Newsletter

الأحد، 30 أكتوبر 2016

إعادة النظر للعالم من حولك

إعادة النظر للعالم من حولك


كثيرا ما يشغل تفكيرنا هذه الأيام كيف أننا نعانى من أزمات نفسية كانعدام الثقة فى الآخر، و انتشار الخوف، و القلق من أي شئ لا نفهمه، مما يدفعنا إلى التفكير و البدء فى طرح نظرية مؤامرة بحيث ننظر إلى أى شئ حولنا على أنه شبح يتربص لنا فى كل ركن من أركان حياتنا، بدايةً من جيراننا فى الحى الذى نعيش فيه إلى الدول التى لا نستسيغ سياستها تجاهنا. كل هذا له أسباب فكرية تراكمية ترجع لأكثر من مائة سنة، من أهمها:
  • التيه الإدراكى، بحيث يصبح الفرد مشوشا لا يعرف أين هو من خريطة العالم. هل هو فى القاع؟ هل هناك أمل؟ ما المسافة التى عليه أن يقطعها حتى تتحسن أحواله؟
  • عقل السحلية المتخوف، و هو الجزء المتخوف من الدماغ و الذى يدفعك دوما إلى الوراء و من أهم أسلحته، التأجيل، و التوتر، و ابتكار الأعذار. و تعتبر نظرية المؤامرة هى أحد أبناء هذا العقل فهى أسهل عُذر يمكن أن يتوصل إليه العقل الوجدانى الخائف.
  • غياب الهدف أو الصورة الكبيرة التى نريد أن نرى مجتمعنا عليها. فى المقابل نحن نعرف ما لا نريد. لا نريد فلان أو النظام الفلانى لكن ماذا نريد بالضبط؟ لا نعلم.
فيما يلى مجموعة من النقاط التى فى رأيي هى بمثابة دفعة لإعادة النظر إلى العالم و الكون بشكل مختلف و بالتالي البداية فى إدراك و فهم أين أنت الآن و كيف تتحرك بشكل سليم:

  • تصنيف معارفنا بين الحق المطلق و الاستقراء الظني و الرأى النسبى:

من أكثر المغالطات التى يقع فيها الإنسان هى عدم فهم الفرق بين “المطلق، و الظنى، و النسبي”؛ فالحقيقة المطلقة تفيد اليقين التام، بينما المعارف الظنية تقبل الأخذ و الرد، أما الرأى النسبي فهو كل ما يخضع للأذواق الشخصية ولا يخضع لمقياس الصواب و الخطأ. فما يمكن أن نصفه بالمطلق أو القطعى فى هذا العالم قليل جدا و يتم التوصل إليه عن طريق المنطق أو الدليل، بينما أغلب معارفنا تعتبر ما بين الظنية و النسبية، و هى تنتج عن خبراتنا فى الحياة. و هنا يجب الحذر لأن التفرقة الخاطئة بين المطلق والظني قد تأتى بعواقب وخيمة. فالإفراط فى الإطلاقية أنتجت النازية و داعش، و الإفراط فى الأخذ بالمعارف الظنية و النسبية أنتج لنا الشيوعية الماركسية. و كل هذه الكيانات كان لها آثار كارثية على البشرية. لذلك ابدأ بدراسة معتقداتك و مطابقتها على الواقع للتعرف ما هو مطلق و ما هو ظنى.
  • التوصل للحقائق عن طريق العقل البرهانى:
    يقع البعض فى التباس حين يرى أن العقل غير قادر على اتخاذ القرارات السليمة دوما لأن ما يقبله عقل شخص قد يرفضه عقل آخر، ثم يستنبط من هذا أن العقل ليس أداة لاستنتاج الحقائق متجاهلا الفرق بين العرف و البرهان المنطقى.
    يقول الإمام أبو حامد الغزالى: “المنطق بالنسبة لأدلة العقول، كالنحو بالإضافة إلى الإعراب، إذ كما لا يميز صواب الإعراب عن خطئه إلا بمحك النحو، كذلك لا يميز بين فاسد الدليل و قويمه، و صحيحه و سقيمه إلا بالمنطق”.
    العرف هو ما تعوّد عقل الانسان على قبوله وفقا لتحليله و مشاهداته للبيئة المحيطة به، و كثير من الناس يفكر بهذه الطريقة دون وعي لأنها أصبحت عادة عندهم.
يمكنك أن تستخدم ما لديك من معلومات و معارف لإنتاج معارف جديدة من خلال أدوات التفكير المنطقي التي بدأ فى الحديث عنها أرسطو منذ 2300 عام ثم أضاف إليها العرب و المسلمون الكثير. حاليا، يستخدم هذه الأدوات كثير من المفكرين و الفلاسفة حول العالم، فلماذا لا تستفيد أنت بها فى حياتك؟
  • تجنب بقدر الإمكان مشاهدة الأخبار السياسية:من أكبر معوقات التغيير و التقدم فى حياتنا اليوم هى الخدعة التى تدخل بيوتنا و عقولنا من خلال التليفزيون، و أقصد هنا نشرات الأخبار أو ما يُطلق عليها : “شبكة أخبار الكوارث”
 و مهمتهم أن يجذبوا انتباهك إلى كل جريمة و كل كارثة على وجه الأرض إلى أن تجد نفسك أولا، لا تعيش بأمان، و ثانياً، لا تقدر على فعل شئ حيال كل ما ترى من مشاكل.
عندها تدرك أن كل ما عليك فعله هو أنك تحول نفسك إلى محلل سياسي على أمل أن تصل إلى حل لهذه المشاكل العالمية، و تظل على هذا المنوال إلى أن تصاب بخيبة أمل كبيرة عندها تفاجىء بأنك لا تفهم فى السياسة لأن لا أحد يفهمها إلا من هو قادر على صناعتها.
مثل هذه الأشياء تقطعك عن أى حالة من حالات التدفق الذهني و التفكير السليم و تأخذك إلى حالات من المشاعر السلبية المختلطة. لذلك من فضلك، إن لم تستطع أن تبتعد عن متابعة الأخبار السياسية فاجعلها فى أدنى حد ممكن.
  • ابتعد عن الاتباع الأعمى:يولد كل طفل متسائلا بالفطرة فتجده يسأل دوما: “كيف؟ و لماذا؟” إلى أن يخبره أحدهم: “لقد وُجدت هكذا!” أو الأسوأ، أن يتم توبيخه بسبب كثرة الأسئلة. هذا الطفل عندما يكبر يصبح أمامه طريقان: إما أنه يقنع بما يعرفه و يعيش لينفذ و يكون تابعا لأى متبوع كان، و إما أن يستمر هذا الشخص فى التساؤل و القراءة و البحث عن الحقيقة. النوع الأول يتم استقطابه و استخدامه وفقا لأجندة معينة دون أن يكون له أى خيار، و النوع الثانى يشكل رؤية للعالم و يتعامل مع الناس وفقا لرؤيته التي كوّنها من قراءاته و بحثه الجاد و المستمر طيلة حياته فهو يعلم أن الحقيقة المطلقة التامة الكاملة ليست فى حوزة أى شخص فى العالم و بالتالى هو يسعى لإدراك أكبر قدر منها فى رحلته القصيرة فى الحياة.
  • تنويع مصادرك المعرفية:هنا أنا أفترض أنك قارئ منتظم، لأن فى عالم اليوم، كونك قارئا لم يعد كافيا إلا بعد أن تسأل نفسك: ماذا تقرأ؟ و لمن تقرأ؟ هل تكتفى بقراءة روايات أو كتب دينية مشهورة؟ ما أتكلم عنه هنا هو قراءة التثقيف و المعرفة، القراءة التى تساعدك على التفكير و فهم ما يصعب عليك فهمه فى هذا العالم المعقد.
على سبيل المثال، اقرأ عن عظماء التغيير و سيرهم فى تاريخ أُمتك و تاريخ الأمم الأخرى. فالتاريخ هو بمثابة خارطة الطريق و بدونه لن تستطيع أن تتوجه للمستقبل بشكل صحيح. اقرأ كتب عن الفكر و الفلسفة و الإبداع، و اجعل لك نصيبا فى قراءاتك عن بعض المباديء فى العلوم المختلفة كعلم الكونيات و الأحياء حينها ستشعر أنك لست فى الكون أو العالم الضيق الذى كنت تعتقد نفسك فيه.
اقرأ ما يعينك على معرفة كيف يمكنك أن تعيش حياة أفضل و كيف يتغير عالم اليوم و كيف يمكنك أن تشارك فى هذا التغييربشكل إيجابى.

