Newsletter

الأحد، 26 فبراير 2017

متى ينتهي الظلم؟

متى ينتهي الظلم؟

في البداية يجب أن نُعرف الظلم ، إذًا فما هو الظلم ؟
الظلم هو عدم العدل أو اللاعدل، فإذا كان العدل هو إعطاء كل زي حق حقه، فالظلم هو عدم إعطاء كل  ذي حق حقه .
وهل الظلم نسبي ؟ بمعنى أنه يختلف باختلاف وجهة النظر في الأمر ؟
بالطبع لا، فلو كان هناك طالب جاوب على الامتحان كله، ولم يأخذ الدرجة النهائية في الامتحان فهذا ظلم، ولن يختلف أحد على الاطلاق في وصف الظلم في هذا الأمر، كما لن يختلف أحد على أن من حق هذا الطالب الحصول على الدرجة النهائية في الامتحان.
ومن الثابت عقلًا أن الظلم قبيح، بل في شدة القُبح، وبما أن جميع الناس لديهم عقل، فلماذا إذًا الظلم موجود؟ لماذا الظلم لا ينتهي ؟ ومن منّا يُحب وجود الظلم بما أنه قبيح ؟ الإجابة المنطقية: لا يوجد منْ يُحب الظلم.
لكن في حقيقة الأمر هناك منْ يُفضل و يُحب الظلم ! كالموظف الذي لديه معرفة بصاحب العمل، وجعله يحصل على راتب أكثر مما يستحق فهذا ظلم، أو جعله يتولى منصبا بدون أن يستحقه، أو هناك منْ يستحقه أكثر منه، فهذا ظلم فبالطبع، وسيُحب هذا الأمر لأن ذلك أفضل له على المدى القصير، الإنسان الذي لديه معرفة بالمدرس في المدرسة أو بالدكتور في الكلية فيعطيه الدرجة النهائية أو أي درجة بدون أن يستحقها وهي ليست من حقه فهذا ظلم، ولأنه أيضًا قد تساوى مع الذي أخذ درجة يستحقها فهذا ظلم، والإنسان الذي يجلس في بيته ولا يذهب إلى وظيفته ومع ذلك يأخذ راتبه كاملاً فهذا ظلم، وبالطبع سيُحب هذا الأمر لأن ذلك أكثر راحة له، وبدون أن يتحمل عناء العمل، والإنسان الذي لا يؤدي أي عمل كان كبيرًا أو صغيرًا على أكمل وجه مع انه أُتيح له ذلك فهذا ظلم، والإنسان الذي يُفضل مصلحته الشخصية على مصلحة المجتمع فهذا ظلم.
وهناك الأقبح من ذلك، أن هناك منْ يَدعم ويُعزز ويُحث على الظلم!! كبعض أصحاب رؤوس الأموال أو أصحاب السُلطة الذين وصلوا إلى ما وصلوا عليه بالظلم، فبالطبع أهلًا بالظلم وحبذا لو زاد الظلم، لأنه سيزيدهم أموالًا او سُلطة، فما أقبح هذا الظلم! والتاجر الذي يستغل الأزمات الاقتصادية ويزيد في سعر السلع أكثر مما يجب أن يزيده، وبالطبع أهلًا بالأزمات الاقتصادية، لأنه سيستغلها في كل مرة، فهذا جشع وما أقبحه من ظلم!
