قوة عقلك الباطن ... طريقك إلى اليقين لبناء مستقبل واعي و تخطيط حياة سوية ... إنماء العقل الباطن وتدريبه
Newsletter
الخميس، 31 يناير 2019
الثلاثاء، 29 يناير 2019
الاثنين، 28 يناير 2019
الأحد، 27 يناير 2019
الجمعة، 25 يناير 2019
الخميس، 24 يناير 2019
الأربعاء، 23 يناير 2019
الثلاثاء، 22 يناير 2019
الاثنين، 21 يناير 2019
السبت، 19 يناير 2019
الجمعة، 18 يناير 2019
القراءة غذاء الروح – لا يمكن تخيل حياة تليق بالإنسان دون قراءة واعية
القراءة غذاء الروح – لا يمكن تخيل حياة تليق بالإنسان دون قراءة واعية
يقولون .. إن القراءة غذاء الروح وأقول إنها الروح نفسها، تخيل نفسك يا صديقي يا من تقرأ كلماتي الآن لا تستطيع القراءة ولا تستطيع سبر أغوار دروب المعرفة المختلفة ولا تقوى على الاسترشاد بتجارب الآخرين، ولا أن تنتفع بحكمة الراحلين، إن القراءة هي روح الإنسان وشخصيته وكيانه – قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت – هكذا تحدث أحد الحكماء وكان مصيبا إلى حد بعيد في رأيي، فبدون قراءة يذبل عقل الإنسان ويخفت بريقه، ثم ما الإنسان يا صديقي؟.
الانسان و الفلسفة
إن الإنسان من وجهة نظر الفلسفة العقلية هو حيوان ناطق بالدرجة الأولى، فهو حيوان لأنه كائن حي متحرك ويتكامل بالاحتياجات المادية مثل المأكل والمشرب والمسكن، ولكنه ناطق أي أنه عاقل فهو القادر على البحث عن علل الأشياء والبحث فيها والتساؤل والتجريب والمحاكاة والاستنباط والاستدلال، هذا هو الإنسان.. كائن عاقل يتميز عن سائر المخلوقات بالعقل أولا ولما كان العقل أصيلا في الإنسان وبدونه لا يكون الإنسان إنسانا أصلا كانت الاحتياجات العقلية هي الأصيلة في الإنسان وهي ما تجعله إنسانا أصلا،
فهو يطلب الماديات كما أسلفنا ولكنه يتقدم على سائر المخلوقات بقدرته على طلب الكمالات العقلية والمعرفية في شتى العلوم المختلفة، فلو كان الإنسان لا يقرأ كما ينبغي ولا يعرف كما ينبغي له أن يعرف، فكيف لنا أن نصبح بشرا بالمعنى الصحيح للكلمة ونحن نهمل أكثر ما في الإنسان تميزا وبريقا، إنه العقل يا صديقي والذي بدونه وبدون قدرته على المعرفة لما كنت أنا أكتب الآن ولما كنت أنت تقرأ هذه الكلمات.
الجهل منشأ كل الرذائل
لقد قال أفلاطون ” إن الجهل هو منشأ كل الرذائل ” ومع انعدام القراءة يكثر الجهل وبالتالي مع انعدام القراءة كثرة في الرذيلة بالضرورة، والرذيلة ليست بالضرورة أن تكون كذبا أو سرقة فقط، ولكن الكذب رذيلة والسرقة رذيلة والظلم بشكل عام رذيلة سواء كان ظلمًا للنفس أو ظلمًا للمجتمع ككل، كل هذه رذائل وكلها تنشأ بسبب الجهل، إما بسبب جهلك بحقيقة نفسك أو جهلك بحقيقة الآخر أو جهلك بالطبيعة وقوانينها أوالعلم وأحكامه أوالفلسفة ومباحثها،
لا تترك الشاشة متسخة – حول المنظور الخاطئ للحياة وأهمية توضيح الرؤية
لا تترك الشاشة متسخة – حول المنظور الخاطئ للحياة وأهمية توضيح الرؤية
أجلس أمام جهاز الحاسوب المتنقل وأكتب أو أقرأ أو أطالع بحثا جديدا هنا أو منشورًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم أنتبه لكلمة في وسط الكلمات التي أطالعها لأجدها خاطئة فهناك نقطة زائدة على التاء جعلتها ثاءً أو نقطة تحت الحاء جعلتها جيمًا؛ فأنتبه وأدقق مرة أخرى لأجد أن عيني قد خدعتني فتراكم الأتربة والغبار على الشاشة عندما أهملت تنظيفها بصورة دورية هو ما أدى لتكون هذه النقطة الزائفة الكاذبة. تلك النقطة شاءت الأقدار أن تلتقي مع حرف في كلمة فشوهت الكلمة ومن ثم قرأتها قراءة خاطئة لأجد نفسي لم أفهم الجملة ليضيع معنى الفقرة التي أقرؤها.
