Newsletter

الجمعة، 18 يناير 2019

القراءة غذاء الروح – لا يمكن تخيل حياة تليق بالإنسان دون قراءة واعية

القراءة غذاء الروح – لا يمكن تخيل حياة تليق بالإنسان دون قراءة واعية

يقولون .. إن القراءة غذاء الروح وأقول إنها الروح نفسها، تخيل نفسك يا صديقي يا من تقرأ كلماتي الآن لا تستطيع القراءة ولا تستطيع سبر أغوار دروب المعرفة المختلفة ولا تقوى على الاسترشاد بتجارب الآخرين، ولا أن تنتفع بحكمة الراحلين، إن القراءة هي روح الإنسان وشخصيته وكيانه – قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت – هكذا تحدث أحد الحكماء وكان مصيبا إلى حد بعيد في رأيي، فبدون قراءة يذبل عقل الإنسان ويخفت بريقه، ثم ما الإنسان يا صديقي؟.

الانسان و الفلسفة

إن الإنسان من وجهة نظر الفلسفة العقلية هو حيوان ناطق بالدرجة الأولى، فهو حيوان لأنه كائن حي متحرك ويتكامل بالاحتياجات المادية مثل المأكل والمشرب والمسكن، ولكنه ناطق أي أنه عاقل فهو القادر على البحث عن علل الأشياء والبحث فيها والتساؤل والتجريب والمحاكاة والاستنباط والاستدلال، هذا هو الإنسان.. كائن عاقل يتميز عن سائر المخلوقات بالعقل أولا ولما كان العقل أصيلا في الإنسان وبدونه لا يكون الإنسان إنسانا أصلا كانت الاحتياجات العقلية هي الأصيلة في الإنسان وهي ما تجعله إنسانا أصلا،

فهو يطلب الماديات كما أسلفنا ولكنه يتقدم على سائر المخلوقات بقدرته على طلب الكمالات العقلية والمعرفية في شتى العلوم المختلفة، فلو كان الإنسان لا يقرأ كما ينبغي ولا يعرف كما ينبغي له أن يعرف، فكيف لنا أن نصبح بشرا بالمعنى الصحيح للكلمة ونحن نهمل أكثر ما في الإنسان تميزا وبريقا، إنه العقل يا صديقي والذي بدونه وبدون قدرته على المعرفة لما كنت أنا أكتب الآن ولما كنت أنت تقرأ هذه الكلمات.

الجهل منشأ كل الرذائل

لقد قال أفلاطون ” إن الجهل هو منشأ كل الرذائل ” ومع انعدام القراءة يكثر الجهل وبالتالي مع انعدام القراءة كثرة في الرذيلة بالضرورة، والرذيلة ليست بالضرورة أن تكون كذبا أو سرقة فقط، ولكن الكذب رذيلة والسرقة رذيلة والظلم بشكل عام رذيلة سواء كان ظلمًا للنفس أو ظلمًا للمجتمع ككل، كل هذه رذائل وكلها تنشأ بسبب الجهل، إما بسبب جهلك بحقيقة نفسك أو جهلك بحقيقة الآخر أو جهلك بالطبيعة وقوانينها أوالعلم وأحكامه أوالفلسفة ومباحثها،

في الأخير إن الظلم جهل وإن الجهل ظلم، ظلم للنفس أولا والتي تتناسى طبيعتها وميزتها العقلية وظلم للمجتمع ثانيا الذي يغرق في ظلام الجهالة بينما من يلقي بنفسه في بحر العلم والمعرفة ويغرق ولكن في غرقه حياة وقد يستطيع القارئ أن يعيش ألف حياة على حياته فقد كان العقاد يقول “القراءة وحدها هي التي تُعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة؛ لأنها تزيد هذه الحياة عمقًا، وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب ” فمع القراءة يصبح الإنسان إنسانا بحق.. عاقلا بحق.. وفاضلا بحق.

