قطعا أنه لا وجود له من ذاته، ودوام وجوده وكمال وجوده من الله وإلى الله وبالله



فإن من عرف نفسه وعرف ربه؛ عرف قطعا أنه لا وجود له من ذاته،
 ودوام وجوده وكمال وجوده من الله وإلى الله وبالله







من مظاهر العدالة الاجتماعية أن يساهم أصحاب الأموال فى تنمية المجتمع وليس فى إفقاره ونهبه



من مظاهر العدالة الاجتماعية أن يساهم أصحاب الأموال فى تنمية المجتمع وليس فى إفقاره ونهبه




تضحيات زائفة

تضحيات زائفة



في حواري مع أحد الأصدقاء الذي جمعتني به إجازة عيد تحرير سيناء تطرقنا إلى الحديث عن بطولات وتضحيات رجال الجيش المصري، فبرغم التفوق العسكري للعدو إلا أنهم قد حسموا معركة العبور لصالحهم بتضحياتهم، إبراهيم الرفاعي وصائد الدبابات وغيرهم من الأبطال الذين قد سردنا أساطيرهم…

ثم بعد ذلك تطرقنا للحديث عن مفهوم التضحية في ذاته، وسألته ما الذي يجعل الإنسان يضحي بحياته في سبيل المعنى؟ ضحك صديقي بحزن وبُؤس، ضحكة هزلية تُمثل عاداتنا في السخرية من وضعنا المؤلم، ثم قال وبدون مقدمات وعلى عكس سياق الكلام وبأسلوب هزلي “تتفق أمي مع دارسي الاقتصاد على أن مفهوم الإدخار هو التضحية بجزء من الحاضر من أجل مستقبل أفضل، مما يتطلب منِّي توفير جزء من الراتب كل شهر دون صرفه من أجل أن أستقر في المستقبل” وتصور أمي عن الاستقرار هو القيام بتكوين أسرة، إلا أنه لسوء حظي أن علاقة أمي بعلم الاقتصاد لا تتعدى فهم هذا المصطلح وهذا أدى لوضع مزعج يتمثل في نسبة ثابتة المطلوب توفيرها من مجموع المرتب.



فـ “الحاجّة” أطال الله في عمرها تنظر للموضوع كما كانت تنظر لمدى النجاح في الثانوية العامة ولا ترضى بأقل من 90 %، لا تؤمن أمي بالديمقراطية بل تؤمن بنظرية الاستبداد في الحكم وهذا ما يساعدها على أخذ ما تريده من مرتبي لادِّخاره بما تمتلكه من قوة ناعمة وخشنة إذا لزم الأمر، فعملية الاستقرار بمنظور المجتمع تتطلب تسخير كل الإمكانيات والقيام بكامل التضحيات من أجل أن تتم على أكمل وجه، فالمعظم هنا لا يحلو له الاستقرار بدون تعقيد للأمور!

هي مستعدة لفعل أي شيء في سبيل تحقيق رسالتها في الحياة، هي التي ضحت بعمرها وما تمتلكه في سبيل رسالتها، مستعدة للتضحية بمزاج ابنها أيضا وتعكير صفوه ومهاجمة تطلعاته ونقد أفكاره وجعله يمشي على شفا حفرة من الإفلاس لنصرة قضيتها، أن تُصدّر للمجتمع شخصًا خريج جامعة ومعه شهادته ويعمل بها، شخصًا بالغًا عاقلًا متزوجًا ينجب أطفالًا، شخصًا مستقرًا ماديًا، هذه هي رسالتها وهذا هو أنا الذي تسعى إليه.

ثم سكت صديقي قليلًا وأكمل: يا رفيقي لا تتهمني بعقوق والدتي لحدتي في الوصف فأنا رغم ذلك مخلص لها وأحرص على عدم إزعاجها؛ فهي مهما حدث ستظل أكثر من يحبني وهذا أمر فطري، إنها فعلت من أجلنا الكثير وفضّلتنا على نفسها طيلة عمرها، ولكن إشكالي معها ومع المجتمع في مفهوم التضحية عندهم والمصاديق والحالات التي يعتبرونها تضحية، هم يضحون بالكثير من أجل أن يحيو حياة كريمة ولكن كرم الحياة عندهم لا يتعدى حدود المادة؛ فهي تستثمر مجهودها وتضحياتها في أبنائها لاعتقادها بأنهم مانحي السعادة وعند لحظة معينة ستشعر وكأن شيئًا لم يكن وستبحث عن السعادة الحقيقية ولن تجدها.

نادرًا ما تجد منهم من يضحي من أجل المعنى، يضحون بكل شيء من أجل حياتهم بينما هناك من ضحوا ويضحون وسيضحون بحياتهم نفسها من أجل قيمة أسمى ومكسب أعظم. لقد اختار سقراط بكل إرادته أن يتجرع مرارة السم كي لا يتجرع مرارة كتمان الحق وعدم نشر الحكمة في مجتمع أثينا. فبرغم كل المغريات التي عرضها عليه كبار أثينا ورغم كل التهديدات التي تلقاها منهم قرر أن يستكمل السير في طريق رسالته حتى جاءت اللحظة الفارقة حين رأى أنه من الأفضل للقضية أن يموت، فمات جسده وظلت شجاعته وحكمته وأسلوبه على قيد الحياة ترتوي منها الأجيال.



ألم تسمع أيضا عن الحسين بن علي الذي خرج هو وأهله ليسجلوا موقفا تاريخيا في التضحية؟ ألم يكن يعلم بالخطر الكبير الذي سيواجههم في هذا الموقف؟ ولكنه رأى أنه لا مفر من استمرار الثورة والرسالة إلا بموقفه هذا وإن كانت نهايته الموت، فقرر ومن معه أن يموتوا في سبيل ذلك، كيف قام هؤلاء بتشخيص السعادة؟ وبماذا كانوا يشعرون في أصعب لحظات محنتهم؟ وما الذي جعلهم بكامل إرادتهم يفعلون ذلك؟ أيهما أكثر سعادة الأم التي قدمت أبناءها الأربعة في إحدى الحروب دفاعًا عن القيمة والمعنى؟ أم أخرى تزف بنتها على عريسها في أحد الزيجات والأفراح المبهرجة التي نشاهدها اليوم؟.