كذلك هي الحياة بالرؤية الخاطئة. فالمنظور الخاطئ للحياة يعطي أهمية لمواضيع أكثر من اللازم أو يسلب الأهمية مما هو مهم فعلا. ليست القضية فقط في تشخيص ما يجب أو لا يجب أن نفعله؛ فهذا في أغلب الأحيان واضح سهل بالبحث اليسير. لكن بعد أن تكون تلك القائمة بما ينبغي فعله وما ينبغي تركه تظهر خطوة ترتيب الأولويات والمهمات وفق الهدف والغاية التي نتجه نحوها. وهنا تظهر الصعوبة.
العقل والقلب
فالترجيح عند الإنسان له ثلاثة آراء: رأي العقل، ورأي العاطفة والذي يتمثل في رأي الشهوة، ورأي الغضب. فلو تمكنت الشهوة أو الغضب في غير محلهما من الإنسان وقررتا الاتحاد معًا ضد العقل ستظهر القيمة المضافة الزائفة لأهمية موضوع معين أو التسفيه لأهمية موضوع معين وإنزاله من مقامه ليعتليه ما هو أقل منه أهمية تماما مثل الشاشة المتسخة والتي على الرغم من أن الصورة التي تعرضها حقيقية وصحيحة إلا أن التراب المتراكم والغشاوة عليها قد أدَّتا لخلل في الرؤية الصحيحة.
قال الحكماء كثيرًا أن البصر في العين ولكن البصيرة في القلب، ولقد ظلمنا القلب عندما شبهناه أو أوَّلناه بأنه العضلة التي في صدورنا التي تنبض بالدم. فهذا قلب الجسد خُلق ليغذي الجسد ويمده بالدم والأكسجين ويكسح عنه السموم ونواتج الاحتراق ليحافظ على بقاء الجسد. وهذه العضلة نجد لها مثيلها في الضفدع والسحلية وكذلك الحصان والفهد. لكن القلب الذي نعنيه هنا هو قلب الروح. والقلب هنا بمعنى المركز أو نقطة الارتكاز التي تتحكم في أمور الإنسان وتنظمه كما أن القلب هو المنظم لضخ الدم. فالقلب هنا كمركز للروح، والنفس البشرية هي العقل المدرك للإنسان. هذا العقل الذي ينتزع المفاهيم ويرتب الأولويات ويقدر الأهم والمهم وعلى أساس قراره يتحرك الجسد نحو تنفيذ المهمات وحمل عبء المسئوليات.
الخميس، 17 يناير 2019
الأربعاء، 16 يناير 2019
الثلاثاء، 15 يناير 2019
لأن الإنسان حر فهو مسؤول – رؤية عن طريق السعادة للإنسان المسؤول
لأن الإنسان حر فهو مسؤول – رؤية عن طريق السعادة للإنسان المسؤول
طريق الإنسان الحر نحو السعادة
لماذا يغرد العصفور ويجود بعض الزرع بطيب الثمر؟! لماذا يفترس الأسد ضحاياه وتشق بعض النباتات الأرض لتنتج السموم؟!
