Newsletter

الأحد، 9 يوليو 2017

كنت طفلا… لن أنساه

كنت طفلا… لن أنساه

شاهدت مع أحد أصدقائي منذ فترة فيلما بعنوان “الأمير الصغير”. هو قصة فرنسية أصلا، لاقت رواجا ثقافيا عاليا فتم تقديمها بأكثر من طريقة كمسرحية، وكأوبرا حديثة، وكانت آخر تلك الإنتاجات هو هذا الفيلم الذي تناول نفس مجريات القصة ولكن بتناول جديد ومختلف.

دارت القصة الأصلية حول ذلك الطيار الذي بدأت منذ الصغر تظهر عليه علامات التأمل والتخيل واسع الأفق فيما يحدث حوله في الحياة ومن الدروس التي يدرسها في المدرسة أو بمطالعة الكتب. عندما كان طفلا صغيرا قرأ عن الأفاعي المعاصرة، تلك التي تبتلع فريستها كاملة دون مضغ ليتم هضمها لفترة طويلة في معدتها المرنة. فقام على إثر ذلك برسم ما جال إليه خياله، وهو أحد الأفاعي مبتلعة فريستها. وعندما عرض رسمته على “الناضجين” ليعرف رأيهم في رسمه لم يفهموا رسمته التي رأوا فيها ما يشبه قبعة الرأس. فعندما سألهم “هل تشعركم الصورة بالرعب؟”، كان رد فعلهم ساخرا ومتعجبا لأن الطفل توقع من قبعة أن تثير الرعب في نفوسهم.

يذهب الفيلم في تقديمه للقصة ليعطينا انطباعا عن حياة ذلك الطيار (الولد الصغير المهووس بالرسومات والأفاعي) بعد أن تقدم به العمر وأصبح رجلا مسنا. يقارن لنا في مشهد بين نمط أو “لا نمط” حياته ونمط حياة بقية سكان الحي الذي يقطن فيه، تلك الوجوه الصامتة الشاحبة التي استهلكت في عالم المال والأعمال والأموال. قد سكنوا أو حبسوا في منازلهم العملية الروتينية، المصممة بأشكال هندسية مستقيمة الخطوط، قائمة الزوايا، باهتة الألوان، بينما منزله يأخذ طراز البيوت التي نسمع عنها في قصص الأطفال الخيالية. ذلك المنزل القديم بسقفه الهرمي والمدخنة، والمحاط بحديقة كثيفة الأشجار غير مهذبة الحشائش، وتطير أمامه أحد الطيارات الورقية التي تتلاعب بها تيارات الهواء هنا وهناك. إنه منظر غريب مليئ بالعشوائية والفوضى في وسط ذلك الحي المنمق الهادئ التقليدي. كان ذلك الإسقاط من الفيلم على واقعنا الذي نجد فيه الروتيني الغارق في نظامه اليومي النمطي وبين الشخص الذي يرفض الانخراط في المألوف والتقليدي ويبحث عن أحلامه وطموحه دون التقيد بالمنظور العام والسائد عن السعادة.

كان الملفت والجديد هو طرح هذه الرؤية على المجتمع من خلال نظرة البنت الصغيرة التي تسكن في المنزل المجاور لهذا الطيار العجوز. تلك الفتاة التي عانت مع تعرفها على نمط حياة جارها غير التقليدي المرح حين قارنته مع نمط حياة والدتها المهووسة بالترتيب والتنسيق والجدولة لكل خطوات الحياة، معتقدة أنها بذلك تتحكم في حياتها بشكل أفضل. نشاهد هنا مقارنة بين من يسمح بقدر من المخاطرة والغموض في الحياة ليجد مع الغموض والمغامرة اتساعًا في معرفته وتجاربه وشعوره بسعادة جديدة من نوع مختلف، لم يكن ليشعر بها من يفضل السير على الخط الذي رسم له مسبقا ليكون ذلك درب حياته لأسباب لا يعرفها.

أجد هنا من انعكاسات ذلك في مجتمعنا مثلا: ثنائية طب وهندسة والتي نشاهد بسببها الكثير من الشباب الذين تم إقحامهم في كليات وأقسام ووظائف ومستقبل حياة لا يحبونها، لا ليرضوا رغبتهم الحقيقية في تحقيق ذاتهم، ولكن للأسف لينالوا فقط رضا وإعجاب عائلاتهم والمجتمع المحيط بهم. أشارت الفتاة في الفيلم لذلك الواقع في مشهد عبقري عندما اتهمت أمها أنها تهتم “بجدول حياة” الفتاة الصغيرة أكثر من الفتاة نفسها. قالت لها الأم أنها تهتم بجدول الحياة لأنها لا ترى فرقا بين الفتاة وجدول حياتها الذي تفرضه عليها، “أنتما الاثنان نفس الشيء” قالت لها. هنا صرخت الفتاة “هذه ليست خطة حياتي، هذه نسختك أنت عن خطة حياتي”.
عندما اقترب عيد ميلاد الفتاة، اشترى لها والدها نفس الهدية التي اعتاد أن يجلبها في هذه المناسبة، بلورة زجاجية تحتوي على تقليد صغير “ماكيت” للبناية الإدارية رمادية اللون التي يعمل بها. تشير الهدية للمستقبل الذي يتوقعه لابنته التي لا يراها مطلقا، فهو في شبه انفصال عن الوالدة، بعد أن انغمر في وظيفته التي سلبت منه كل لحظة رقيقة كان يمكن أن يستمتع بها مع ابنته.