ثم سكت صديقي ولم أعقب على كلامه مُفضلاً أن يأخذ أنفاسه ويهدأ بعد حالة الانفعال التي انتابته، ثم أكمل حديثه قائلاً: أنا لا أقلل من أهمية تلبية الاحتياجات المادية ولا من أهمية التضحية من أجل الأبناء باعتبارهم مسؤولين منّا، ولكن يجب أن تكون تلبية هذه الاحتياجات والقيام بهذه التضحية في طول هدف أسمى من مجرد البقاء أو الحفاظ على النوع. كأن أتناول طعامي لكي أكون قادرًا على القيام بمهامي وليس لحبي للطعام في ذاته أو أن أُربي ابني لكي يكون فردا صالحا له دوره في تكامل المجتمع وليس لإشباع فطرة حبي لابني أو لكي يقال عني أني مربٍّ صالح فقط. يجب ألا تتحول الوسيلة إلى غاية، يجب ألا تتعدى حدودها في كونها وسيلة لتحقيق غاية نبيلة مهمة، فالسعادة الحقيقية في الغايات لا في الوسائل.

وافقته على حديثه، ثم صَمتّ طويلاً وصمتّ معه ثم قرر أن يغادر شاكرًا لي على دعوته لتناول الغداء.


القائد الحكيم لا يرضى أن يبقى في القمة بمفرده؛ بل يسعى لبناء قادة آخرين لمشاركته تلك القمة

القائد الحكيم لا يرضى أن يبقى في القمة بمفرده؛
 بل يسعى لبناء قادة آخرين لمشاركته تلك القمة




خطأ عظيم أن نجعل الإعلام يضع لأطفالنا قيمهم وأفكارهم



خطأ عظيم أن نجعل الإعلام يضع لأطفالنا قيمهم وأفكارهم




فى سبيل بناء حضارة لابد أولاً من تحرير عقل الإنسان ليتمكن من التفكير والإبداع، وهذا لن يتم إلا فى مدارس وجامعات حديثة متطورة تراعى ظروف الزمان والمكان




فى سبيل بناء حضارة لابد أولاً من تحرير عقل الإنسان ليتمكن من التفكير والإبداع،
 وهذا لن يتم إلا فى مدارس وجامعات حديثة متطورة تراعى ظروف الزمان والمكان



تحميل كتاب القوة الخفية للعقل الباطن لـ جيمس ك فان فليت

تحميل كتاب القوة الخفية للعقل الباطن لـ"جيمس ك فان فليت"

عن هذا الكتاب:


ستتعرف من خلال هذا الكتاب المذهل "القوة الخفية للعقل الباطن" على كيفية التواصل مباشرة مع عقلك الباطن وكيفية استغلال قدراته الهائلة ستكتشف من خلال هذا الكتاب الصوت الصامت الذى يمكنه التحدث إليك عندما تكون فى أمس الحاجة إلى المساعدة المكتشف المتألق او الغامض الذى يمكنه العثور على الأفكار التائهة أو التى لا تعرفها أسلوب "مرآة العقل" الرائع الذى يمكنه فى ليلة واحدة تحسين مظهرك تحسينا هائلا

ثمانى كلمات سحرية من المستحيل أن تفشل معها
كيفية استقبال "الإرشاد الداخلى" عندما يتحتم عليك قرار مصيرى
استراتيجية لها مفعول السحر ، والتى يمكنها فى لمح البصر تهدئة الأشخاص الغاضبين ليصغوا إلى ما تقول
ويوجد داخل الكتاب الكثير من الافكار والموضوعات الاخرى التى ستساعدك على أن تكون أفضل 


 القوة الخفية للعقل الباطن

يجب أن تكون التكنولوجيا في خدمة الإنسان لتنفعه وتسهل عليه حياته، لا أن تصعبها عليه وتبعد عنه أحبابه.

يجب أن تكون التكنولوجيا في خدمة الإنسان لتنفعه وتسهل عليه حياته، لا أن تصعبها عليه وتبعد عنه أحبابه.

لا يبلغ الأعداء من جاهل، ما يبلغ الجاهل من نفسه

لا يبلغ الأعداء من جاهل،
ما يبلغ الجاهل من نفسه

الأمم التى لا تنتشر فيها ثقافة القراءة هى أمم فقيرة معرفياً.

الأمم التى لا تنتشر فيها ثقافة القراءة هى أمم فقيرة معرفياً.

العالم ألعوبة بيد أصحاب السطوة والنفوذ والثروات التى انتزعت من عظام وبناء ومعاناة المستضعفين، واجب العقلاء الوقوف بجانب المستضعفين ونصرتهم.

العالم ألعوبة بيد أصحاب السطوة والنفوذ والثروات التى انتزعت من عظام وبناء ومعاناة المستضعفين،
 واجب العقلاء الوقوف بجانب المستضعفين ونصرتهم.

متحف الكتاب

متحف الكتاب

أدخل المعرض منين لو سمحت؟ فين بوابة الجمهور؟ أول مدخل بعد المترو. يااااااه أنا هقف في الطابور ده كله… ما شاء الله كل دول بيقروا… كل دول بيتثقفوا… كل دول عايزيين يعرفوا المنهج الصحيح، وبعد انتظار طويل دخلَت إلى المعرض كتب فلسفية، كتب دينية، روايات، كتب تلوين للكبار، أبدا منيين يا أستاذ! طيب أشتري إيه؟ في رواية جديدة تعجبك جدا بتنقل بوستات الفيس بوك، وفي رواية واحدة بتتكلم عن مشاكلها في الميكروباص، لا سيبك منهم تعالى عندي كتاب عن عذاب القبر ونعيمه والأعشاب الطبية والحجامة والثعبان الأقرع، لا سيبك منهم دول مقفلينها تعالى عندي إسلام كيوت وجميل والمهم تكون حلو من جوه، لا سيبك منهم تعالى أنا هعلمك إزاي تحسن حياتك في عشر ثواني وإزاي تبقى مليونير في أسبوع، لا سيبك من السطحيين التافهين وتعالى للعمق والفلسفة الغربية والحداثة وما بعدها وإحنا عايشين ليه وكيف بدأ الخلق.