وهناك منْ يظلم بدون أن يدري أو بدون قصد، كالأب الذي لديه أبناء فيتركهم ويسافر، مهملاً لهم ولتربيتهم فهذا ظلم، لأن أبنائه ليسوا أجسامًا فقط كي يجمع المال لهم دون أن يرعاهم أو يهتم بهم، فهناك أمور معنوية -وما أكثرها!- لا تحتاج إلى المال بل تحتاج وجوده، وما أكثر المستشفيات النفسية التي تحتوي في الغالب على أبناء مشوهين نفسيًا! فالمال لا يُعالج هذا الأمر، والإنسان الذي يعتني بجسده فيُشبع شهواته فقط بدون أن يهتم بعقله ويُنميه فهذا ظلم،  والمدرس أو الدكتور الذي لا يُصحح الامتحانات جيدًا وبشكل دقيق، فهذا ظلم، فكم من الطلاب تضيع حقوقهم في العملية التعليمية، والإنسان الذي لا يبرّ والداه فهذا ظلم.
هذه الأمثلة يختلف فيها قدر الظلم من مثال لآخر، وما أكثر تلك الأمثلة! ولكني لا أُريد أن أُطيل عليكم أكثر من ذلك، فأنتم أعلم مني بالأمثلة الحياتية التي تمتلئ بالظلم البيّن، لكن بالإضافة إلى ذلك، هناك البعض الذي لا يكره الظلم ويقبّحه عندما يقع على أي انسان غيره! فلإن الظلم لم يؤذيني ولم أتضرر منه فهو ليس بقبيح ! إذًا فكيف ينتهي الظلم، وهناك أُناس لا يكرهون الظلم لغيرهم كما يكرهونه لأنفسهم ؟! والأمثلة كثيرة جدًا على ذلك الأمر.
هنا يجب أن يتم طرح سؤال: ألا وهو لماذا كل هذا الظلم؟
كل هذا الظلم منشأه إما الجهل، أو الطمع وجشع النفوس، وحبها البشع للمادة.
ونتيجة ذلك ينشأ مجتمع ممتلئ بالظلم البيّن وغير البيّن، فيه تضيع الحقوق ولا يعرف الإنسان ما هو حقه، وإن عرفه فكيف يأخذه في مجتمع ظالم كهذا؟!
فهل هناك أمل في هذا المجتمع؟ في هذا المجتمع لن يأتي الأمل إلا من إرادة أفراده للتغيير، وهذا التغيير يجب أن يكون من أغلب أفراده فلا مجال للتكاسل هنا، لأن بدون هذا التغيير لن تذهب الحقوق لأصحابها، فلا تنتظر من المجتمع الظالم أن يعدل بل ستراه يظلم، ويتمادى في ظلمه، وذلك انطلاقًا من البديهية العقلية التي تقول فاقد الشيء لا يعطيه.
والبداية التي يجب أن يبدأها من يحب أن يرى العدل في المجتمع، هي أن يطلب الحق والعدل لذاتهما، لا لنفسه، فلابد لمنْ يُريد التغيير أن يغضب ليس لنفسه بل للحق، يغضب لكي يرى العدل يسود في مجتمعه.
وبالطبع سيُلاقي من الصعوبات الكثير والكثير، من أهل الظلم الذين يدافعون عن مصالحهم، لكن عليه ألا ييأس أبدًا فلابد من أن ينتصر الحق حتمًا، عاجلًا أو آجلًا.
وهذه حقًا هي الغاية الأعظم والأسمى، فما أجمل المجتمع العادل! يتصف أفراده بالعدل، فإن كُنّا نُريد هذا المجتمع، فعلينا أن نبدأ من الآن بتطبيق العدل في أنفسنا، وفي كل أمور حياتنا، وبالضرورة سيتغير المجتمع إلى الأفضل، ففي هذه الحالة فقط ينتهي الظلم إلى الأبد.