أما الأم فاشترت لابنتها مجهرًا ضوئيًا (ميكروسكوب) ربما ليعكس هوس الأم بالتفاصيل الدقيقة والنظر لأسفل. أما الطيار العجوز، نجده يصحب الفتاة في الليل لسطح منزله ليستمتعوا بمراقبة النجوم المتلألئة في السماء من خلال مقرابه “التلسكوب”. فالخيال والإبداع يدفعك للأعلى ولاستكشاف حدودك وقدراتك، بينما الروتينية والتقليد غير المصحوب بالفكر السليم والتطوير يدفعك للانسحاق داخليا وتتحول لنزوة أو حقل تجارب لأحلام الآخرين. في حين أنك خلقت لتحقق رغباتك وتروي طموحك وتسعى في أحلامك بعد أن تتسلح بالتفكير والرؤية السليمة. الفارق أن الفكر في النموذج الروتيني يكون نهاية للمغامرة والأحلام، بينما في النموذج الآخر يكون التفكير والعلم نقطة البداية والانطلاق.




تذهب الفتاة في رحلة خلابة للبحث عن الأمير الصغير -سبب كل تلك القصة- لكي تجلبه معها، لأن صديقها الطيار العجوز قال لها يجب أن أرحل لألحق بالأمير الصغير على كويكبه الذي يعيش عليه. كان طبعا يشير للموت الذي يجب أن يأخذه لعالم آخر ولكن بطريقة تتناسب وسن الفتاة. تلك التي ظنت ببراءتها أنها لو جلبت معها الأمير الصغير فلن يضطر صديقها العجوز -الذي قد تعلقت به وبقصصه ومغامراته بشدة- للمغادرة.


مرت في تلك الرحلة بكويكب رجل الأعمال، والذي فرض على كل سكانه العمل ليصبحوا “عناصر فعالة” في المجتمع. ولما رأى أنهم يضيعون بعض دقائق العمل القيمة في النظر للنجوم والتأمل والخيال قرر اصطياد كافة النجوم لتصير سماء الليل قاحلة مظلمة، وحبس كل النجوم “الأحلام والآمال” في بوتقة زجاجية كبيرة. كان كلما أراد أن يزيد من إنتاجية موظفيه، سحق أحد تلك النجوم في آلة ضخمة ليحولها لطاقة كهربائية تعمل بها أضواء وأدوات المكتب فينتبه الموظفون وينكبون أكثر على العمل. كانت هذه كناية عن رجال الأعمال والمديرين والذين يستغلون طموحك وأحلامك في دائرة مفرغة لتحقق لهم الأرباح والمكاسب دون أن تجني أنت شيئا من وراء ذلك المجهود المبذول.




كانت الفكرة المحورية في هذه القصة هي مقارنة صريحة بين منظور الطفل الصغير لبساطة الأشياء التي تظهر لنا مع كبر السن بكامل تعقيدها وتفاصيلها وبين منظورنا الذي لم يعد يذكرنا بأي شيء عن أحلام وخيالات الطفل الصغير الذي كنا عليه. ففي كثير من الأحيان نجد اهتمامنا بتلك التفاصيل الدقيقة والجزئيات قد أبعدنا عن الغاية الأساسية لاهتمامنا وفضولنا بتلك الأفكار التي نحللها. لقد كنا نهتم بطريق خبز أمنا للكعك فقط لكي نستمتع بمذاقها الحلو اللذيذ، ليس لنعرف سر الخلطة أو الفيزياء والكيمياء وراء تلك العملية أو المكاسب الاقتصادية التي يمكن تحقيقها ببيع الكعك. كنا نبحث فقط عن الضحكة أو النشوة التي تنتابنا عندما تقضم من هذه الكعكة المحلاة اللذيذة، شعور كنا ننسى معه كل هموم الدنيا وكأننا بالفعل نمتلك الحلول لكل المشكلات. هي نزعات طفولية ليست عملية في أغلب أحيان حياتنا الناضجة المعقدة، لكن من القسوة قمع تلك الأحاسيس نهائيا لدرجة تحولنا لمسوخ بائسة فقدت القدرة حتى على البسمة الخافتة.