صدااااااااااااااااااااااااااااااااااااع… دوشة… لخبطة… أنا عايز أروح، أنا إيه اللي جابني هنا! ما كنت فضلت قاعد ع القهوة وخلاص،  شاورما سوري يا أستاذ؟ طيب كشري؟ ولا تشرب عصير؟ ولا أقولك عندي قهوة هتعدل دماغك.

وبينما أشرب القهوة… أنا مش عايز أروح، أنا عايز أكمل، أنا عايز

أتعلم، لكن مش عارف أبدا منين.

زمان لما كنت في متحف القاهرة مع الرحلة المدرسية كان معانا مرشد سياحي بيقولنا ويحكيلنا عن كل العصور والملوك والأسر، طيب ليه ميكونش فيه هنا مرشد سياحي يقولنا إزاي نقرأ ونبدأ منين في متحف الأفكار وإزاي بتاع التجارب والعلم مياخدنيش في طريقه وبتاع الخطابة والشعر ميأثرش على مشاعري.

ألا يستحق متحف الأفكار شيئا مثل هذا أم سنظل هائمين سارحين تائهين أم أن هذا هو ما يرضيهم! أن نظل نتخبط ونترامى بين فكر هذا وفكر ذاك وأجندة هذا ومخطط ذاك وهذا يرى وغيره أتى بعده فوضع رؤية غيرها، ألا تستحق كل هذه الطاقات وكل هؤلاء الشباب أن يجدوا من يدلهم على الطريق ويرشدهم إلى بدايته ويضع أقدامهم عليه؟

إن البداية لا بد أن تكون خالية من أي رؤى وأفكار ومعتقدات وفلسفات لا بد أن تكون بداية مجردة خالية من أي عواطف، إننا نبدأ مع الطفل بأن يزحف ثم يقوم ويقع ثم يمشي ويقع ثم يتعلم المشي في النهاية بعد كبوات كثيرة وبعدها هو من يختار لنفسه هل يريد أن يكون عدَّاءا أم لاعب كرة قدم أم يقود دراجة أم شيءا آخر؟ وبالمثل كيف البداية في عالم الأفكار؟ البداية ليست بالجري حتما سنتعلم كيف نحبوا أولا.

المبالغة والتهويل في حجم المشاكل يسبب الشعور بالعجز، العاقل يضع الأشياء في حجمها الطبيعي.

المبالغة والتهويل في حجم المشاكل يسبب الشعور بالعجز،
العاقل يضع الأشياء في حجمها الطبيعي.

الكسل منشؤه حب الراحة، لكنه حب خاطيء لأن فيه تفضيل لراحة الجسد على راحة النفس الحقيقة المتمثلة في بذل الجهد لتحقيق الأهداف العالية.

الكسل منشؤه حب الراحة، لكنه حب خاطيء لأن فيه تفضيل لراحة الجسد على راحة النفس الحقيقة المتمثلة في بذل الجهد لتحقيق الأهداف العالية.

أغلى ما قد تقدمه للأخرين هو أن تنير آفاقهم

أغلى ما قد تقدمه للأخرين هو أن تنير آفاقهم

تنبت أجمل الزهور وأقواها بعد الشتاء القارص، كذلك تفعل الشدائد والصعاب؛ تظهر حقيقة معادن النفوس الراقية.

تنبت أجمل الزهور وأقواها بعد الشتاء القارص،
 كذلك تفعل الشدائد والصعاب؛
 تظهر حقيقة معادن النفوس الراقية.

لا يكن بناءك الوحيد فى الحياة بناءً افتراضيا وهميا

 لا يكن بناءك الوحيد فى الحياة بناءً افتراضيا وهميا

العاقل إذا وصل لمعرفة يشاركها ولا يبخل بها.

العاقل إذا وصل لمعرفة يشاركها ولا يبخل بها.

كخطوة أولى للسعادة والتفكير الجاد، عليك أن تتخلص من إحساسك بأنك الضحية.

كخطوة أولى للسعادة والتفكير الجاد، عليك أن تتخلص من إحساسك بأنك الضحية.

انظر إلى الأشياء بعين العقل، لا بعين الرغبة

انظر إلى الأشياء بعين العقل، لا بعين الرغبة

المبالغة في المدح والثناء يولدان الغرور وحب الذات؛ ما يعجل من هلاك الإنسان.

المبالغة في المدح والثناء يولدان الغرور وحب الذات؛
 ما يعجل من هلاك الإنسان.

الحرية الحقيقية أﻻ يملكك أحد، وأﻻ تستولي عليك رغبة، وأﻻ تسوقك نزوة.

الحرية الحقيقية أﻻ يملكك أحد، وأﻻ تستولي عليك رغبة، وأﻻ تسوقك نزوة.

من العدالة نصر المظلوم مهما تباينت أفكارك معه، فطالما وُجد مظلومين فى أى بقعة من بقاع العالم وجب نصرتهم.

من العدالة نصر المظلوم مهما تباينت أفكارك معه،
 فطالما وُجد مظلومين فى أى بقعة من بقاع العالم وجب نصرتهم.

فريق العمل

فريق العمل

  هناك أربعة أشخاص أسماؤهم هي: "الكل" و"شخص ما" و " أي شخص" و"لا أحد "، وقد كانت هناك مهمة ذات أهمية لابد من القيام بها، فطُلِب من "الكل" أن يقوم بها. وكان "الكل" على يقين بأن" شخصاً ما" سيقوم بها. وكان من الممكن "لأي شخص" أن يقوم بها، ولكن " لا أحد" قام بها، فغضب "شخص ما " لذلك، لأن تلك كانت مهمة "الكل" واعتقد "الكل" أنّ "لا أحد" قد يقوم بها،و"لا أحد" أدرك أن "أي شخص" لن يقوم بها. وانتهى الأمر بأن ألقى "الكل" اللوم على "شخص ما" حين فعل "لا أحد" المهمة التي كان من الممكن "لأي شخص" أن يقوم بها

إن عزيمة تتعثر فى طريق الخير غير عزيمة استحكمت فى طريق الشر.