لماذا يقدم الإنسان على مساعدة محتاج، ونفس الإنسان يعتدي على غيره ببذئ اللفظ أو بطش الفعل؟!
الدارس لعلوم الطبيعة أو المتأمل فيها يعلم أنها نظام متوازن؛ فالعصفور لا يغرد ليطرب السامعين ولا الزرع يثمر لأنه متخلق بالكرم ولا الأسد مفترس لأن الشر من طبعه، ولا السموم دليل على خبث النباتات، ولا يمكن أن يبدل منتج السموم دوره فينتج العسل، إنما كل أفعال الطبيعة -سواء كان ظاهرها خيرا أم شرا- تصب لصالح اتزان برئ من الشرور، اتزان لا مجال فيه لحرية مكوناتها فى اختيار دورها ولا كمِ إتقانها فى تأديته.
الاثنين، 14 يناير 2019
الأحد، 13 يناير 2019
السبت، 12 يناير 2019
الجمعة، 11 يناير 2019
الخميس، 10 يناير 2019
الأربعاء، 9 يناير 2019
أريد أن أنتحر .. هل تعتقد بأن الانتحار هو الخلاص من الألم؟
أريد أن أنتحر .. هل تعتقد بأن الانتحار هو الخلاص من الألم؟
الانتحار المأساوي!
المكان: الإسكندرية
الزمان: أواخر عام 2017
أحمد شاب في أواخر الثلاثينيات كان عنده طموح كبير تزوج من الفتاة التي أحبها، وأنجب منها فتاة جميلة، وكان طموح أحمد أن ينشأ مصنعًا لتصنيع الملابس، ولكي يحقق هذا الحلم قرر أن يقترض من البنك لكي يستطيع أن يستأجر مكانًا ويشتري ماكينات لكي يعمل على التصنيع، وفعلا تم الاقتراض وتم استئجار مكان لكي يكون مقرًّا للمصنع وتم شراء الماكينات وبدأ التصنيع والإنتاج، ولكن للأسف كانت الظروف الاقتصادية للبلاد في مرحلة تدهور نتيجة تحرير سعر الصرف ومشاكل أخرى، ومن ثم زادت تكلفة الخامات، وتلقائيا زادت أسعار المنتجات وهذا ما أصاب حركة البيع بالشلل ولم يستطع أحمد سداد أقساط الدين نتيجة تلك الظروف، فرفع البنك قضية وحجز على الماكينات وأصبح أحمد مهددًا بالسجن ونتيجة لكل تلك الضغوط لم يتحمل أحمد فقرر الانتحار لعله بذلك ينهي هذا الكابوس! ولم يكن يدري المسكين أنه يسطر بداية الكابوس لعائلته، فعندما أقدم على الانتحار وشنق نفسه داخل حجرته دخلت ابنته لكي توقظه كعادتها فرأت أباها معلقًا وقد فاضت روحه فما كان إلا أن أصابت المسكينة سكتة قلبية فماتت على أثرها.
الثلاثاء، 8 يناير 2019
الاثنين، 7 يناير 2019
لم أجد السعادة إلا في عيون البسطاء .. ما علاقة البساطة بالسعادة؟ وكيف نسعد؟
لم أجد السعادة إلا في عيون البسطاء .. ما علاقة البساطة بالسعادة؟ وكيف نسعد؟
المرأة صاحبة البساطة
نادتني وأنا أمشي في السوق “البيض البلدي عندي زي العسل”، وضمت أناملها الرقيقة إلى شفتيها لتقبلها قبلة مليئة بالثقة لتثبت لي أن بضاعتها هي الأفضل! تبسمت وأشرت إليها بأني لا أريد البيض ولكني سألتها عن الجبن القريش، فتأسفتْ لأنه ليس لديها. لا تحزنها حياتها الرتيبة التي تعيشها ولا الملابس البسيطة التي ترتديها ولا الوظيفة المتعبة التي تعملها. لم يبقَ لديها إلا الأمل في “البيعة” الحلوة التي تؤمن لها لقمة العيش، ولذلك فهي تبتسم، لأنها تأمل أن ترقق تلك الابتسامة لها قلب زبون أو زبونة ليشتروا من بضاعتها المزجاة التي ربما تفسد إن لم تستطع بيعها كلها اليوم.