كنت طفلا… لن أنساه

كنت طفلا… لن أنساه

شاهدت مع أحد أصدقائي منذ فترة فيلما بعنوان “الأمير الصغير”. هو قصة فرنسية أصلا، لاقت رواجا ثقافيا عاليا فتم تقديمها بأكثر من طريقة كمسرحية، وكأوبرا حديثة، وكانت آخر تلك الإنتاجات هو هذا الفيلم الذي تناول نفس مجريات القصة ولكن بتناول جديد ومختلف.

دارت القصة الأصلية حول ذلك الطيار الذي بدأت منذ الصغر تظهر عليه علامات التأمل والتخيل واسع الأفق فيما يحدث حوله في الحياة ومن الدروس التي يدرسها في المدرسة أو بمطالعة الكتب. عندما كان طفلا صغيرا قرأ عن الأفاعي المعاصرة، تلك التي تبتلع فريستها كاملة دون مضغ ليتم هضمها لفترة طويلة في معدتها المرنة. فقام على إثر ذلك برسم ما جال إليه خياله، وهو أحد الأفاعي مبتلعة فريستها. وعندما عرض رسمته على “الناضجين” ليعرف رأيهم في رسمه لم يفهموا رسمته التي رأوا فيها ما يشبه قبعة الرأس. فعندما سألهم “هل تشعركم الصورة بالرعب؟”، كان رد فعلهم ساخرا ومتعجبا لأن الطفل توقع من قبعة أن تثير الرعب في نفوسهم.

يذهب الفيلم في تقديمه للقصة ليعطينا انطباعا عن حياة ذلك الطيار (الولد الصغير المهووس بالرسومات والأفاعي) بعد أن تقدم به العمر وأصبح رجلا مسنا. يقارن لنا في مشهد بين نمط أو “لا نمط” حياته ونمط حياة بقية سكان الحي الذي يقطن فيه، تلك الوجوه الصامتة الشاحبة التي استهلكت في عالم المال والأعمال والأموال. قد سكنوا أو حبسوا في منازلهم العملية الروتينية، المصممة بأشكال هندسية مستقيمة الخطوط، قائمة الزوايا، باهتة الألوان، بينما منزله يأخذ طراز البيوت التي نسمع عنها في قصص الأطفال الخيالية. ذلك المنزل القديم بسقفه الهرمي والمدخنة، والمحاط بحديقة كثيفة الأشجار غير مهذبة الحشائش، وتطير أمامه أحد الطيارات الورقية التي تتلاعب بها تيارات الهواء هنا وهناك. إنه منظر غريب مليئ بالعشوائية والفوضى في وسط ذلك الحي المنمق الهادئ التقليدي. كان ذلك الإسقاط من الفيلم على واقعنا الذي نجد فيه الروتيني الغارق في نظامه اليومي النمطي وبين الشخص الذي يرفض الانخراط في المألوف والتقليدي ويبحث عن أحلامه وطموحه دون التقيد بالمنظور العام والسائد عن السعادة.

كان الملفت والجديد هو طرح هذه الرؤية على المجتمع من خلال نظرة البنت الصغيرة التي تسكن في المنزل المجاور لهذا الطيار العجوز. تلك الفتاة التي عانت مع تعرفها على نمط حياة جارها غير التقليدي المرح حين قارنته مع نمط حياة والدتها المهووسة بالترتيب والتنسيق والجدولة لكل خطوات الحياة، معتقدة أنها بذلك تتحكم في حياتها بشكل أفضل. نشاهد هنا مقارنة بين من يسمح بقدر من المخاطرة والغموض في الحياة ليجد مع الغموض والمغامرة اتساعًا في معرفته وتجاربه وشعوره بسعادة جديدة من نوع مختلف، لم يكن ليشعر بها من يفضل السير على الخط الذي رسم له مسبقا ليكون ذلك درب حياته لأسباب لا يعرفها.

أجد هنا من انعكاسات ذلك في مجتمعنا مثلا: ثنائية طب وهندسة والتي نشاهد بسببها الكثير من الشباب الذين تم إقحامهم في كليات وأقسام ووظائف ومستقبل حياة لا يحبونها، لا ليرضوا رغبتهم الحقيقية في تحقيق ذاتهم، ولكن للأسف لينالوا فقط رضا وإعجاب عائلاتهم والمجتمع المحيط بهم. أشارت الفتاة في الفيلم لذلك الواقع في مشهد عبقري عندما اتهمت أمها أنها تهتم “بجدول حياة” الفتاة الصغيرة أكثر من الفتاة نفسها. قالت لها الأم أنها تهتم بجدول الحياة لأنها لا ترى فرقا بين الفتاة وجدول حياتها الذي تفرضه عليها، “أنتما الاثنان نفس الشيء” قالت لها. هنا صرخت الفتاة “هذه ليست خطة حياتي، هذه نسختك أنت عن خطة حياتي”.
عندما اقترب عيد ميلاد الفتاة، اشترى لها والدها نفس الهدية التي اعتاد أن يجلبها في هذه المناسبة، بلورة زجاجية تحتوي على تقليد صغير “ماكيت” للبناية الإدارية رمادية اللون التي يعمل بها. تشير الهدية للمستقبل الذي يتوقعه لابنته التي لا يراها مطلقا، فهو في شبه انفصال عن الوالدة، بعد أن انغمر في وظيفته التي سلبت منه كل لحظة رقيقة كان يمكن أن يستمتع بها مع ابنته.