إن عزيمة تتعثر فى طريق الخير غير عزيمة استحكمت فى طريق الشر.

من يجيد اختلاق الأعذار في الغالب لا يجيد أي شيء آخر.

من يجيد اختلاق الأعذار في الغالب لا يجيد أي شيء آخر.

الجمال الحقيقي: عقل حكيم وقلب رحيم.

الجمال الحقيقي: عقل حكيم وقلب رحيم.

التكنولوجيا وقيمة الإنسان

التكنولوجيا وقيمة الإنسان

تعريف التكنولوجيا: إنها فن إنتاج أدوات ومواد الإنتاج والاستهلاك، وذلك من خلال التطبيق العملي للمعرفة العلمية لتحقيق تقدم المجتمع.

بعبارة أخرى، إننا نحيا فى ظل حضارة مادية طاغية تعتبر هذه التكنولوجيا في تقدمها الهائل هي الوحيدة الكفيلة بتحقيق تقدم المجتمع؛ فهي ليست شيئا محايدا كما أنها ليست مجرد تطبيق لممارسة نظرية هي العلم ، إنها منطق وأيديولوجيات وأدوات ووسائل تكرس منطق السيطرة وتكشف عصر التقدم التكنولوجي وأيديولوجيا النظام التكنولوجي.

فالعصر الذى نعيشه الآن هو عصر الأيديولوجيا، وقد اتخذت هذه الأيديولوجيا أشكالًا عدة منها: التقدم التكنولوجي في ظل الحضارة المادية وطغيانها، واتخذت شكلًا آخر متمثلًا في الحرب. وكان من نتيجة ذلك أن شعر الإنسان باغترابه الدائم إما عن ذاته أو عن بنيته الاجتماعية مما عمل على الحد من حريته وكرامته.

إن التكنولوجيا والعلم والفلسفة المادية قد خلقوا المجتمع الصناعي المتقدم، وحققوا له السيطرة، ولكن ينبغي ألا نغفل عن مساوئ التكنولوجيا؛ فنرى أن التقدم التكنولوجي يرسخ دعائم نظام كامل من السيطرة والقيود، أي أنه مثلما كان الفرد خاضعا يوما لحكم مستبد، أصبح خاضعا للعقلانية التكنولوجية والعلمية والفلسفية المادية –الأداتية– التي تسيطر على الطبيعة والإنسان المعاصر.

أصبح الإنسان عبدًا تسيطر عليه الآلة فألغت دور العقل عنده، ودوره الاجتماعي فى الأسرة والمجتمع، ومن ثم أضعفت أخلاقياته ومبادئه، وجعلته تابعًا أى (مثل تبعية العبد للسيد).

ومن هنا توصلنا إلى مفهوم الاغتراب أي التنازل عن الملكية للأغيار أو للأسياد فيحدث فقدان للهوية، وهو أحد سلبيات التكنولوجيا أيضا، فالشخصية المغتربة التى هي للبيع لا بد أن تفقد قدرًا كبيرًا من الشعور بالكرامة الإنسانية، وهو الشعور المميز للإنسان.

فحين جعلت التكنولوجيا الإنسان مجرد أداة تابعة لها، أصبح الإنسان مثل الأشياء ليس له نفس! وهذا يدل على مدى سيطرة الآله على الإنسان .

وتؤدي التكنولوجيا أيضا إلى العزلة الاجتماعية وفيها يبقى الإنسان وحيدًا منعزلًا ومشغولًا باستخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الافتراضي لفترات طويلة، فتكوَّنت لذلك الفرد لغة غير اللغة المعتادة، وميول مختلفة، وأساليب خاصة، والعزلة عامة قد تؤدي به إلى عدم الالتزام بأي قيمة أخلاقية، وهذه ضمن آثار العزلة الاجتماعية!

وينتج عن ذلك: التفكك الأسري ويتمثل فى ابتعاد الأبناء عن والديهم، وعدم الالتفات إلى قرارات عائلية قد تهم الأسرة في المنزل، وتزداد اللامبالاة لدى أسير التكنولوجيا بالشئون الأسرية والاجتماعية كافة.

يقول “ماركوزة” فى هذا السياق وهو من المنتمين فكريا لمدرسة فرانكفورت المعاصرة: “إن التكنولوجيا تضفي صبغة عقلانية على ما يعانيه الإنسان من نقص فى الحرية وتقيم البرهان على أنه يستحيل (تكنولوجيًا) أن يكون الإنسان سيد نفسه وأن يختار أسلوب حياته”.

فالإنسان بإرادته يريد أن يصبح مثل الأشياء “لا يحس ولا يرى” ويدخل مصيدة اغترابه وينفصل عن أسرته وعمله الذي هو جوهره، وهذه النتائج السلبية التي تأتي من وراء خضوعه للتكنولوجيا واستخدامه السيء لها.

ومن الجدير بالذكر كما يقول “بطرس غالى” (إننا نعيش فى غمرة ثورة شملت المعمورة بأجمعها، إن كوكبنا يخضع لضغط تفرزه قوتان عظيمتان متضادتان: إنهما العولمة والتفكك).

حيث يسيطر المنتج على المستهلكين من خلال تفكيك الفرد من أسرته، ومن أمته، وبيئته باسم الفردية أو الحرية.

في النهاية ينبغى أن ننوه إلى أن التكنولوجيا رغم جوانبها الإيجابية، فإن لها جوانب سلبية مثل العزلة الاجتماعية والاغتراب والتفكك الأسرى… إلخ، كما أوضحنا سلفا.

فالتكنولوجيا يمكن أن تتحول من أداة لخدمة الإنسان إلى أداة لقهره بسبب ما تنطوي عليه من زيادة درجة النمطية فى عملية الإنتاج والاستهلاك.