لم ينتهِ التاريخ مادمنا قادرين على القراءة

إن عالمنا اليوم تغيب عنه الفضيلة ذلك أنه أصبح عالما لا يقرأ، لقد استحكمت قواعد الحياة المادية على عقل الإنسان المعاصر، وأصبحت الحياة الروتنية الشبيهة بحياة الإنسان الآلي في عرف كثير من الناس حياة ناجحة، لقد علت نبرة النهايات في هذا العالم وفي العقود الأخيرة أصبح بعض المفكرين أمثال فرانسيس فوكوياما ينظرون لنهاية التاريخ ونهاية مسار الفكر البشري ونهاية الجدل المعرفي والفلسفي والسياسي والاقتصادي والأخلاقي ظنا منهم أن الإنسان قد قرأ بما يكفي وقد علم بما يكفي وأنه الآن وقت جني ثمار ما مضى، وكأن العالم بهذا النمط الآلي يطلب من الإنسان أن لا يقرأ وأن لا يعرف الجديد، ولكني واثق بأن طبيعة الإنسان – العقلية – ستكسب الرهان في الأخير وسوف ينتهي خطاب النهايات هذا ليفتح آفاق بدايات جديدة تتناول الإنسان والحضارة والفلسفة والأخلاق تناولا جديدا أفضل للإنسان وللإنسانية بوجه عام.

إن النضال يكمن خلف القدرة على السؤال، قمة النضال أن تبقى قادرا على السؤال في عالم استحكمت فيه المادة والثروة على كل شئ، لن يكون للإنسان قيمة إن لم يسأل وإن لم يعرف وإن لم يقرأ، القراءة يا صديقي هي سبيلنا نحو عالم أفضل، عالم يندثر فيه الظلم وتشرق فيه شمس العدالة التي كان ومازال الإنسان يسعى لها، لم يفت الوقت على إعادة القراءة، لقد أخطأ فوكوياما فلم ينتهِ التاريخ طالما مازال الإنسان عاقلا وبعقله قادرًا على طرح أسئلة جديدة دائما وقادرًا على الإجابة عنها بإجابات جديدة أكثر موضوعية وأكثر دقة، ما الإنسان إلا ما قرأ يا صديقي وما نحن إلا ما نقرأ.


القراءة غذاء الروح – لا يمكن تخيل حياة تليق بالإنسان دون قراءة واعية

القراءة غذاء الروح – لا يمكن تخيل حياة تليق بالإنسان دون قراءة واعية

يقولون .. إن القراءة غذاء الروح وأقول إنها الروح نفسها، تخيل نفسك يا صديقي يا من تقرأ كلماتي الآن لا تستطيع القراءة ولا تستطيع سبر أغوار دروب المعرفة المختلفة ولا تقوى على الاسترشاد بتجارب الآخرين، ولا أن تنتفع بحكمة الراحلين، إن القراءة هي روح الإنسان وشخصيته وكيانه – قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت – هكذا تحدث أحد الحكماء وكان مصيبا إلى حد بعيد في رأيي، فبدون قراءة يذبل عقل الإنسان ويخفت بريقه، ثم ما الإنسان يا صديقي؟.

الانسان و الفلسفة

إن الإنسان من وجهة نظر الفلسفة العقلية هو حيوان ناطق بالدرجة الأولى، فهو حيوان لأنه كائن حي متحرك ويتكامل بالاحتياجات المادية مثل المأكل والمشرب والمسكن، ولكنه ناطق أي أنه عاقل فهو القادر على البحث عن علل الأشياء والبحث فيها والتساؤل والتجريب والمحاكاة والاستنباط والاستدلال، هذا هو الإنسان.. كائن عاقل يتميز عن سائر المخلوقات بالعقل أولا ولما كان العقل أصيلا في الإنسان وبدونه لا يكون الإنسان إنسانا أصلا كانت الاحتياجات العقلية هي الأصيلة في الإنسان وهي ما تجعله إنسانا أصلا،

فهو يطلب الماديات كما أسلفنا ولكنه يتقدم على سائر المخلوقات بقدرته على طلب الكمالات العقلية والمعرفية في شتى العلوم المختلفة، فلو كان الإنسان لا يقرأ كما ينبغي ولا يعرف كما ينبغي له أن يعرف، فكيف لنا أن نصبح بشرا بالمعنى الصحيح للكلمة ونحن نهمل أكثر ما في الإنسان تميزا وبريقا، إنه العقل يا صديقي والذي بدونه وبدون قدرته على المعرفة لما كنت أنا أكتب الآن ولما كنت أنت تقرأ هذه الكلمات.

