Newsletter

الثلاثاء، 25 يونيو 2019

القلب والعقل – كيف نحل الصراع بينهما ولمن تكون الحاكمية على الأخر ؟

القلب والعقل – كيف نحل الصراع بينهما ولمن تكون الحاكمية على الأخر ؟

إن القدرة على الاختيار واتخاذ القرار من الأمور التى يدركها الإنسان ويقر بها؛ فكل فرد يدرك فى ذاته وبأدنى تأمل فى داخله أنه قادر على التكلم بكلام ما، أو أنه يفضل عدم التكلم به، يدرك أنه قادر على اختيار إما تحريك يده أو عدم تحريكها، يدرك أنه مَن يختار الخضوع لبعض الضغوطات أو الاستمرار فى مواجهتها.

الإنسان يختار القيام بعمل ما إما لإشباع دوافع غريزية كالجوع الذى يدفعه لتناول الطعام أو العطش الذى يدفعه لشرب الماء، أو لإشباع دوافع واحتياجات عقلية، كالمريض الذى يختار الابتعاد عن تناول الأغذية الشهية ويتناول الدواء المر للحفاظ على سلامته وصحته، والابن الذى قد يترك الكثير مما يحب إرضاءًا لوالديه، وطالب العلم الذى قد يضحى بالكثير من الراحة والملذات المادية فى سبيل الوصول للمعرفة والحقيقة، والجندى الذى يبذل كل ما يملك حتى روحه فى سبيل الوصول لتطلعات سامية.

العقل و القلب

إنّ جهاد النفس والحصول على الملكات الأخلاقيّة الرفيعة واتّباع العقل وترك اتّباع الهوى لا يحصل تلقائيّاً، كما لا يحصل بمجرّد مرور الزمن والتقدّم بالعمر ولكن يحصل بأن يدرك الإنسان قوة العقل ومدى أهمية صقله بالمعرفة واتباعه كذلك، ويدرك خطورة اتباع الهوى فيقف ضد رغباته ويُمرِّن نفسه على الخضوع لأوامر العقل.

إن فاعلية الفرد العملية وتجلياته الروحية تكون بسبب قوتين تحكمان الفرد بكل سكناته وحركاته؛ قوة العقل وقوة القلب، فكلّ عمل يقوم به الإنسان، وكلّ كلمة تنطق بها شفتاه، وكل كلمة احتبستها نفسه، كل ذلك يرتبط بمجموعة من المشاعر والعواطف والانفعالات النفسيّة من جهة، وبتدبّر وتفكير العقل من جهة أخرى.

وهاتين القوتين قد تتوافقان بحيث ينسجم حكم العقل مع مراد القلب وقد لا تتوافقان بحيث يرى العقل الصلاح فى أمر لا يستهويه القلب، أو يستهوى القلب أمرًا لا يرى فيه العقل الصلاح، وعندها إما أن يتبع الفرد عقله أو يَنجرَّ وراء قلبه؛ فإذا غلّب سلطانَ عقله فسينعم بأمان الانضباط والسلوك السليم، وإذا مال إلى المشاعر والأهواء فسيظل يعانى من المزاجية فى التصرفات والتقلب بين الأهواء وتشوش البصيرة.

الإرادة الحرة وحرية الإختيار

إن الميزة الخاصة للإنسان هى قدرته على الاختيار، هى الخاصية التى من أجلها كانت كل الأنظمة التربوية والأخلاقية والقانونية والحقوقية والتشريعية.

وتظهر قيمة الإنسان الحقيقة عندما تتعارض وتتدافع الرغبات المختلفة، والإنسان من أجل الوصول إلى الفضائل الأخلاقية والكمالات الروحية يُعرض عن الرغبات الحيوانية لأجل رغبات أسمى، أو قد يُعرض عن رغبة ليست شهوية أو حيوانية وقد تكون رفيعة ولكنه يُعرض؛ لأن فى الإعراض رفعة أكبر وخطوة أعلى نحو كماله، كمن يختار ألّا يطيع والديه فى أمر ما لأن فيه مخالفة للحق ولأمر الخالق، وكل عمل يُمارسه الإنسان وِفق اختيار ووعي أكثر ومعرفة أشمل، هو أكثر تأثيرًا في تكامله الروحي والمعنوي، أو هبوطه وانحطاطه.

والقدرة على مواجهة الرغبات والميول النفسية والنزاعات الداخلية والضغوطات الخارجية، ليست بدرجة واحدة في جميع الأفراد ولا مع جميع الظروف، ولكن كل إنسان يملك هذه الموهبة الإلهية، موهبة الاختيار والإرادة الحرة، ويمكن له تمرينها وتنميتها أكثر فأكثر.

وبطبيعة الحال؛ هناك بعض العوامل القوية التي قد تَصعُب مقاومتها، حيث يكون اختيار عمل يخالف متطلباتها صعبًا جدًا، ولكن في مثل هذه المقاومة يكون الاختيار الصعب أكثر تأثيرًا في تكامل الإنسان، كما أن مثل هذه الاختبارات هى ما يُمحِّص النفس الإنسانية، ويروضها على القيام بمسؤوليّاتها تجاه الخالق المُنعم، والالتزام بما كُلِّفت به وهذا هو الهدف الذى يسعى الفرد دومًا إلى تحقيقه.