سمعت أذان العصر فأسرعت بلم بضاعتها في “الطشت” الألومونيوم وغطتها بقماشة “القفة” ثم وقفت وحملت حمولتها بعد أن وزنتها بدقة فوق رأسها لتتجه مسرعة نحو القطار الذي سيعيدها للنصف الآخر من يومها وحياتها. ينتظرها في المنزل زوج مرهق عاد من يوم عمل شاق كبناء في مشروع إسكاني جديد في أحد المجمعات السكنية الراقية، كم يتألم هذا الرجل وهو يعرف أنه يؤسس ويبني لمنازل وقصور وشقق وفيلات راقية لن يسمح له ولا لأولاده أن يدخلوها إلا كالعبيد والخدم، بينما المنعمون وأصحاب الأظافر المقلمة المطلية هم من يستمتعون بلذات هذه الحياة ورفاهيتها. ولكنه يعود في آخر اليوم ليجد زوجته “وتد البيت” قد عادت هي الأخرى لمنزلهم البسيط الذي يحتويهما مع أطفالهما الثلاثة.
حلم الأسرة ومسيرة الأجيال
تحاول هذه الأسرة أن تصنع من أطفالها الحلم الذي يتمناه كل إنسان في حياته؛ فالأب والأم يعتقدان بأن نجاح أطفالهما هو تعويض كبير لهما عن المعاناة والشقاء والتعاسة التي واجهاها في حياتهما، توصي الأم الأبناء بالمذاكرة والاجتهاد في المدرسة، فهي تحلم بالابن الكبير الحامل للشهادة العليا صاحب الوظيفة المحترمة والزوجة السعيدة والأسرة المستقرة التي ربما لم تنجح هي في أن تنالها في حياتها. وهكذا ينتقل أمل الانتصار كالحمل الثقيل من على أكتاف الآباء المستضعفين للأبناء التائهين. ولدوا في هذه المتاهة لا يعرفون ما الغاية وما الهدف وراء هذا الصراع الدموي المرير! كل ما وجدوه هو الصراع فقط دون أي مبرر أو عقلانية.
الأحد، 6 يناير 2019
الجمعة، 4 يناير 2019
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
القراءة غذاء الروح – لا يمكن تخيل حياة تليق بالإنسان دون قراءة واعية
القراءة غذاء الروح – لا يمكن تخيل حياة تليق بالإنسان دون قراءة واعية
يقولون .. إن القراءة غذاء الروح وأقول إنها الروح نفسها، تخيل نفسك يا صديقي يا من تقرأ كلماتي الآن لا تستطيع القراءة ولا تستطيع سبر أغوار دروب المعرفة المختلفة ولا تقوى على الاسترشاد بتجارب الآخرين، ولا أن تنتفع بحكمة الراحلين، إن القراءة هي روح الإنسان وشخصيته وكيانه – قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت – هكذا تحدث أحد الحكماء وكان مصيبا إلى حد بعيد في رأيي، فبدون قراءة يذبل عقل الإنسان ويخفت بريقه، ثم ما الإنسان يا صديقي؟.