الجهل منشأ كل الرذائل

لقد قال أفلاطون ” إن الجهل هو منشأ كل الرذائل ” ومع انعدام القراءة يكثر الجهل وبالتالي مع انعدام القراءة كثرة في الرذيلة بالضرورة، والرذيلة ليست بالضرورة أن تكون كذبا أو سرقة فقط، ولكن الكذب رذيلة والسرقة رذيلة والظلم بشكل عام رذيلة سواء كان ظلمًا للنفس أو ظلمًا للمجتمع ككل، كل هذه رذائل وكلها تنشأ بسبب الجهل، إما بسبب جهلك بحقيقة نفسك أو جهلك بحقيقة الآخر أو جهلك بالطبيعة وقوانينها أوالعلم وأحكامه أوالفلسفة ومباحثها،

في الأخير إن الظلم جهل وإن الجهل ظلم، ظلم للنفس أولا والتي تتناسى طبيعتها وميزتها العقلية وظلم للمجتمع ثانيا الذي يغرق في ظلام الجهالة بينما من يلقي بنفسه في بحر العلم والمعرفة ويغرق ولكن في غرقه حياة وقد يستطيع القارئ أن يعيش ألف حياة على حياته فقد كان العقاد يقول “القراءة وحدها هي التي تُعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة؛ لأنها تزيد هذه الحياة عمقًا، وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب ” فمع القراءة يصبح الإنسان إنسانا بحق.. عاقلا بحق.. وفاضلا بحق.

لم ينتهِ التاريخ مادمنا قادرين على القراءة

إن عالمنا اليوم تغيب عنه الفضيلة ذلك أنه أصبح عالما لا يقرأ، لقد استحكمت قواعد الحياة المادية على عقل الإنسان المعاصر، وأصبحت الحياة الروتنية الشبيهة بحياة الإنسان الآلي في عرف كثير من الناس حياة ناجحة، لقد علت نبرة النهايات في هذا العالم وفي العقود الأخيرة أصبح بعض المفكرين أمثال فرانسيس فوكوياما ينظرون لنهاية التاريخ ونهاية مسار الفكر البشري ونهاية الجدل المعرفي والفلسفي والسياسي والاقتصادي والأخلاقي ظنا منهم أن الإنسان قد قرأ بما يكفي وقد علم بما يكفي وأنه الآن وقت جني ثمار ما مضى، وكأن العالم بهذا النمط الآلي يطلب من الإنسان أن لا يقرأ وأن لا يعرف الجديد، ولكني واثق بأن طبيعة الإنسان – العقلية – ستكسب الرهان في الأخير وسوف ينتهي خطاب النهايات هذا ليفتح آفاق بدايات جديدة تتناول الإنسان والحضارة والفلسفة والأخلاق تناولا جديدا أفضل للإنسان وللإنسانية بوجه عام.

إن النضال يكمن خلف القدرة على السؤال، قمة النضال أن تبقى قادرا على السؤال في عالم استحكمت فيه المادة والثروة على كل شئ، لن يكون للإنسان قيمة إن لم يسأل وإن لم يعرف وإن لم يقرأ، القراءة يا صديقي هي سبيلنا نحو عالم أفضل، عالم يندثر فيه الظلم وتشرق فيه شمس العدالة التي كان ومازال الإنسان يسعى لها، لم يفت الوقت على إعادة القراءة، لقد أخطأ فوكوياما فلم ينتهِ التاريخ طالما مازال الإنسان عاقلا وبعقله قادرًا على طرح أسئلة جديدة دائما وقادرًا على الإجابة عنها بإجابات جديدة أكثر موضوعية وأكثر دقة، ما الإنسان إلا ما قرأ يا صديقي وما نحن إلا ما نقرأ.