فيجب على الإنسان ألا يتقيد بالتكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة ولا يدعها تسيطر عليه ويتقيد بها، بل عليه أن يتحرر منها ويعود إلى أسرته وإلى عالمه الواقعي وكأنه يحيا من جديد مرة أخرى، ويجب أن يفرض شخصيته العاقلة المتحررة على الشيء المفترض أن يكون الإنسان حرًّا في اختياره وعمله، وألا يكون تابعًا لأي شيء استهلاكي في هذا العالم أي لا يخضع للماديات ويتبع لها، فعليه أن يتحرر منها قدر الإمكان، إذ يجب عليه أيضا من ناحية: أن يأخذ منها الإيجابيات ويستفيد منها قدر الإمكان، ولكن من ناحية أخرى يجب أن ينأى ويبتعد عن مساوئها التى قد تجعله أسيرًا لنفسه، وعبدًا للتكنولوجيا ولشهواته وملذاته المادية الدنيئة، ويعود إلى نفسه إنسانًا ناطقًا، حرًّا طليقًا، سيدًا على الطبيعة المادية، وممتلكًا لها على حد تعبير الفيلسوف الفرنسى “رينية ديكارت”. مع العلم بأن الطبيعة المادية هى المتمثلة في الآلات والأدوات الحديثة.

فكلما تحرر الإنسان من العبودية، كان أكثر إبداعًا وفعالية لتحقيق التقدم الإنسانى؛ فقيمة الإنسان تقاس بقدر ما يحقق من حرية (أى بإقلاعه عن عبودية التكنولوجيا)، تلك الحرية التى تعتقة من الموروث المادي الاستهلاكي الذي يرى أنه هو وحده المصدر لكل المعارف البشرية التي توجهه نحو مستقبل أفضل.

فالفلسفة تحد من ذلك الاغتراب الذي يشعر به الإنسان بين ما هو مادي وما هو روحاني؛ لأنها تضم العلم، والأخلاق، والجماليات… إلخ، ومن ثم تحقق للإنسان الحرية والكرامة والذاتية.

فريق عمل "قوة عقلك الباطن" يتمنى لكم عيدا سعيدا

فريق عمل "قوة عقلك الباطن" يتمنى لكم عيدا سعيدا


اهتمام الشخص بأناقة جسده شيء جيد، لكن الأهم الاهتمام بأناقة العقل والفكر وسلامة القلب.

اهتمام الشخص بأناقة جسده شيء جيد،
 لكن الأهم الاهتمام بأناقة العقل والفكر وسلامة القلب.

إن غياب قضية شريفة ونبيلة في حياه الإنسان تجعل منه إنسانًا فارغًا لا معنى له

إن غياب قضية شريفة ونبيلة في حياه الإنسان تجعل منه إنسانًا فارغًا لا معنى له

هناك أفكار تتطلب قدرا كبيرا من المعرفة لتنضج وتصبح قابلة للتطبيق النافع، فإن جاءتك فكرة فارعها

هناك أفكار تتطلب قدرا كبيرا من المعرفة لتنضج وتصبح قابلة للتطبيق النافع، فإن جاءتك فكرة فارعها

عندما تصل لطريق الحقيقة؛ كن كالنهر الهادر، لا تسمح للعوائق أن تمنعك من استكمال المسيرة

عندما تصل لطريق الحقيقة؛ كن كالنهر الهادر، لا تسمح للعوائق أن تمنعك من استكمال المسيرة

المعلم مؤتمن، وأمانته تربية الإنسان، وخيانة تلك الأمانة هى خيانة للإنسانية.

 المعلم مؤتمن، وأمانته تربية الإنسان، وخيانة تلك الأمانة هى خيانة للإنسانية.

ما تم زرعه في القلوب من قيم ومبادئ عند الصغر سيزهر ويثمر في الكبر، ويصبح شجرة أخلاق راسخة لا يؤثر بها تغير الزمن من حولها

ما تم زرعه في القلوب من قيم ومبادئ عند الصغر سيزهر ويثمر في الكبر،
 ويصبح شجرة أخلاق راسخة لا يؤثر بها تغير الزمن من حولها

اللانظام هو الحل

اللانظام هو الحل

يروى لنا التاريخ حكاية لمجتمع كان يعيش فى حالة من السيولة الفكرية والتحرر من كل قيد وظابط، فكان نظامهم الأصلح بعد “تجربة” العديد من الأنظمة التى مروا بها هو “اللانظام” فالفرد هو “مقياس كل شىء”؛ بحيث لا يمكن لفرد أو مجموعة أو فكر ما أن يملي على من يعيشون فى هذا المجتمع ما يفعلونه، فأنت حر فيما تقول وتسمع وتفعل وترى، وما تراه أنت جميلا ومفيدا ورائعا قد يراه غيرك قبيحا وضارًّا، وقد يرى آخر أن ما يراه الاثنان غير موجود من الأساس

كأن يرى شخص بأن السعادة تكمن فى فعل كل ما يشعره بإشباع كل رغباته وشهواته مهما كانت، وجمع أكبر قدر من المال؛ حيث إنه السبيل الوحيد للتحرر من استعباد الآخرين، وسرعان ما ستنتهي حياة الإنسان، لذا فعليه أن يغتنم كل فرصة ويستخدم كل وسيلة لتحقيق هذه الغاية مهما كانت، ويرى آخر أن السعادة تكمن في الابتعاد عن كل ما هو دنيوي والسمو على الملذات والمتع وكل ما هو مرتبط بالمادة، فهي مصدر كل الصراعات والحروب والشرور التى نراها فى العالم من قتل للأبرياء واضطهاد للضعفاء، فهذا كله بسبب السعي وراء الشهوات والملذات وإرضاء الأطماع المادية، ويرى ثالث أنه لا توجد سعادة فى هذا العالم وأنه لا جدوى من المحاولة فى الوصول إليها، فنحن خلقنا لنعاني فى هذه الدنيا ليس إلا، أو خلقنا الإله ليشعر ببعض التسلية وهو يشاهد صراعاتنا كما نشاهد مبرايات كرة القدم أو المصارعة الحرة حتى لا يقتله الملل كما يرى “كامو”، كل هذه الآراء صحيحة عند بعض التيارات الفكرية التي تنادي بالنسبية فكل فرد من هؤلاء يعد “مقياسا” لما هو صحيح وكل ما قيل عن السعادة بالرغم من تناقضات وتصادم الآراء يعتبر صحيحًا.