الانسان و الفلسفة
إن الإنسان من وجهة نظر الفلسفة العقلية هو حيوان ناطق بالدرجة الأولى، فهو حيوان لأنه كائن حي متحرك ويتكامل بالاحتياجات المادية مثل المأكل والمشرب والمسكن، ولكنه ناطق أي أنه عاقل فهو القادر على البحث عن علل الأشياء والبحث فيها والتساؤل والتجريب والمحاكاة والاستنباط والاستدلال، هذا هو الإنسان.. كائن عاقل يتميز عن سائر المخلوقات بالعقل أولا ولما كان العقل أصيلا في الإنسان وبدونه لا يكون الإنسان إنسانا أصلا كانت الاحتياجات العقلية هي الأصيلة في الإنسان وهي ما تجعله إنسانا أصلا،
فهو يطلب الماديات كما أسلفنا ولكنه يتقدم على سائر المخلوقات بقدرته على طلب الكمالات العقلية والمعرفية في شتى العلوم المختلفة، فلو كان الإنسان لا يقرأ كما ينبغي ولا يعرف كما ينبغي له أن يعرف، فكيف لنا أن نصبح بشرا بالمعنى الصحيح للكلمة ونحن نهمل أكثر ما في الإنسان تميزا وبريقا، إنه العقل يا صديقي والذي بدونه وبدون قدرته على المعرفة لما كنت أنا أكتب الآن ولما كنت أنت تقرأ هذه الكلمات.
الجهل منشأ كل الرذائل
لقد قال أفلاطون ” إن الجهل هو منشأ كل الرذائل ” ومع انعدام القراءة يكثر الجهل وبالتالي مع انعدام القراءة كثرة في الرذيلة بالضرورة، والرذيلة ليست بالضرورة أن تكون كذبا أو سرقة فقط، ولكن الكذب رذيلة والسرقة رذيلة والظلم بشكل عام رذيلة سواء كان ظلمًا للنفس أو ظلمًا للمجتمع ككل، كل هذه رذائل وكلها تنشأ بسبب الجهل، إما بسبب جهلك بحقيقة نفسك أو جهلك بحقيقة الآخر أو جهلك بالطبيعة وقوانينها أوالعلم وأحكامه أوالفلسفة ومباحثها،
لا تترك الشاشة متسخة – حول المنظور الخاطئ للحياة وأهمية توضيح الرؤية
لا تترك الشاشة متسخة – حول المنظور الخاطئ للحياة وأهمية توضيح الرؤية
أجلس أمام جهاز الحاسوب المتنقل وأكتب أو أقرأ أو أطالع بحثا جديدا هنا أو منشورًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم أنتبه لكلمة في وسط الكلمات التي أطالعها لأجدها خاطئة فهناك نقطة زائدة على التاء جعلتها ثاءً أو نقطة تحت الحاء جعلتها جيمًا؛ فأنتبه وأدقق مرة أخرى لأجد أن عيني قد خدعتني فتراكم الأتربة والغبار على الشاشة عندما أهملت تنظيفها بصورة دورية هو ما أدى لتكون هذه النقطة الزائفة الكاذبة. تلك النقطة شاءت الأقدار أن تلتقي مع حرف في كلمة فشوهت الكلمة ومن ثم قرأتها قراءة خاطئة لأجد نفسي لم أفهم الجملة ليضيع معنى الفقرة التي أقرؤها.
كذلك هي الحياة بالرؤية الخاطئة. فالمنظور الخاطئ للحياة يعطي أهمية لمواضيع أكثر من اللازم أو يسلب الأهمية مما هو مهم فعلا. ليست القضية فقط في تشخيص ما يجب أو لا يجب أن نفعله؛ فهذا في أغلب الأحيان واضح سهل بالبحث اليسير. لكن بعد أن تكون تلك القائمة بما ينبغي فعله وما ينبغي تركه تظهر خطوة ترتيب الأولويات والمهمات وفق الهدف والغاية التي نتجه نحوها. وهنا تظهر الصعوبة.
العقل والقلب
فالترجيح عند الإنسان له ثلاثة آراء: رأي العقل، ورأي العاطفة والذي يتمثل في رأي الشهوة، ورأي الغضب. فلو تمكنت الشهوة أو الغضب في غير محلهما من الإنسان وقررتا الاتحاد معًا ضد العقل ستظهر القيمة المضافة الزائفة لأهمية موضوع معين أو التسفيه لأهمية موضوع معين وإنزاله من مقامه ليعتليه ما هو أقل منه أهمية تماما مثل الشاشة المتسخة والتي على الرغم من أن الصورة التي تعرضها حقيقية وصحيحة إلا أن التراب المتراكم والغشاوة عليها قد أدَّتا لخلل في الرؤية الصحيحة.