إعادة النظر للعالم من حولك

إعادة النظر للعالم من حولك


كثيرا ما يشغل تفكيرنا هذه الأيام كيف أننا نعانى من أزمات نفسية كانعدام الثقة فى الآخر، و انتشار الخوف، و القلق من أي شئ لا نفهمه، مما يدفعنا إلى التفكير و البدء فى طرح نظرية مؤامرة بحيث ننظر إلى أى شئ حولنا على أنه شبح يتربص لنا فى كل ركن من أركان حياتنا، بدايةً من جيراننا فى الحى الذى نعيش فيه إلى الدول التى لا نستسيغ سياستها تجاهنا. كل هذا له أسباب فكرية تراكمية ترجع لأكثر من مائة سنة، من أهمها:
  • التيه الإدراكى، بحيث يصبح الفرد مشوشا لا يعرف أين هو من خريطة العالم. هل هو فى القاع؟ هل هناك أمل؟ ما المسافة التى عليه أن يقطعها حتى تتحسن أحواله؟
  • عقل السحلية المتخوف، و هو الجزء المتخوف من الدماغ و الذى يدفعك دوما إلى الوراء و من أهم أسلحته، التأجيل، و التوتر، و ابتكار الأعذار. و تعتبر نظرية المؤامرة هى أحد أبناء هذا العقل فهى أسهل عُذر يمكن أن يتوصل إليه العقل الوجدانى الخائف.
  • غياب الهدف أو الصورة الكبيرة التى نريد أن نرى مجتمعنا عليها. فى المقابل نحن نعرف ما لا نريد. لا نريد فلان أو النظام الفلانى لكن ماذا نريد بالضبط؟ لا نعلم.
فيما يلى مجموعة من النقاط التى فى رأيي هى بمثابة دفعة لإعادة النظر إلى العالم و الكون بشكل مختلف و بالتالي البداية فى إدراك و فهم أين أنت الآن و كيف تتحرك بشكل سليم:

  • تصنيف معارفنا بين الحق المطلق و الاستقراء الظني و الرأى النسبى:

من أكثر المغالطات التى يقع فيها الإنسان هى عدم فهم الفرق بين “المطلق، و الظنى، و النسبي”؛ فالحقيقة المطلقة تفيد اليقين التام، بينما المعارف الظنية تقبل الأخذ و الرد، أما الرأى النسبي فهو كل ما يخضع للأذواق الشخصية ولا يخضع لمقياس الصواب و الخطأ. فما يمكن أن نصفه بالمطلق أو القطعى فى هذا العالم قليل جدا و يتم التوصل إليه عن طريق المنطق أو الدليل، بينما أغلب معارفنا تعتبر ما بين الظنية و النسبية، و هى تنتج عن خبراتنا فى الحياة. و هنا يجب الحذر لأن التفرقة الخاطئة بين المطلق والظني قد تأتى بعواقب وخيمة. فالإفراط فى الإطلاقية أنتجت النازية و داعش، و الإفراط فى الأخذ بالمعارف الظنية و النسبية أنتج لنا الشيوعية الماركسية. و كل هذه الكيانات كان لها آثار كارثية على البشرية. لذلك ابدأ بدراسة معتقداتك و مطابقتها على الواقع للتعرف ما هو مطلق و ما هو ظنى.
  • التوصل للحقائق عن طريق العقل البرهانى:
    يقع البعض فى التباس حين يرى أن العقل غير قادر على اتخاذ القرارات السليمة دوما لأن ما يقبله عقل شخص قد يرفضه عقل آخر، ثم يستنبط من هذا أن العقل ليس أداة لاستنتاج الحقائق متجاهلا الفرق بين العرف و البرهان المنطقى.
    يقول الإمام أبو حامد الغزالى: “المنطق بالنسبة لأدلة العقول، كالنحو بالإضافة إلى الإعراب، إذ كما لا يميز صواب الإعراب عن خطئه إلا بمحك النحو، كذلك لا يميز بين فاسد الدليل و قويمه، و صحيحه و سقيمه إلا بالمنطق”.
    العرف هو ما تعوّد عقل الانسان على قبوله وفقا لتحليله و مشاهداته للبيئة المحيطة به، و كثير من الناس يفكر بهذه الطريقة دون وعي لأنها أصبحت عادة عندهم.
يمكنك أن تستخدم ما لديك من معلومات و معارف لإنتاج معارف جديدة من خلال أدوات التفكير المنطقي التي بدأ فى الحديث عنها أرسطو منذ 2300 عام ثم أضاف إليها العرب و المسلمون الكثير. حاليا، يستخدم هذه الأدوات كثير من المفكرين و الفلاسفة حول العالم، فلماذا لا تستفيد أنت بها فى حياتك؟
  • تجنب بقدر الإمكان مشاهدة الأخبار السياسية:من أكبر معوقات التغيير و التقدم فى حياتنا اليوم هى الخدعة التى تدخل بيوتنا و عقولنا من خلال التليفزيون، و أقصد هنا نشرات الأخبار أو ما يُطلق عليها : “شبكة أخبار الكوارث”
 و مهمتهم أن يجذبوا انتباهك إلى كل جريمة و كل كارثة على وجه الأرض إلى أن تجد نفسك أولا، لا تعيش بأمان، و ثانياً، لا تقدر على فعل شئ حيال كل ما ترى من مشاكل.
عندها تدرك أن كل ما عليك فعله هو أنك تحول نفسك إلى محلل سياسي على أمل أن تصل إلى حل لهذه المشاكل العالمية، و تظل على هذا المنوال إلى أن تصاب بخيبة أمل كبيرة عندها تفاجىء بأنك لا تفهم فى السياسة لأن لا أحد يفهمها إلا من هو قادر على صناعتها.
مثل هذه الأشياء تقطعك عن أى حالة من حالات التدفق الذهني و التفكير السليم و تأخذك إلى حالات من المشاعر السلبية المختلطة. لذلك من فضلك، إن لم تستطع أن تبتعد عن متابعة الأخبار السياسية فاجعلها فى أدنى حد ممكن.
  • ابتعد عن الاتباع الأعمى:يولد كل طفل متسائلا بالفطرة فتجده يسأل دوما: “كيف؟ و لماذا؟” إلى أن يخبره أحدهم: “لقد وُجدت هكذا!” أو الأسوأ، أن يتم توبيخه بسبب كثرة الأسئلة. هذا الطفل عندما يكبر يصبح أمامه طريقان: إما أنه يقنع بما يعرفه و يعيش لينفذ و يكون تابعا لأى متبوع كان، و إما أن يستمر هذا الشخص فى التساؤل و القراءة و البحث عن الحقيقة. النوع الأول يتم استقطابه و استخدامه وفقا لأجندة معينة دون أن يكون له أى خيار، و النوع الثانى يشكل رؤية للعالم و يتعامل مع الناس وفقا لرؤيته التي كوّنها من قراءاته و بحثه الجاد و المستمر طيلة حياته فهو يعلم أن الحقيقة المطلقة التامة الكاملة ليست فى حوزة أى شخص فى العالم و بالتالى هو يسعى لإدراك أكبر قدر منها فى رحلته القصيرة فى الحياة.
  • تنويع مصادرك المعرفية:هنا أنا أفترض أنك قارئ منتظم، لأن فى عالم اليوم، كونك قارئا لم يعد كافيا إلا بعد أن تسأل نفسك: ماذا تقرأ؟ و لمن تقرأ؟ هل تكتفى بقراءة روايات أو كتب دينية مشهورة؟ ما أتكلم عنه هنا هو قراءة التثقيف و المعرفة، القراءة التى تساعدك على التفكير و فهم ما يصعب عليك فهمه فى هذا العالم المعقد.
على سبيل المثال، اقرأ عن عظماء التغيير و سيرهم فى تاريخ أُمتك و تاريخ الأمم الأخرى. فالتاريخ هو بمثابة خارطة الطريق و بدونه لن تستطيع أن تتوجه للمستقبل بشكل صحيح. اقرأ كتب عن الفكر و الفلسفة و الإبداع، و اجعل لك نصيبا فى قراءاتك عن بعض المباديء فى العلوم المختلفة كعلم الكونيات و الأحياء حينها ستشعر أنك لست فى الكون أو العالم الضيق الذى كنت تعتقد نفسك فيه.
اقرأ ما يعينك على معرفة كيف يمكنك أن تعيش حياة أفضل و كيف يتغير عالم اليوم و كيف يمكنك أن تشارك فى هذا التغييربشكل إيجابى.