هذا ما كان يراه “جورجياس” زعيم الحركة السفسطائية المتطرفة فى المجتمع الأثيني، الذي رأى أنه لا يوجد واقع من الأساس ليتمكن الناس من إدراكه، وإذا وجد فلا يمكن معرفته لأن الحواس والعقل قد يخدعون الإنسان (كرؤية السراب ماء، والملعقة المكسورة في الماء،…)، وحتى إذا تمكن الإنسان من معرفة هذا الواقع فلن يتمكن من وصفه، وإذا حدث ووَصَفه فلن يجد من يفهم هذا الوصف. ناهيك عن القيم؛ فلا يوجد قيمة لأي شىء فى ذاته ولكن الإنسان هو الذي يعطي القيمة لكل شىء وفق رؤيته وتجاربه وخبراته، فالواقع والقيمة أمر نسبي قابل للتغير من شخص لآخر كما كان يرى “بروتاجورس”. هل يمكن أن يتشكل مجتمع بهذا “اللانظام” كما يقول هذا التيار، كيف يمكن أن يصدر القاضي حكما على مجرم أو ظالم، إذا كان كونُه مجرمًا أمر “نسبي” ، فقد يكون ظالما من وجهة نظرك وعادلا في وجهة نظر أخرى وقد يأتي ثالث ليقول لا يوجد ما يسمى أصلا بالعدل والظلم المطلق!

أجابنا سقراط على هذا التساؤل، حيث شكل تيارا جديدا فى مواجهة التيار السائد والمسيطر فى عصره والذي لم يكن واضحا للطبقة العريضة من المجتمع خطورته وهذا ليس بسبب ضعف قدرة الناس على الفهم -حيث إن فطرة الإنسان والتفكير المنطقي السليم كافية لرؤية كم المغالطات والانحرافات في ذلك الفكر- ولكن السبب في عدم معارضتهم هذا التيار هي قدرة “بروتاجورس” وأتباعه على التلاعب بالألفاظ بأن جعلوا الحق باطلًا والباطل حقًّا، وبراعتهم في إخفاء حقيقة ما يرمون إليه.ولكن قام سقراط بتحليل كل هذه الأفكار وفندها وساعد الناس على معرفة حقيقة هذا الفكر عن طريق “فن توليد الفكرة” وهو أن يسأل الناس عما يتبنون من أفكار ومعتقدات ويواصل التساؤل حتى يجعلهم يَصِلُون للنتيجة بأنفسهم ويُظهر للمستمعين مكمن الخطأ والخداع فى الفكرة التى أقنعهم بها التيار السائد.

فلكي يتبنى المجتمع فكرة ما، يجب ألا يكون مصدر تبنيها هو مجرد “تجربة” مجتمع آخر لها، بل يتم تبنيها لكونها تتوافق مع معايير واضحة مصدرها المنطق الصحيح الذى يفرق بين الحق والباطل، فلا يمكن أن نقوم بتجارب عديدة لنعرف ما هو أفضل نظام اقتصادى للبلاد مثلا؛ فأثر التجربة سيتحمله المجتمع كله وقد تتسبب تجربة فكرة جديدة فى إفناء المجتمع بالكامل.

وإذا أردنا أن نعرف ما هى السعادة مثلا يجب أن نعرف أن الحصول عليها يكون بتلبية احتياجات الإنسان التى هي مادية وروحانية معا، فلا يفرط فى حب المادة بشدة ويقوم بالتفريط فى الأخلاق وتحصيل المعرفة أو ينبذ الحياة المادية تمامًا، فالعدالة تؤدى للسعادة.

وقيمة الشىء يمكن معرفتها عن طريق مقياس ثابت لها كما يفعل المهندس عند قياس الأطوال باستخدم مقياس ثابت كالمسطرة، أو الدكتور الذي يستخدم الترمومتر كمقياس ثابت لقياس الحرارة، لذا علينا بتثبيت المعايير والانطلاق من العدل والتجرد، بحيث لا نكوِّن أحكاما مسبقة بدون دليل منطقي أو نحكم على الشىء طبقا لأهوائنا بل طبقا لما هو حق وعدل. ولا تنكر هذه الرؤية وجود بعض الأمور الذوقية ذات الطبيعة نسبية في الاختيار كأن يحب شخص ما اللون الازرق وآخر يحب الأصفر! فهنا لا يوجد معيار يجعلنا نقوم بترجيح حب لون على الآخر أو تفضيل أكل “الكريب” مثلا عن “البيتزا”! ولكن حتى تشخيص ماهو مطلق وما هو نسبي يحتاج لمعيار لكي لا تختلط الأمور وتفسد الأفكار التي تبنى عليها القرارات والتصرفات الهامة.

ولكن حين يتعلق الأمر بالكذب والصدق مثلا أو السرقة والقتل أو العدل والظلم أو بكون هناك خالق أم لا أو أنه كامل وعادل أم ظالم يلهو بعباده، فهذا أمر آخر. فالكذب هو إخفاء الحقيقة ومجتمع بلا حقيقة هو مجتمع ضعيف هش يمكن كسره وتدميره أو استخدامه دون وعي لمصلحة مجتمعات أخرى، مجتمع لا يعرف الفرق بين الظلم والعدل أو يقر أنه أمر نسبي، يعنى أن نرى أبا يقوم باغتصاب أولاده وابن يقوم بعقوق والديه ويستهزأ بهم لكونهم أصبحوا عبئا عليه لكبر سنهم، أو أطفال لا نعرف لهم أبًا ولا أمًّا فيصبحون ظاهرة “أطفال الشوارع”، ومثقفين يروجون لأفكارٍ تحث على البعد عن الزواج والحياة الأسرية وحب التحرر والعزوبية، وأستاذة جامعة ترى أن “الرقص” هو المجال الأفضل لها لتشعر بالسعادة وترضى عن نفسها وأبحاث تقر الشذوذ الجنسي كطبيعة بشرية وكثير من الأمراض المجتمعية والظواهر الكارثية التي تنتشر وستستمر فى الانتشار، وهذا كله نتاج نسبية الحق وانعدام المعايير والتحرر من كل قيد، فيجب ألا نستهين كأفراد بأثر تبنينا لفكرة ما على كل ما يحدث فى مجتمعاتنا، فتمسكنا بالمبادىء الصحيحة النابعة من المعايير الصلبة يمكن أن يغير ما نتصور أنه لا يمكن تغييره.