قال الحكماء كثيرًا أن البصر في العين ولكن البصيرة في القلب، ولقد ظلمنا القلب عندما شبهناه أو أوَّلناه بأنه العضلة التي في صدورنا التي تنبض بالدم. فهذا قلب الجسد خُلق ليغذي الجسد ويمده بالدم والأكسجين ويكسح عنه السموم ونواتج الاحتراق ليحافظ على بقاء الجسد. وهذه العضلة نجد لها مثيلها في الضفدع والسحلية وكذلك الحصان والفهد. لكن القلب الذي نعنيه هنا هو قلب الروح. والقلب هنا بمعنى المركز أو نقطة الارتكاز التي تتحكم في أمور الإنسان وتنظمه كما أن القلب هو المنظم لضخ الدم. فالقلب هنا كمركز للروح، والنفس البشرية هي العقل المدرك للإنسان. هذا العقل الذي ينتزع المفاهيم ويرتب الأولويات ويقدر الأهم والمهم وعلى أساس قراره يتحرك الجسد نحو تنفيذ المهمات وحمل عبء المسئوليات.
لأن الإنسان حر فهو مسؤول – رؤية عن طريق السعادة للإنسان المسؤول
لأن الإنسان حر فهو مسؤول – رؤية عن طريق السعادة للإنسان المسؤول
طريق الإنسان الحر نحو السعادة
لماذا يغرد العصفور ويجود بعض الزرع بطيب الثمر؟! لماذا يفترس الأسد ضحاياه وتشق بعض النباتات الأرض لتنتج السموم؟!
لماذا يقدم الإنسان على مساعدة محتاج، ونفس الإنسان يعتدي على غيره ببذئ اللفظ أو بطش الفعل؟!
الدارس لعلوم الطبيعة أو المتأمل فيها يعلم أنها نظام متوازن؛ فالعصفور لا يغرد ليطرب السامعين ولا الزرع يثمر لأنه متخلق بالكرم ولا الأسد مفترس لأن الشر من طبعه، ولا السموم دليل على خبث النباتات، ولا يمكن أن يبدل منتج السموم دوره فينتج العسل، إنما كل أفعال الطبيعة -سواء كان ظاهرها خيرا أم شرا- تصب لصالح اتزان برئ من الشرور، اتزان لا مجال فيه لحرية مكوناتها فى اختيار دورها ولا كمِ إتقانها فى تأديته.
أريد أن أنتحر .. هل تعتقد بأن الانتحار هو الخلاص من الألم؟
أريد أن أنتحر .. هل تعتقد بأن الانتحار هو الخلاص من الألم؟
الانتحار المأساوي!
المكان: الإسكندرية
الزمان: أواخر عام 2017
أحمد شاب في أواخر الثلاثينيات كان عنده طموح كبير تزوج من الفتاة التي أحبها، وأنجب منها فتاة جميلة، وكان طموح أحمد أن ينشأ مصنعًا لتصنيع الملابس، ولكي يحقق هذا الحلم قرر أن يقترض من البنك لكي يستطيع أن يستأجر مكانًا ويشتري ماكينات لكي يعمل على التصنيع، وفعلا تم الاقتراض وتم استئجار مكان لكي يكون مقرًّا للمصنع وتم شراء الماكينات وبدأ التصنيع والإنتاج، ولكن للأسف كانت الظروف الاقتصادية للبلاد في مرحلة تدهور نتيجة تحرير سعر الصرف ومشاكل أخرى، ومن ثم زادت تكلفة الخامات، وتلقائيا زادت أسعار المنتجات وهذا ما أصاب حركة البيع بالشلل ولم يستطع أحمد سداد أقساط الدين نتيجة تلك الظروف، فرفع البنك قضية وحجز على الماكينات وأصبح أحمد مهددًا بالسجن ونتيجة لكل تلك الضغوط لم يتحمل أحمد فقرر الانتحار لعله بذلك ينهي هذا الكابوس! ولم يكن يدري المسكين أنه يسطر بداية الكابوس لعائلته، فعندما أقدم على الانتحار وشنق نفسه داخل حجرته دخلت ابنته لكي توقظه كعادتها فرأت أباها معلقًا وقد فاضت روحه فما كان إلا أن أصابت المسكينة سكتة قلبية فماتت على أثرها.