متى ينتهي الظلم؟

متى ينتهي الظلم؟

في البداية يجب أن نُعرف الظلم ، إذًا فما هو الظلم ؟
الظلم هو عدم العدل أو اللاعدل، فإذا كان العدل هو إعطاء كل زي حق حقه، فالظلم هو عدم إعطاء كل  ذي حق حقه .
وهل الظلم نسبي ؟ بمعنى أنه يختلف باختلاف وجهة النظر في الأمر ؟
بالطبع لا، فلو كان هناك طالب جاوب على الامتحان كله، ولم يأخذ الدرجة النهائية في الامتحان فهذا ظلم، ولن يختلف أحد على الاطلاق في وصف الظلم في هذا الأمر، كما لن يختلف أحد على أن من حق هذا الطالب الحصول على الدرجة النهائية في الامتحان.
ومن الثابت عقلًا أن الظلم قبيح، بل في شدة القُبح، وبما أن جميع الناس لديهم عقل، فلماذا إذًا الظلم موجود؟ لماذا الظلم لا ينتهي ؟ ومن منّا يُحب وجود الظلم بما أنه قبيح ؟ الإجابة المنطقية: لا يوجد منْ يُحب الظلم.
لكن في حقيقة الأمر هناك منْ يُفضل و يُحب الظلم ! كالموظف الذي لديه معرفة بصاحب العمل، وجعله يحصل على راتب أكثر مما يستحق فهذا ظلم، أو جعله يتولى منصبا بدون أن يستحقه، أو هناك منْ يستحقه أكثر منه، فهذا ظلم فبالطبع، وسيُحب هذا الأمر لأن ذلك أفضل له على المدى القصير، الإنسان الذي لديه معرفة بالمدرس في المدرسة أو بالدكتور في الكلية فيعطيه الدرجة النهائية أو أي درجة بدون أن يستحقها وهي ليست من حقه فهذا ظلم، ولأنه أيضًا قد تساوى مع الذي أخذ درجة يستحقها فهذا ظلم، والإنسان الذي يجلس في بيته ولا يذهب إلى وظيفته ومع ذلك يأخذ راتبه كاملاً فهذا ظلم، وبالطبع سيُحب هذا الأمر لأن ذلك أكثر راحة له، وبدون أن يتحمل عناء العمل، والإنسان الذي لا يؤدي أي عمل كان كبيرًا أو صغيرًا على أكمل وجه مع انه أُتيح له ذلك فهذا ظلم، والإنسان الذي يُفضل مصلحته الشخصية على مصلحة المجتمع فهذا ظلم.
وهناك الأقبح من ذلك، أن هناك منْ يَدعم ويُعزز ويُحث على الظلم!! كبعض أصحاب رؤوس الأموال أو أصحاب السُلطة الذين وصلوا إلى ما وصلوا عليه بالظلم، فبالطبع أهلًا بالظلم وحبذا لو زاد الظلم، لأنه سيزيدهم أموالًا او سُلطة، فما أقبح هذا الظلم! والتاجر الذي يستغل الأزمات الاقتصادية ويزيد في سعر السلع أكثر مما يجب أن يزيده، وبالطبع أهلًا بالأزمات الاقتصادية، لأنه سيستغلها في كل مرة، فهذا جشع وما أقبحه من ظلم!
وهناك منْ يظلم بدون أن يدري أو بدون قصد، كالأب الذي لديه أبناء فيتركهم ويسافر، مهملاً لهم ولتربيتهم فهذا ظلم، لأن أبنائه ليسوا أجسامًا فقط كي يجمع المال لهم دون أن يرعاهم أو يهتم بهم، فهناك أمور معنوية -وما أكثرها!- لا تحتاج إلى المال بل تحتاج وجوده، وما أكثر المستشفيات النفسية التي تحتوي في الغالب على أبناء مشوهين نفسيًا! فالمال لا يُعالج هذا الأمر، والإنسان الذي يعتني بجسده فيُشبع شهواته فقط بدون أن يهتم بعقله ويُنميه فهذا ظلم،  والمدرس أو الدكتور الذي لا يُصحح الامتحانات جيدًا وبشكل دقيق، فهذا ظلم، فكم من الطلاب تضيع حقوقهم في العملية التعليمية، والإنسان الذي لا يبرّ والداه فهذا ظلم.
هذه الأمثلة يختلف فيها قدر الظلم من مثال لآخر، وما أكثر تلك الأمثلة! ولكني لا أُريد أن أُطيل عليكم أكثر من ذلك، فأنتم أعلم مني بالأمثلة الحياتية التي تمتلئ بالظلم البيّن، لكن بالإضافة إلى ذلك، هناك البعض الذي لا يكره الظلم ويقبّحه عندما يقع على أي انسان غيره! فلإن الظلم لم يؤذيني ولم أتضرر منه فهو ليس بقبيح ! إذًا فكيف ينتهي الظلم، وهناك أُناس لا يكرهون الظلم لغيرهم كما يكرهونه لأنفسهم ؟! والأمثلة كثيرة جدًا على ذلك الأمر.
هنا يجب أن يتم طرح سؤال: ألا وهو لماذا كل هذا الظلم؟
كل هذا الظلم منشأه إما الجهل، أو الطمع وجشع النفوس، وحبها البشع للمادة.
ونتيجة ذلك ينشأ مجتمع ممتلئ بالظلم البيّن وغير البيّن، فيه تضيع الحقوق ولا يعرف الإنسان ما هو حقه، وإن عرفه فكيف يأخذه في مجتمع ظالم كهذا؟!
فهل هناك أمل في هذا المجتمع؟ في هذا المجتمع لن يأتي الأمل إلا من إرادة أفراده للتغيير، وهذا التغيير يجب أن يكون من أغلب أفراده فلا مجال للتكاسل هنا، لأن بدون هذا التغيير لن تذهب الحقوق لأصحابها، فلا تنتظر من المجتمع الظالم أن يعدل بل ستراه يظلم، ويتمادى في ظلمه، وذلك انطلاقًا من البديهية العقلية التي تقول فاقد الشيء لا يعطيه.
والبداية التي يجب أن يبدأها من يحب أن يرى العدل في المجتمع، هي أن يطلب الحق والعدل لذاتهما، لا لنفسه، فلابد لمنْ يُريد التغيير أن يغضب ليس لنفسه بل للحق، يغضب لكي يرى العدل يسود في مجتمعه.
وبالطبع سيُلاقي من الصعوبات الكثير والكثير، من أهل الظلم الذين يدافعون عن مصالحهم، لكن عليه ألا ييأس أبدًا فلابد من أن ينتصر الحق حتمًا، عاجلًا أو آجلًا.
وهذه حقًا هي الغاية الأعظم والأسمى، فما أجمل المجتمع العادل! يتصف أفراده بالعدل، فإن كُنّا نُريد هذا المجتمع، فعلينا أن نبدأ من الآن بتطبيق العدل في أنفسنا، وفي كل أمور حياتنا، وبالضرورة سيتغير المجتمع إلى الأفضل، ففي هذه الحالة فقط ينتهي الظلم إلى الأبد.