"لا تطعمني سمكة بل علمني الصيد."

الحكمة تقول:
 "لا تطعمني سمكة بل علمني الصيد."
وبالمثل:
 "لا تعطني الإجابة الجاهزة بل علمني كيف أفكر لأصل للحقيقة."

إنها النفوس التي تسعد وتحزن وليست الأجسام. وسعادة النفوس في تغذيتها بما يسد جوعها؛ معرفة صادقة وخلق كريم.

إنها النفوس التي تسعد وتحزن وليست الأجسام.
 وسعادة النفوس في تغذيتها بما يسد جوعها؛
 معرفة صادقة وخلق كريم.

مراهقة حضارية

مراهقة حضارية

من فترة لأخرى وفي مناسبات عدة يتكرر النقاش حول مسألة التأثير بالثقافات الأخرى حيث  يتجدد الحوار بين مرحب ولا يجد غضاضة وبين منتفض ثائرٍ لهوية الوطن وكرامته ومهاجما لما يأتينا من خارج الحدود.

ويستمر الحوار وتستمر عجلة الحياة على ذاك المنوال دون أن تحل المشكلة مما يعكس أزمة تمر بها منطقتنا والانقسامات التي تضرب الوطن بين فريقين: فريق مرحب لما يأتي من الخارج تحت تأثير حق القوة وتحت غطاء نزعة استهلاكية تشبع رغبات غريزية لدى الإنسان مدعومة بماكينة إعلامية مزينة لها.

وفريق آخر رافضا لها معتبرا أنها تنتهك هويتنا ورافضا لكل المظاهر الدخيلة على ثقافتنا سواء كان بدافع  قومي أو ديني ولكن المؤسف في الأمر هو تجدد نفس الحوار بنفس الطريقة وانتهائه إلى نفس النتائج، مما يجعلنا نتساءل: لماذا؟

فليس كل ما يأتينا من الخارج سيئا؛ فالإنسان يستفيد كثيرا من الأدوات والآلات والتكنولوجيا والدواء والعلوم الطبيعية المختلفة مما يعود علينا بالنفع وعلى البشرية بالرفاهية وتسهيل شؤون حياتها، ولكن الأزمة لا تكمن في الآلات والعلوم ولكن في العادات والثقافات الاجتماعية والتي تحمل في طياتها خلافات فكرية والتي تتشكل وفقا لثقافة كل أمة والتي تكون خاضعة لظروفها وتجاربها والتي تعبر عنها لا عن غيرها.

فاستيراد الفكر والثقافة والتأثر بالعادات وأنماط الحياة يعود بأثر سلبي على الشعوب التي تستوردها فهي لا تعبر عنها فكريا ولا محققة لتطلعاتها ولا حتى مصالحها.

فالثقافة والفكر بمثابة الجذور التي تربط الشجرة بالأرض ولولاها لما وجدت الصلة بين الشجرة والأرض وما نالت غذاءها، فالثقافة التي تختلط بتربة ولغة وعادات الوطن و محققة لغاياته  هي ثقافة أصيلة وأي محاولة للتبرأ من تلك التربة التي تغذى ونشأ بها ستكون بمثابة قطيعة بينه وبين وطنه ومن ثم سيصبح غريبا على الأرض ويصبح تابعا لغيرها و ناقملا ، فلا هو ابن تلك التربة ولا هو ذاك النموذج الذي تهفو له الأبصار، والتابع غير المتبوع، فيصير تابعا لغيره خجلا من نفسه وذاته غير مدرك أن الخجل وإنكار ذاته هو عين احتقار الذات كالمراهق الذي يمر بمرحلة طارئة يكون  فيها خجلا من أمه أو أخته أو أخيه  أو بعض أفراد أسرته في مرحلة عابرة من عمره.

فصرنا نعيش مراهقة حضارية نحاول أن نتبرأ من الماء الذي امتصته جذورنا فصارت عروقنا تتغذى عليه محاولين أن نخفي ملامحنا بمزيد من المظاهر الفلكلورية في الملبس والشكل.

كما ينبغي أن يكون الخطاب التوعوي مختلفا عن التخويف والتهديد بل أن يقوم من خلال التوعية العقلية والإقناع وتوضيح لما نتمسك بثقافتنا ولماذا نرفض بعض تلك الأنماط الثقافية الأخرى وذلك لن يأتي إلا من خلال أن يكون لدينا قناعة وبرهان على صحة عاداتنا وثقافتنا وتنقيحها من الفاسد، وهذا لا يتأتى إلا من خلال العقل؛ فأي محاولة أخرى للتدليل والدفاع عن ثقافتنا لن تأتي بثمارها كما هو المطلوب.

فالبرهنة والدفاع من خلال استنفار الدين أو المشاعر الأممية القومية مع تطور الحياة ودخولنا في عصر الفضاءات المفتوحة ما هو إلا محاولة يتكللها مزيدا من العناء في ظل الحدود الشفافة في عالم اليوم أو الاستناد على النصوص الدينية كنوع من الارتباط بالماضي مع أجيال تتطلع للمستقبل محاولة أن تقطع الصلة بماضيها مفتتنة بغيرها وقد غابت عن رشدها، فالخطاب العقلي الإقناعي لأمة فقد كثير منها إيمانه بنفسه ومورثاته يبدأ ويتطلب أولا أن نعرف من نحن؟ ولماذا نحن هكذا؟ ولم نتمسك بهذا؟ ونرفض تلك؟

فلنبحث أولا عن تحقيق ذواتنا لا عن إرضاء غيرنا وعن مصالحنا دون أن نقع في فخ التعصب والجمود بل التجديد والتطوير من خلال معايير عقلية وأخلاقية، فلا نقع في  تبعية عمياء فليس صاحب الفن والصنعة ومبتكرها كمن قلَّد ، فصاحب الفن سيظل هو الأصل والمُعلم وسيصير المُتعلِم مُتعلِماً لا مُعلِماً.