أما الأم فاشترت لابنتها مجهرًا ضوئيًا (ميكروسكوب) ربما ليعكس هوس الأم بالتفاصيل الدقيقة والنظر لأسفل. أما الطيار العجوز، نجده يصحب الفتاة في الليل لسطح منزله ليستمتعوا بمراقبة النجوم المتلألئة في السماء من خلال مقرابه “التلسكوب”. فالخيال والإبداع يدفعك للأعلى ولاستكشاف حدودك وقدراتك، بينما الروتينية والتقليد غير المصحوب بالفكر السليم والتطوير يدفعك للانسحاق داخليا وتتحول لنزوة أو حقل تجارب لأحلام الآخرين. في حين أنك خلقت لتحقق رغباتك وتروي طموحك وتسعى في أحلامك بعد أن تتسلح بالتفكير والرؤية السليمة. الفارق أن الفكر في النموذج الروتيني يكون نهاية للمغامرة والأحلام، بينما في النموذج الآخر يكون التفكير والعلم نقطة البداية والانطلاق.




تذهب الفتاة في رحلة خلابة للبحث عن الأمير الصغير -سبب كل تلك القصة- لكي تجلبه معها، لأن صديقها الطيار العجوز قال لها يجب أن أرحل لألحق بالأمير الصغير على كويكبه الذي يعيش عليه. كان طبعا يشير للموت الذي يجب أن يأخذه لعالم آخر ولكن بطريقة تتناسب وسن الفتاة. تلك التي ظنت ببراءتها أنها لو جلبت معها الأمير الصغير فلن يضطر صديقها العجوز -الذي قد تعلقت به وبقصصه ومغامراته بشدة- للمغادرة.


مرت في تلك الرحلة بكويكب رجل الأعمال، والذي فرض على كل سكانه العمل ليصبحوا “عناصر فعالة” في المجتمع. ولما رأى أنهم يضيعون بعض دقائق العمل القيمة في النظر للنجوم والتأمل والخيال قرر اصطياد كافة النجوم لتصير سماء الليل قاحلة مظلمة، وحبس كل النجوم “الأحلام والآمال” في بوتقة زجاجية كبيرة. كان كلما أراد أن يزيد من إنتاجية موظفيه، سحق أحد تلك النجوم في آلة ضخمة ليحولها لطاقة كهربائية تعمل بها أضواء وأدوات المكتب فينتبه الموظفون وينكبون أكثر على العمل. كانت هذه كناية عن رجال الأعمال والمديرين والذين يستغلون طموحك وأحلامك في دائرة مفرغة لتحقق لهم الأرباح والمكاسب دون أن تجني أنت شيئا من وراء ذلك المجهود المبذول.




كانت الفكرة المحورية في هذه القصة هي مقارنة صريحة بين منظور الطفل الصغير لبساطة الأشياء التي تظهر لنا مع كبر السن بكامل تعقيدها وتفاصيلها وبين منظورنا الذي لم يعد يذكرنا بأي شيء عن أحلام وخيالات الطفل الصغير الذي كنا عليه. ففي كثير من الأحيان نجد اهتمامنا بتلك التفاصيل الدقيقة والجزئيات قد أبعدنا عن الغاية الأساسية لاهتمامنا وفضولنا بتلك الأفكار التي نحللها. لقد كنا نهتم بطريق خبز أمنا للكعك فقط لكي نستمتع بمذاقها الحلو اللذيذ، ليس لنعرف سر الخلطة أو الفيزياء والكيمياء وراء تلك العملية أو المكاسب الاقتصادية التي يمكن تحقيقها ببيع الكعك. كنا نبحث فقط عن الضحكة أو النشوة التي تنتابنا عندما تقضم من هذه الكعكة المحلاة اللذيذة، شعور كنا ننسى معه كل هموم الدنيا وكأننا بالفعل نمتلك الحلول لكل المشكلات. هي نزعات طفولية ليست عملية في أغلب أحيان حياتنا الناضجة المعقدة، لكن من القسوة قمع تلك الأحاسيس نهائيا لدرجة تحولنا لمسوخ بائسة فقدت القدرة حتى على البسمة الخافتة.