لم أجد السعادة إلا في عيون البسطاء .. ما علاقة البساطة بالسعادة؟ وكيف نسعد؟
لم أجد السعادة إلا في عيون البسطاء .. ما علاقة البساطة بالسعادة؟ وكيف نسعد؟
المرأة صاحبة البساطة
نادتني وأنا أمشي في السوق “البيض البلدي عندي زي العسل”، وضمت أناملها الرقيقة إلى شفتيها لتقبلها قبلة مليئة بالثقة لتثبت لي أن بضاعتها هي الأفضل! تبسمت وأشرت إليها بأني لا أريد البيض ولكني سألتها عن الجبن القريش، فتأسفتْ لأنه ليس لديها. لا تحزنها حياتها الرتيبة التي تعيشها ولا الملابس البسيطة التي ترتديها ولا الوظيفة المتعبة التي تعملها. لم يبقَ لديها إلا الأمل في “البيعة” الحلوة التي تؤمن لها لقمة العيش، ولذلك فهي تبتسم، لأنها تأمل أن ترقق تلك الابتسامة لها قلب زبون أو زبونة ليشتروا من بضاعتها المزجاة التي ربما تفسد إن لم تستطع بيعها كلها اليوم.
سمعت أذان العصر فأسرعت بلم بضاعتها في “الطشت” الألومونيوم وغطتها بقماشة “القفة” ثم وقفت وحملت حمولتها بعد أن وزنتها بدقة فوق رأسها لتتجه مسرعة نحو القطار الذي سيعيدها للنصف الآخر من يومها وحياتها. ينتظرها في المنزل زوج مرهق عاد من يوم عمل شاق كبناء في مشروع إسكاني جديد في أحد المجمعات السكنية الراقية، كم يتألم هذا الرجل وهو يعرف أنه يؤسس ويبني لمنازل وقصور وشقق وفيلات راقية لن يسمح له ولا لأولاده أن يدخلوها إلا كالعبيد والخدم، بينما المنعمون وأصحاب الأظافر المقلمة المطلية هم من يستمتعون بلذات هذه الحياة ورفاهيتها. ولكنه يعود في آخر اليوم ليجد زوجته “وتد البيت” قد عادت هي الأخرى لمنزلهم البسيط الذي يحتويهما مع أطفالهما الثلاثة.
حلم الأسرة ومسيرة الأجيال
تحاول هذه الأسرة أن تصنع من أطفالها الحلم الذي يتمناه كل إنسان في حياته؛ فالأب والأم يعتقدان بأن نجاح أطفالهما هو تعويض كبير لهما عن المعاناة والشقاء والتعاسة التي واجهاها في حياتهما، توصي الأم الأبناء بالمذاكرة والاجتهاد في المدرسة، فهي تحلم بالابن الكبير الحامل للشهادة العليا صاحب الوظيفة المحترمة والزوجة السعيدة والأسرة المستقرة التي ربما لم تنجح هي في أن تنالها في حياتها. وهكذا ينتقل أمل الانتصار كالحمل الثقيل من على أكتاف الآباء المستضعفين للأبناء التائهين. ولدوا في هذه المتاهة لا يعرفون ما الغاية وما الهدف وراء هذا الصراع الدموي المرير! كل ما وجدوه هو الصراع فقط دون أي مبرر أو عقلانية.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)