الخميس، 20 يونيو 2019

لقد حقق الإنسان بفضل مهاراته العقلية والعملية الكثير من الإنجازات على مر العصور وفي مختلف أقطار الأرض. ولقد اعتبر الإنسان هذه الإنجازات بلا شك انتصارا يستحق الاحتفال والتفاخر. فتفاخرت كل حضارة على أختها بإنجازاتها وتألقها وقدرتها على تسخير الممكلة الدنيوية بصورة تختلف عن الشعوب الأخرى. و لكن اختفت أسئلة هامة عن ذهن الإنسانية والأمم والشعوب. أحد أهم هذه الأسئلة هو الغاية من البقاء؟ أو ماذا بعد؟ هل الهدف من البقاء هو مجرد البقاء؟ هل هو هدف لذاته أم لغيره؟ لاستكمال المقال ومشاركتنا الآراء برجاء زيارة الرابط في أول تعليق.

لقد حقق الإنسان بفضل مهاراته العقلية والعملية الكثير من الإنجازات على مر العصور وفي مختلف أقطار الأرض. ولقد اعتبر الإنسان هذه الإنجازات بلا شك انتصارا يستحق الاحتفال والتفاخر.

فتفاخرت كل حضارة على أختها بإنجازاتها وتألقها وقدرتها على تسخير الممكلة الدنيوية بصورة تختلف عن الشعوب الأخرى.

و لكن اختفت أسئلة هامة عن ذهن الإنسانية والأمم والشعوب.

أحد أهم هذه الأسئلة هو الغاية من البقاء؟ أو ماذا بعد؟ هل الهدف من البقاء هو مجرد البقاء؟ هل هو هدف لذاته أم لغيره؟

القلب والعقل – كيف نحل الصراع بينهما ولمن تكون الحاكمية على الأخر ؟

القلب والعقل – كيف نحل الصراع بينهما ولمن تكون الحاكمية على الأخر ؟

إن القدرة على الاختيار واتخاذ القرار من الأمور التى يدركها الإنسان ويقر بها؛ فكل فرد يدرك فى ذاته وبأدنى تأمل فى داخله أنه قادر على التكلم بكلام ما، أو أنه يفضل عدم التكلم به، يدرك أنه قادر على اختيار إما تحريك يده أو عدم تحريكها، يدرك أنه مَن يختار الخضوع لبعض الضغوطات أو الاستمرار فى مواجهتها.

الإنسان يختار القيام بعمل ما إما لإشباع دوافع غريزية كالجوع الذى يدفعه لتناول الطعام أو العطش الذى يدفعه لشرب الماء، أو لإشباع دوافع واحتياجات عقلية، كالمريض الذى يختار الابتعاد عن تناول الأغذية الشهية ويتناول الدواء المر للحفاظ على سلامته وصحته، والابن الذى قد يترك الكثير مما يحب إرضاءًا لوالديه، وطالب العلم الذى قد يضحى بالكثير من الراحة والملذات المادية فى سبيل الوصول للمعرفة والحقيقة، والجندى الذى يبذل كل ما يملك حتى روحه فى سبيل الوصول لتطلعات سامية.

العقل و القلب

إنّ جهاد النفس والحصول على الملكات الأخلاقيّة الرفيعة واتّباع العقل وترك اتّباع الهوى لا يحصل تلقائيّاً، كما لا يحصل بمجرّد مرور الزمن والتقدّم بالعمر ولكن يحصل بأن يدرك الإنسان قوة العقل ومدى أهمية صقله بالمعرفة واتباعه كذلك، ويدرك خطورة اتباع الهوى فيقف ضد رغباته ويُمرِّن نفسه على الخضوع لأوامر العقل.

إن فاعلية الفرد العملية وتجلياته الروحية تكون بسبب قوتين تحكمان الفرد بكل سكناته وحركاته؛ قوة العقل وقوة القلب، فكلّ عمل يقوم به الإنسان، وكلّ كلمة تنطق بها شفتاه، وكل كلمة احتبستها نفسه، كل ذلك يرتبط بمجموعة من المشاعر والعواطف والانفعالات النفسيّة من جهة، وبتدبّر وتفكير العقل من جهة أخرى.

وهاتين القوتين قد تتوافقان بحيث ينسجم حكم العقل مع مراد القلب وقد لا تتوافقان بحيث يرى العقل الصلاح فى أمر لا يستهويه القلب، أو يستهوى القلب أمرًا لا يرى فيه العقل الصلاح، وعندها إما أن يتبع الفرد عقله أو يَنجرَّ وراء قلبه؛ فإذا غلّب سلطانَ عقله فسينعم بأمان الانضباط والسلوك السليم، وإذا مال إلى المشاعر والأهواء فسيظل يعانى من المزاجية فى التصرفات والتقلب بين الأهواء وتشوش البصيرة.