الإرادة قوة هائلة - إن رافقها عقل واع - تذوب أمامها الكثير من الصعاب.

الإرادة قوة هائلة - إن رافقها عقل واع - تذوب أمامها الكثير من الصعاب.

ليس من القبيح أن تستأجر من يقوم بالأعمال بدلاً عنك، بل القبيح هو أن تسىء للعامل وتظلمه

ليس من القبيح أن تستأجر من يقوم بالأعمال بدلاً عنك،
 بل القبيح هو أن تسىء للعامل وتظلمه

بوصلة الحياة

بوصلة الحياة

عندما كنت في أولى المراحل الجامعية، اعتدت أن أسير في الطرقات أنظر في وجوه الماره وأتفحصهم وأنظر إلى سائقي السيارات وأدقق بملامحهم وكنت دائما ما ألتقط هاتفي بين الفينة والأخرى وأنظر إليه وكأني أنتظر اتصالا هاتفيا من أحدهم ولكني لا أعلم من هو! كانت كل تلك السلوكيات تعبر عن أني أبحث عن شخص ما أو شئ ما ولكني لا أعلم من أو ما هو؟

كنت في تلك الفترة دائم الانتظار لشئ حتى أني ظننت أنني أنتظر من لا يأتي. ولكن ما هذا الشئ الذي أنتظره أو أبحث عنه؟ وفي أحد الأيام قررت أن أختلي بنفسي لأواجهها بسلوكياتها المبهمة التي حيرتني فخاطبت نفسي متسائلا: لماذا تفعلي هذا؟ وعن أي شئ تبحثين؟ لما هذا الشرود الدائم؟ ولماذا لم تتوقفي يا نفسي للحظة لتفكري في سبب لتلك السلوكيات؟ لعلكِ تهتدي لضالتك.

وبعد فترة من محاولة الهرب من الإجابة على هذا السؤال وجدت نفسي أجيب أنني أبحث عن نفسي. أبحث عن من أنا؟ من أين أتيت؟ وماذا أريد من هذه الحياة؟ وإلى أين سأذهب؟ ولكني كنت دائما أبحث في المكان الخاطئ، فلقد كنت أبحث عن نفسي في الخارج في تلك الوجوه التي أراها لعل أحدها يجيبني عن تلك الأسئلة التي حيرتني ولكني لم أتجرأ للحظة أن أتوقف وأواجه نفسي بحقيقة تلك الأسئلة وأبحث عنها بداخلي وها قد حانت لحظة المواجهة. ومع أنه للوهلة الأولى يظهر أن الأسئلة في منتهى البساطة وإجابتها قد أجدها بكل يسر، ولكنها في الحقيقة أرهـقـتني لسنوات وكنت أهرب من طرحها لأنها حقا ليست باليسيرة.

فتلك الأسئلة تمثل الماضي والحاضر والمستقبل، فهي أسئلة مصيرية يترتب على إجاباتها كل الحياة وما بعد الحياة؛ فبالإجابة عليها سأعلم من أنا وماذا أريد من تلك الحياة وما هي غايتي وما هي أهدافي التي أريد تحقيقها والوصول إليها وكذلك سأتمكن من خلالها تحديد مقياس نجاحي، عندما أعلم من أنا؟ ومن أين أتيت؟ وإلى أين منتهاي؟ سأتمكن من تحديد طريقي الذي سأخوضه، وتخصصي الجامعي، مجال عملي، شريكة حياتي، طريقة تربية أبنائي، سأتمكن من معرفة أي المعارك الشريفة على أن أخوضها وأيها سأترفع عنها لأنها لا ترتقي لإنسانيتي. الإجابة عن هذه الأسئلة تحدد مبادئي وقيمي التي تمثل المعيار والميزان الذي سأزن به أفعالي وسلوكياتي فأعلم صحيحها وألتزم به وأمتنع عن سيئها.

وبعد فترة الصراع تلك تعلمت أهم درس أن تلك الأسئلة تستحق أن أقضي الكثير والكثير من الوقت للبحث عن إجاباتها وكذلك تستحق مشقة وعناء البحث؛ فالإجابة عليها ترسم طريقنا وتمدنا بالبوصلة التي ترشدنا للطريق إذا ضللناه، فهي بمثابة النجوم التي تهدي ربان السفينة إلى وجهته.

فعلينا قبل التفكير في تخصصنا الجامعي أو المجالات الوظيفية وما هي أهدافنا وطموحاتنا، أن نجيب على سؤال من أنا؟ وما هي الغاية من وجودي في هذه الحياة؟ وإلى أين منتهاي؟ حتى نحصل على بوصلتنا في الحياة.

اشتياق العقل للمعرفة الصحيحة كاشتياق جسد الإنسان للمأكل والمشرب السليم؛ فكلاهما يحيا بحسب حاجته.

اشتياق العقل للمعرفة الصحيحة كاشتياق جسد الإنسان للمأكل والمشرب السليم؛ فكلاهما يحيا بحسب حاجته.

فى المجتمع الفاضل النُخب والقدوة الذين يتبعهم الناس هم أهل الفِكر والعِلم والثقافة.

فى المجتمع الفاضل النُخب والقدوة الذين يتبعهم الناس هم أهل الفِكر والعِلم والثقافة.

العقل السليم لا يتجاهل المشاعر بل يحسن مسارها.

العقل السليم لا يتجاهل المشاعر بل يحسن مسارها.

فراغ البطن يدفع بصاحبه لفعل أي شيء لسد هذا الفراغ. ترى لو كان فراغ العقل له نفس الألم في ذات الإنسان هل كنا لنعيش هكذا؟

فراغ البطن يدفع بصاحبه لفعل أي شيء لسد هذا الفراغ.
 ترى لو كان فراغ العقل له نفس الألم في ذات الإنسان هل كنا لنعيش هكذا؟