الإرادة الحرة وحرية الإختيار

إن الميزة الخاصة للإنسان هى قدرته على الاختيار، هى الخاصية التى من أجلها كانت كل الأنظمة التربوية والأخلاقية والقانونية والحقوقية والتشريعية.

وتظهر قيمة الإنسان الحقيقة عندما تتعارض وتتدافع الرغبات المختلفة، والإنسان من أجل الوصول إلى الفضائل الأخلاقية والكمالات الروحية يُعرض عن الرغبات الحيوانية لأجل رغبات أسمى، أو قد يُعرض عن رغبة ليست شهوية أو حيوانية وقد تكون رفيعة ولكنه يُعرض؛ لأن فى الإعراض رفعة أكبر وخطوة أعلى نحو كماله، كمن يختار ألّا يطيع والديه فى أمر ما لأن فيه مخالفة للحق ولأمر الخالق، وكل عمل يُمارسه الإنسان وِفق اختيار ووعي أكثر ومعرفة أشمل، هو أكثر تأثيرًا في تكامله الروحي والمعنوي، أو هبوطه وانحطاطه.

والقدرة على مواجهة الرغبات والميول النفسية والنزاعات الداخلية والضغوطات الخارجية، ليست بدرجة واحدة في جميع الأفراد ولا مع جميع الظروف، ولكن كل إنسان يملك هذه الموهبة الإلهية، موهبة الاختيار والإرادة الحرة، ويمكن له تمرينها وتنميتها أكثر فأكثر.

وبطبيعة الحال؛ هناك بعض العوامل القوية التي قد تَصعُب مقاومتها، حيث يكون اختيار عمل يخالف متطلباتها صعبًا جدًا، ولكن في مثل هذه المقاومة يكون الاختيار الصعب أكثر تأثيرًا في تكامل الإنسان، كما أن مثل هذه الاختبارات هى ما يُمحِّص النفس الإنسانية، ويروضها على القيام بمسؤوليّاتها تجاه الخالق المُنعم، والالتزام بما كُلِّفت به وهذا هو الهدف الذى يسعى الفرد دومًا إلى تحقيقه.


لقد حقق الإنسان بفضل مهاراته العقلية والعملية الكثير من الإنجازات على مر العصور وفي مختلف أقطار الأرض. ولقد اعتبر الإنسان هذه الإنجازات بلا شك انتصارا يستحق الاحتفال والتفاخر. فتفاخرت كل حضارة على أختها بإنجازاتها وتألقها وقدرتها على تسخير الممكلة الدنيوية بصورة تختلف عن الشعوب الأخرى. و لكن اختفت أسئلة هامة عن ذهن الإنسانية والأمم والشعوب. أحد أهم هذه الأسئلة هو الغاية من البقاء؟ أو ماذا بعد؟ هل الهدف من البقاء هو مجرد البقاء؟ هل هو هدف لذاته أم لغيره؟ لاستكمال المقال ومشاركتنا الآراء برجاء زيارة الرابط في أول تعليق.

لقد حقق الإنسان بفضل مهاراته العقلية والعملية الكثير من الإنجازات على مر العصور وفي مختلف أقطار الأرض. ولقد اعتبر الإنسان هذه الإنجازات بلا شك انتصارا يستحق الاحتفال والتفاخر.

فتفاخرت كل حضارة على أختها بإنجازاتها وتألقها وقدرتها على تسخير الممكلة الدنيوية بصورة تختلف عن الشعوب الأخرى.

و لكن اختفت أسئلة هامة عن ذهن الإنسانية والأمم والشعوب.

أحد أهم هذه الأسئلة هو الغاية من البقاء؟ أو ماذا بعد؟ هل الهدف من البقاء هو مجرد البقاء؟ هل هو هدف لذاته أم لغيره؟

ساعة تعلم وقراءة مع الأبناء تساوي لهم الكثير.

ساعة تعلم وقراءة مع الأبناء تساوي لهم الكثير.

العلم الحقيقي يورث في النفس التواضع والرحمة، لا التكبر والتأفف من الآخرين.

العلم الحقيقي يورث في النفس التواضع والرحمة، لا التكبر والتأفف من الآخرين.

زمن الحروب التقليدية قد ولى، ولا ينطبق على ما بين الدول الكبرى, فالصراع اليوم هو صراع إقتصادي على من يمتلك قوة إقتصادية أقوى من الآخر.

زمن الحروب التقليدية قد ولى،
ولا ينطبق على ما بين الدول الكبرى,
فالصراع اليوم هو صراع إقتصادي على من يمتلك قوة إقتصادية أقوى من الآخر.

لا جدوى من العيش فى وهم العاطفة على حساب دلائل العقل السليم فحتماً سيكون الاصطدام بالواقع آليماً.

لا جدوى من العيش فى وهم العاطفة على حساب دلائل العقل السليم
فحتماً سيكون الاصطدام بالواقع آليماً.